وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون
الاثنين / 20 / ذو القعدة / 1427 هـ الاثنين 11 ديسمبر 2006 19:48
وليد احمد فتيحي
}وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا| (20) سورة الفرقان.
}وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا | (7) سورة الفرقان.
أرسل الله الأنبياء والرسل بشرى بين يدي رحمته وجعلهم بشراً يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ليكونوا لنا قدوة يمارسون حياتهم كما نمارسها كبشر من لحم ودم، وبعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين الرحمة المهداة كنموذج متكامل لما يجب أن تكون عليه مبادئ التعامل مع الحياة في كل جزئية من جزئياتها.
«قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين»
وكتب الله لأمة محمد أن تكون تلك الأمة التي تحمل آخر رسالات السماء للأرض وحفظ لها تفصيلاً دقيقاً مؤرخاً مسجلاً لحياة النبي الرسول النموذج بإنسانيته العليا.
أوصاف دقيقة عجيبة متوازنة تسبح في ملكوت الخالق لانها إنما جُبلت على أن تكون جزءاً لا يتجزأ من سنة الله في خلقه الذي يسبح في ملكوته ويُسبح بحمده }لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ | (40) سورة يس.
كل في فلكه المرسوم له يسبح دون تأخير أو تقديم ولا خروج عن مدار إلهي مَرسوم له ليتجسد في هذا الفلك والمدار صورة الكمال والإبداع والجمال الإلهي }سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)| سورة الإسراء.
فمن أوصافه مما جمع الرافعي في كتابه «وحي القلم» انه كان متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السَّكْت، لا يتكلم في غير حاجة، ليس بالجافي ولا المهين، يُعظِّم النعمة وإن دقَّتْ لا يذم منها شيئاً، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تُعُدِّيَ الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، وكان خافض الطَّرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفه أحبَّه، لا يَحسبُ جليسه أنّ أحداً أكرم عليه منه، ولا يطوي عن أحدٍ من الناس بِشْرَهُ، قد وسع الناس بسطهُ وخلقهُ، فصار لهم أباً، وصاروا عنده في الحق سواء، يُحسن الحسن ويقويه، ويُقبح القبيح ويُوهيه، معتدل الأمر غير مختلف، وكان أشد الناس حياء، لا يثبِّتُ بصرهُ في وجه أحد، له نور يعلوه كأنه شمس تجري في وجهه، لا يؤيس راجيه، ولا يخيب عافيه، ومن سأله حاجة لم يردَّهُ إلا بها أو بميسور من القول، أجود الناس بالخير .. انتهى كلام الرافعي.
وعندما قسَّم الإنسان الحياة أقساماً وأجزاءً - هذا لله وهذا لغيره – أصبح كالمسخ لا إلى هذا ولا إلى ذاك، وخرج من النظام الكوني البديع المحكم الذي يسبح في ملكوت الخالق }وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ| سورة الاسراء.
وظهر الفساد في الأرض لخروج الإنسان عن دائرة وفلك السبح مع باقي خلق الله في الكون في المدار الذي رسمه الخالق له، وبخروج كل انسان عن مساره الصحيح أصبح الإنسان يتخبط بأخيه الإنسان وضاعت غاية الخلق في أن يكون الإنسان خليفة الله في الأرض يعمرها كما يحبها الله أن تُعمر ليكون صورة من صور السبح في ملكوت الخالق طوعاً وعبادة وشكراً }اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ | (13) سورة سبأ.
وأصبحنا نتصادم مع بعضنا البعض وكيف لا يكون ذلك ونحن لا نسير في انسجام مع قوانين وسنن الكون الأزلية في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاعلامية والتربوية والتعليمية.
ما أسهل أن نعتزل الناس ونفر إلى المساجد نعتكف فيها فالمسجد قطعة من السماء - هو في الأرض ولكن السماء فيه – ولكننا نذكر قول رسول الله « «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً»، ونُذكرُ بدورنا في أن نجعلها كذلك، نزيد من مقدار الخير فيها ونقلص من مقدار الشر فيها لنكون بحقٍ الرحمة المهداة للبشرية جمعاء.
ما أصعب أن يتجسد أمامك ممن تخالط وتحب من أبناء جلدتك ولسانك ودينك هذا التخبط والمفارقات العجيبة في التطبيق والممارسة الفعلية الحياتيه لهذه المعاني.
وانها لمعاناة من جعل هَّمه الأعظم أن يكون حلقة في تلك السلسلة المباركة الممتدة عبر التاريخ منذ أول خلق آدم إلى قيام الساعة – سلسلة الأنبياء والصالحين والدعاة إلى الله–.
من أين جاء هذا الفصل العجيب بين الدين والحياة؟
وأين تذهب بنا صلاتنا وصيامنا وقيامنا دون أن يكون شعارنا في الحياة هو إحياء ما جاء الدين ليقيمه على الأرض من الصدق والأمانة والإخلاص والعدل والإحسان والإتقان والجمال. الصدق الذي أكد لنا رسولنا أن المسلم لا يكذب. والأمانة التي أبت الجبال أن تحملها وأشفقت منها وحملها الإنسان. والإخلاص الذي هو سر النجاح – اخلص قلبك إلى الله يكفيك القليل من العمل -.
والعدل الذي هو أساس كل شيء وأُمِرنا به في كتاب الله }ان الله يأمر بالعدل والإحسان|.
والإحسان الذي هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك. والإتقان الموجب لمحبة الله «ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه». والجمال في المظهر والمخبر اقتداء بالرب «ان الله جميل يحب الجمال». وغيره من المعاني الجميلة في شرع الله، ودين الله وسنة الله في كونه البديع. أين حياتنا من كل هذا؟.. وكيف نعيد هذه المعاني إلى الحياة؟.. وكيف نصبغ حياتنا وأعمالنا بصبغة السماء؟.. وكيف نعيد المفاهيم الصحيحة لمصطلحات الأمة العظيمة وهي الأمة القدوة التي شرفها الله بقوله }كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ| سورة آل عمران: آية 110.
كيف نعيد صبغة وروح السماء لتلك المعاني والمصطلحات وتحريرها من تراب الأرض فَيُقرأ التواضع – تواضعاً - لا ضعفاً...، ويُقرأ تقديم حسن الظن - حسناً للظن - لا سذاجة...، ويُقرأ التأني والتمهل والروية في صنع القرار ورعاً وخشية للظلم – تأنياً وروية وورعاً وخشية – لا تردداً ... وكيف نعالج هذا الفصل العجيب بين ما تدعونا إليه الشعائر التعبدية التي نمارسها ليل نهار وبين ممارساتنا اليومية لحياتنا؟..
ان لم يكن العمل لمعالجة هذا الفصل العجيب هو من أسمى صور العبادة لله بمفهومها الشامل فماذا يكون؟..
* طبيب استشاري، ورئيس مجلس ادارة المركز الطبي الدولي
فاكس: 6509659
okazreaders@imc.med.sa
}وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا | (7) سورة الفرقان.
أرسل الله الأنبياء والرسل بشرى بين يدي رحمته وجعلهم بشراً يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ليكونوا لنا قدوة يمارسون حياتهم كما نمارسها كبشر من لحم ودم، وبعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين الرحمة المهداة كنموذج متكامل لما يجب أن تكون عليه مبادئ التعامل مع الحياة في كل جزئية من جزئياتها.
«قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين»
وكتب الله لأمة محمد أن تكون تلك الأمة التي تحمل آخر رسالات السماء للأرض وحفظ لها تفصيلاً دقيقاً مؤرخاً مسجلاً لحياة النبي الرسول النموذج بإنسانيته العليا.
أوصاف دقيقة عجيبة متوازنة تسبح في ملكوت الخالق لانها إنما جُبلت على أن تكون جزءاً لا يتجزأ من سنة الله في خلقه الذي يسبح في ملكوته ويُسبح بحمده }لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ | (40) سورة يس.
كل في فلكه المرسوم له يسبح دون تأخير أو تقديم ولا خروج عن مدار إلهي مَرسوم له ليتجسد في هذا الفلك والمدار صورة الكمال والإبداع والجمال الإلهي }سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)| سورة الإسراء.
فمن أوصافه مما جمع الرافعي في كتابه «وحي القلم» انه كان متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السَّكْت، لا يتكلم في غير حاجة، ليس بالجافي ولا المهين، يُعظِّم النعمة وإن دقَّتْ لا يذم منها شيئاً، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تُعُدِّيَ الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، وكان خافض الطَّرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفه أحبَّه، لا يَحسبُ جليسه أنّ أحداً أكرم عليه منه، ولا يطوي عن أحدٍ من الناس بِشْرَهُ، قد وسع الناس بسطهُ وخلقهُ، فصار لهم أباً، وصاروا عنده في الحق سواء، يُحسن الحسن ويقويه، ويُقبح القبيح ويُوهيه، معتدل الأمر غير مختلف، وكان أشد الناس حياء، لا يثبِّتُ بصرهُ في وجه أحد، له نور يعلوه كأنه شمس تجري في وجهه، لا يؤيس راجيه، ولا يخيب عافيه، ومن سأله حاجة لم يردَّهُ إلا بها أو بميسور من القول، أجود الناس بالخير .. انتهى كلام الرافعي.
وعندما قسَّم الإنسان الحياة أقساماً وأجزاءً - هذا لله وهذا لغيره – أصبح كالمسخ لا إلى هذا ولا إلى ذاك، وخرج من النظام الكوني البديع المحكم الذي يسبح في ملكوت الخالق }وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ| سورة الاسراء.
وظهر الفساد في الأرض لخروج الإنسان عن دائرة وفلك السبح مع باقي خلق الله في الكون في المدار الذي رسمه الخالق له، وبخروج كل انسان عن مساره الصحيح أصبح الإنسان يتخبط بأخيه الإنسان وضاعت غاية الخلق في أن يكون الإنسان خليفة الله في الأرض يعمرها كما يحبها الله أن تُعمر ليكون صورة من صور السبح في ملكوت الخالق طوعاً وعبادة وشكراً }اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ | (13) سورة سبأ.
وأصبحنا نتصادم مع بعضنا البعض وكيف لا يكون ذلك ونحن لا نسير في انسجام مع قوانين وسنن الكون الأزلية في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاعلامية والتربوية والتعليمية.
ما أسهل أن نعتزل الناس ونفر إلى المساجد نعتكف فيها فالمسجد قطعة من السماء - هو في الأرض ولكن السماء فيه – ولكننا نذكر قول رسول الله « «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً»، ونُذكرُ بدورنا في أن نجعلها كذلك، نزيد من مقدار الخير فيها ونقلص من مقدار الشر فيها لنكون بحقٍ الرحمة المهداة للبشرية جمعاء.
ما أصعب أن يتجسد أمامك ممن تخالط وتحب من أبناء جلدتك ولسانك ودينك هذا التخبط والمفارقات العجيبة في التطبيق والممارسة الفعلية الحياتيه لهذه المعاني.
وانها لمعاناة من جعل هَّمه الأعظم أن يكون حلقة في تلك السلسلة المباركة الممتدة عبر التاريخ منذ أول خلق آدم إلى قيام الساعة – سلسلة الأنبياء والصالحين والدعاة إلى الله–.
من أين جاء هذا الفصل العجيب بين الدين والحياة؟
وأين تذهب بنا صلاتنا وصيامنا وقيامنا دون أن يكون شعارنا في الحياة هو إحياء ما جاء الدين ليقيمه على الأرض من الصدق والأمانة والإخلاص والعدل والإحسان والإتقان والجمال. الصدق الذي أكد لنا رسولنا أن المسلم لا يكذب. والأمانة التي أبت الجبال أن تحملها وأشفقت منها وحملها الإنسان. والإخلاص الذي هو سر النجاح – اخلص قلبك إلى الله يكفيك القليل من العمل -.
والعدل الذي هو أساس كل شيء وأُمِرنا به في كتاب الله }ان الله يأمر بالعدل والإحسان|.
والإحسان الذي هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك. والإتقان الموجب لمحبة الله «ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه». والجمال في المظهر والمخبر اقتداء بالرب «ان الله جميل يحب الجمال». وغيره من المعاني الجميلة في شرع الله، ودين الله وسنة الله في كونه البديع. أين حياتنا من كل هذا؟.. وكيف نعيد هذه المعاني إلى الحياة؟.. وكيف نصبغ حياتنا وأعمالنا بصبغة السماء؟.. وكيف نعيد المفاهيم الصحيحة لمصطلحات الأمة العظيمة وهي الأمة القدوة التي شرفها الله بقوله }كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ| سورة آل عمران: آية 110.
كيف نعيد صبغة وروح السماء لتلك المعاني والمصطلحات وتحريرها من تراب الأرض فَيُقرأ التواضع – تواضعاً - لا ضعفاً...، ويُقرأ تقديم حسن الظن - حسناً للظن - لا سذاجة...، ويُقرأ التأني والتمهل والروية في صنع القرار ورعاً وخشية للظلم – تأنياً وروية وورعاً وخشية – لا تردداً ... وكيف نعالج هذا الفصل العجيب بين ما تدعونا إليه الشعائر التعبدية التي نمارسها ليل نهار وبين ممارساتنا اليومية لحياتنا؟..
ان لم يكن العمل لمعالجة هذا الفصل العجيب هو من أسمى صور العبادة لله بمفهومها الشامل فماذا يكون؟..
* طبيب استشاري، ورئيس مجلس ادارة المركز الطبي الدولي
فاكس: 6509659
okazreaders@imc.med.sa