محرقة الوزراء

أحمد محمد الطويـان

ذكر العقيد غازي القصيبي في كتابه «حياة في الإدارة» قصصاً عايشها في وزارة الصحة تؤكد أن وزارة الصحة قطاع حكومي عانى ويعاني الكثير ويحتاج لوزير ثائر على البيروقراطية ومقاتل شرس.
في قاعة اجتماعات مكتب الوزير نشب حريق لم يلتهم سوى صور أصحاب المعالي الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة، وأكد هذا على حد وصف القصيبي بأسلوبه الساخر أن وزارة الصحة «محرقة الوزراء».
في اعتقادي مشكلة الوزارة تكمن في طريقة الإدارة، وإدارة القطاع الخدمي تحتاج إلى الإداري المحنك الذي يتمتع بالديناميكية، والفهم الجيد للتنمية بمفهومها الشامل؛ لأن فهم التنمية يجعل المسؤول الحكومي يقدم المواطن الفقير على المواطن الغني، ويعلم أن سد احتياجات المعدم خير من مجاملة المتنفذ، هذا الوعي التنموي يكون نتيجة لثقافة سياسية، يفتقر إليها عدد من المسؤولين الخدميين لدينا.
قال الوزير الدكتور الربيعة: إن هناك توجها لإرسال فرق طبية للمواطنين في بيوتهم في حال عدم تمكنهم من الحضور للمستشفى! أستغرب كيف يقول الوزير هذا الكلام، ومرضى يموتون ولم يحصلوا على سرير في مستشفى حكومي؟ كيف يقول هذا الكلام والمواعيد في مستشفيات حكومية ينتظرها المريض سنة وسنتين؟
أفضل الخدمات الطبية في المملكة لم تؤسسها أو تديرها وزارة الصحة، ولنا في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفيات القطاعات العسكرية المثل الأكبر.
يجب أن يتمتع المسؤول الخدمي ومساعدوه بالصراحة والمصداقية ويعترف أن الخدمة الصحية المقدمة للمواطن رديئة، وأن الوزارة لم تستطع حتى الآن تنفيذ ما طمحت وتطمح له القيادة العليا التي وضعت المواطن في مكانة عالية، ولكن المسؤولين الخدميين لم يمتثلوا كما ينبغي.

Towa55@hotmail.com