كيف نستقبل رمضان؟

حمود البدر

بعد أسبوعين سوف يطل علينا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وهو الشهر الكريم الذي فرض كأحد أركان الإسلام.
هذا الشريف المتميز بقيمته الدينية لا بد أن نستفيد منه ولن يتم ذلك إلا بتعاملنا معه كما يجب علينا، فهو يعطي الواحد منه قدرا كبيرا من النتائج الدنيوية وما نجنيه من صيامه وقيامه واستغلال حرمته وأهميته بما يتناسب في ذلك.
فالصيام لأهميته مرتبط بالصلاة، فلا ترد الصلاة إلا ويصحبها الصيام، لأن الصيام هو الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة.
والصيام عبادة دنيوية إضافة إلى أهميته الدينية، فالصائم يتجه إلى ربه بإخلاص ومحبه، ويجني من ذلك الحسنات الدينية والدنيوية، لأنه يفيد العقل والجسم كما يفيد النفس لتكون أقرب إلى ربها، ويفيد المجتمع لأنه يدعوهم إلى العبادات المفروضة، بل يلزمهم بها وذلك عائده الدنيوي لتصحيح كثير من الأخطاء التي نمارسها في أسلوب الأكل ومكوناته وآفات تناوله.
وعندما يأتي رمضان يبدأ التنظيم في تناول الأطعمة وأوقات تناولها، فيؤدي ذلك لإفراز عوامل نفسية وبيولوجية تجعل الفرد أكثر انسجاما مع أسلوبه في الأكل والشرب إن تم له الالتزام بمتطلبات الجسم.
يضاف إلى ذلك أن الصيام يؤدي إلى أن يتعافى المرء من مشكلات التغذية التي تناولها خلال العام، فالنفس تكون أكثر قربا من الآخرين من أفراد الأسرة والجيران والإخوة وأبناء العم، بل يمتد الشعور بالتعاون والتواصل كثيرا ويؤدي صيام الغني إلى التعرف على احتياجات الفقير فيعينه ويتصدق عليه مما يقوي العلاقات الاجتماعية بين المسلم ومن يراه أو يعرف عنه العوز والحاجة فيمد إليه المعونة، ولنتذكر الأثر الكريم الذي يقول «صوموا تصحوا» وإذا صح الجسم صحت النفس وإذا صحت النفس خدمت حاملها ومن حوله مما يصحح أخطاء الماضي إلى حد كبير مما يزيد في موازين الحسنات بين الفرد وخالقه.
ما هدف بعضنا من تصرفات تركز على المصالح الفردية، مما قد يعيق البناء النفسي والاجتماعي والادخار للمستقبل عندما نلقى ربنا؟.
ولذا فلنعد أنفسنا للتعامل مع هذا الشهر الكريم بما يستحقه من التقدير والاحترام لنرضي أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا، وفي ذلك ــ ومع الإخلاص ــ يكون أجرنا عند الله مضاعفا.