رجب أوردغان.. علامة فارقة على جبين تركيا

علي محمد الرابغي

أصغى التاريخ باهتمام لوقع خطوات هذا الفتى القادم من قاع الحياة الاجتماعية المترعة بالفقر والفاقة.. والتي تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الذي يفرخ لحياة مطمئنة له ولأسرته.. والذي طوي عنقه بمسؤولية مبكرة وهي رعاية إخوته.. وكي نسلط قدرا من الضوء يكفي ليكون تمهيدا للوقوف على أسرار نبوغ وتفوق هذا الفارس الذي فجر الطاقة الإبداعية للإنسان.. من أجل أن يشغل وسائل الإعلام ويحتل بؤرة الضوء كشخصية ذات معالم أدهشت العالم وتحدت التحدي نفسه.. ولد فارسنا رجب طيب أردوغان في 26 فبراير 1954م في حي قاسم باشا أفقر أحياء أسطنبول.. من أسرة فقيرة قوقازية أمضى البداية يبيع البطيخ وكيكة السمسم على قارعة الطريق.. وبالقطع فلم يخطر على بال أي زبون من أولئك الذين اشتروا منه أن يكون شيئا مذكورا يوما من الأيام.
زواجه من المناضلة:
يقول الكاتب التركي جللوق في كتابه الذي ألفه عن أوردغان بدأت حياته الزوجية من رؤيا رأتها أمينة المناضلة الإسلامية في حزب السلامة الوطني. رأت فارس أحلامها يقف خطيبا أمام الناس ولم تكن رأته من قبل وسبحان الله العظيم فقد كان من رأته في المنام وانطلقت معه على درب كفاحه البطولي.. وكانت ملمحا من ملامح قدرته الإيمانية وصلابة موقفه واعتماده على ربه وثقته به.. وخاضت معه أصعب المواقف وكان حجابها رمزا من رموز التحدي ثباتا وصمودا ويقينا بما عند الله من دعم لعباده المؤمنين.. (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
فكانت التجليات والنجاحات التي انتشلت تركيا من وهدة التخلف وتراكمات الفساد والفقر والضياع إلى قفزات لم تكن مسبوقة وألقمت الغول الأوروبي الذي يدعي الحرية والديمقراطية وهو عنها بعد المشرقين (حجرا).. فقد مل الأتراك وتيرة الوعود المعسولة.. وجاء رجب في رجب ليحدث زلزالا صفع أوروبا.. التي أفاقت على واقع لم يخطر على بال بشر في الوقت الذي أخذت دول أوروبية تتهاوى وتتساقط في انهيارات لم تكن مسبوقة شكلت خطرا على اقتصاد أوروبا بأسرها مثل اليونان والبرتغال وايرلندا التي على شفا جرف هار الأمر الذي حمل أوروبا دول «اليورو» والصندوق الدولي إلى ضخ ما قيمته 109 مليارات يورو خشية السقوط والانهيار وتقاطر الأوروبيون يطلبون العمل ولقمة العيش من السلة التركية المزدهرة اقتصاديا وعمرانيا.. وعش دهرا تشهد عجبا.. وللموضوع صلة. وحسبي الله ونعم الوكيل.