ريكي مارتن وصل إلى الديرة!

توفيق الصاعدي

في إحدى رحلاتي إلى البر وأنا أقود سيارتي ومعي مجموعة من الأخوة الكرام، تجاوزتنا مركبة فضائية مسرعة وارد (عراوي).. لم يستوقفني الأمر ذاته فهو عادي بالنسبة لي، ولكن الذي استوقفني وشد انتباهي هو أن صاحب الصاروخ الفضائي كان مشغل شريطا للمغني الشهير (ريكي مارتن).. قلت في نفسي: وانيت عراوي وريكي مارتن في هذه الصحاري.. المسألة لا يمكن أن تتركب.. لو قالها لي أحد لما صدقته.. في بادئ الأمر ظننت أن الشاب من المبتعثين وقد تأثر بالغرب.. بعدها سألت عن الشاب بعد أن أعطيتهم أوصاف سيارته، فقالوا لي إنه لم يكمل تعليمه يعني (داج).. شغلتني قصة هذا الشاب.. قلت في نفسي: لماذا لم يأتنا ولم نأخذ من الغرب إلا أقل القليل؟

ولماذا لم نأخذ منهم إلا أسوأ الأشياء؟ لماذا لم نأخذ منهم العلم.. النظام.. الدقة في المواعيد.. احترام العمل.. احترام الزملاء.. المراجعين؟

لماذا لا نعلق صور العلماء والمخترعين من أمثال: أديسون وأينشتاين وجراهام، بل بدلا من تعليق صور سقط المتاع من مغنين وراقصين من أمثال جاكسون وريكي مارتن وغيرهم؟

لماذا لم نأخذ منهم غير الكدش (تسريحة الخروف) وطيحني وشوتني وهذه الخرابيط التي لن تنهض بنا كأمة ناشئة؟

تشاهد بعض الشباب أمامك في الطريق وكأن صعقة كهربائية أصابته (فنفشت شعره) وقد ذكرني بشخصية الممثل المصري (شفيق يا راجل) ..إن أخذنا للعلم سبب لرقينا ودخولنا في مصاف الدول العظمى وفرض احترامنا ونشر لديننا الإسلامي الحنيف بدلا من ضياعنا وتحولنا إلى أمة (صايعة) لا تفرخ إلا الصيع.. وقديما قيل (الهمم تبني الأمم).