اختفت الفوانيس وتغيرت نكهة الطهو
حنين إلى الزمن الجميل
الخميس / 27 / شعبان / 1432 هـ الخميس 28 يوليو 2011 19:47
محمد المصباحي ـ جدة
مع حلول رمضان، من كل عام يستحضر كبار السن ذكريات الزمن الجميل رغم قلة الإمكانيات، حيث جلسات السمر والسوالف والقصص التي تشجع على الحكمة والكرم والشجاعة والتلاحم والتعاضد بين أفراد الحي الواحد أو المجتمع ككل، وترى هذه الفئة أن شهر رمضان لم يعد كالسابق بل أصبح مثل شهور السنة الأخرى دون تميز واضح، عكس زمان حيث كان الناس تتفاعل مع مقدم الشهر الكريم وتتبارى في طريقة استقباله حتى باتت سماته القديمة رمزا معروفا لدى الصغار والكبار.
وهنا تداعب «عكـاظ» مخيلة من عاش رمضان زمان، الذين أبدوا شوقا وحنينا جارفا لتلك الأيام الجميلة، رغم تغير الزمان والأشخاص والفرق الشاسع بين اليوم والأمس في أصناف الطعام التي إندثر منها أصناف عديدة نتيجة المدنية وتغير نمط الحياة لدى الناس، وعبروا عن حنينهم للماضي، كما تحدثوا عن تفاعل الناس مع قدوم الشهر وطرق استقباله واستعدادات الأسر للشهر الكريم.
في البداية، أكد عبدالله العامري الفرق الشاسع بين رمضان الحاضر والماضي، وأضاف: أبرز هذه التغيرات اجتماع الأهالي في الأحياء مع حلول اليوم الثاني من الشهر، مبينا اختلاف طرق السهر في رمضان عن السابق، وقال: كانت الأسر في السابق تجتمع لوقت متأخر في بيت أحد أفراد الأسرة، أما في وقتنا الحالي فإن الأسر تفضل قضاء الوقت في الأسواق بينما يجتمع الشباب مع بعضهم في أماكن يختارونها بأنفسهم.
وفيما يتعلق بالوجبات الرمضانية، قال الاختلاف فقط في المضمون، فطعم «السمبوسة» كان طعمه قديما أشهى وألذ، فيما الأنوار والإضاءة في الطرقات زمان كانت أبرز سمات استقبال رمضان، عكس اليوم الذي لا يميز شهر رمضان عن سواه أية علامات بارزة غير السهر حتى الفجر.
لا يوجد طعام
ويرى صالح القاضي، أن الوجبات الرمضانية كانت قــــديما أفضل وأنقى.
وقال: كان الطعام قديما يتكون من اللبن و «الخمير»» والدخن إضافة إلى حليب البقر والأغنام الطازج، منوها بعصيدة رمضــــان الشــــهــيـة المحـضرة من اللبن والعـســـــل، وليـس بالقـــشـطـــة والزيوت الصناعية كما يحدث اليوم. وأضاف قائلا: اشتاق للماضي، حيث كان الأهالي يعتمدون في طعامهم على الوجبات المنــــزلية والمشبك والنارجيل، قبل أن يستبدل الجيل الحالي العادات الطـــيبـــة كالوجبات المنزلية والطهي الطيب بأكلات المطاعم التي لا يضمن أحد جودتها.
موسم للفوضى
ووصف عبدالرحمن القليصي رمضان اليوم بالفوضى والزحام في المركبات والبشر.
وقال: ما نشاهده من زحام في الأســــواق والمتاجر رغم التنظيم ووفرة الحاجيات يتناف مع هدف وروحانية الشهر المبارك.
وأضاف: في الماضي لم نلحــــظ مثـــل هــــذه الفــــوضى والتدافـــع عـلى شراء المــــواد الغذائية، مشيـــرا إلى اعتماد الأهالي قديما على الوجبات الرمضانية كالشوربة والســـمبوســة والشــفـــوت إضـــافة للفول، مبينا انتشار ظاهرة السهر في رمضان في السنوات الأخيرة بشكل كبير عكس زمان.
من جهته تناول محمد الغيش غلاء الأسعار مع اقتراب حلول شهر رمضان فــــي السنــــوات الأخـيــــرة، مبـيـنـا مضاعفة الأسعار في وقتنـــا الحالي.
وأضاف: الشـوربـــة في الماضــي كانـــت تكــفـــي حاجـــة الأســـرة وما تبقى منها يهدى للمساجـــد، وطــالب وزارة التجارة بتحري أصحـــاب المحـــــال التجاريـــة، الذيـــن يســـابقـــون الأهــــالي، ويشترون العروض، ثم يــبـيـعــونـهـــا بأسـعـــار مضــاعــــفـــة عــلــى المستهلك.
لم يتغير
أما إبراهيم شامي فأبدى موقفا محايدا، وقال: رمضان جميل.. ولم يتغـيـــر كثيرا عن الســابق، والــفـــرق أننــــا كنا ننظـــر إليه سابقا بعين الطفـــولـــة، وبين أنـــه وأهله متمسكون بالعادات القديمة المتوارثة عـــن الأجداد، ويستقـبـلــون شهر رمضان بفرحة كبيرة واستعداد تام عبر توفير السلع الرمضانية المعروفة والتي نحافظ على توفرها في المائدة الرمضـــانية كوجــبـــة ثابتة، علما أن بعض الأصناف اختفت من الأســـواق وباتت من الماضي.
وفـــي المـقــابــل لا يرى جابر أحمد نقـــصا أو اختفــاء لأصنـــاف رمضــانية قـــديـمـــة بـعــد انتشار ظاهــرة الوجبات السريعــة في السـنـــوات الماضية.
وقال: لا زالت الأســـواق عامرة بالمواد الغـــذائيـــة الرمضانية القــــديمة ومع ذلك اعــــتـمــد على الوجبات المنزلية، متمنيـا عــــودة أيـام الفــــوانيس إلى رمضــــان الحاضر، وعـــودة الأجواء الرمضانية القديمة التي تلاشت مناظرها التراثية نتيجة هجمة الحضارة والمدنية الجائرة -على حد قوله.
وهنا تداعب «عكـاظ» مخيلة من عاش رمضان زمان، الذين أبدوا شوقا وحنينا جارفا لتلك الأيام الجميلة، رغم تغير الزمان والأشخاص والفرق الشاسع بين اليوم والأمس في أصناف الطعام التي إندثر منها أصناف عديدة نتيجة المدنية وتغير نمط الحياة لدى الناس، وعبروا عن حنينهم للماضي، كما تحدثوا عن تفاعل الناس مع قدوم الشهر وطرق استقباله واستعدادات الأسر للشهر الكريم.
في البداية، أكد عبدالله العامري الفرق الشاسع بين رمضان الحاضر والماضي، وأضاف: أبرز هذه التغيرات اجتماع الأهالي في الأحياء مع حلول اليوم الثاني من الشهر، مبينا اختلاف طرق السهر في رمضان عن السابق، وقال: كانت الأسر في السابق تجتمع لوقت متأخر في بيت أحد أفراد الأسرة، أما في وقتنا الحالي فإن الأسر تفضل قضاء الوقت في الأسواق بينما يجتمع الشباب مع بعضهم في أماكن يختارونها بأنفسهم.
وفيما يتعلق بالوجبات الرمضانية، قال الاختلاف فقط في المضمون، فطعم «السمبوسة» كان طعمه قديما أشهى وألذ، فيما الأنوار والإضاءة في الطرقات زمان كانت أبرز سمات استقبال رمضان، عكس اليوم الذي لا يميز شهر رمضان عن سواه أية علامات بارزة غير السهر حتى الفجر.
لا يوجد طعام
ويرى صالح القاضي، أن الوجبات الرمضانية كانت قــــديما أفضل وأنقى.
وقال: كان الطعام قديما يتكون من اللبن و «الخمير»» والدخن إضافة إلى حليب البقر والأغنام الطازج، منوها بعصيدة رمضــــان الشــــهــيـة المحـضرة من اللبن والعـســـــل، وليـس بالقـــشـطـــة والزيوت الصناعية كما يحدث اليوم. وأضاف قائلا: اشتاق للماضي، حيث كان الأهالي يعتمدون في طعامهم على الوجبات المنــــزلية والمشبك والنارجيل، قبل أن يستبدل الجيل الحالي العادات الطـــيبـــة كالوجبات المنزلية والطهي الطيب بأكلات المطاعم التي لا يضمن أحد جودتها.
موسم للفوضى
ووصف عبدالرحمن القليصي رمضان اليوم بالفوضى والزحام في المركبات والبشر.
وقال: ما نشاهده من زحام في الأســــواق والمتاجر رغم التنظيم ووفرة الحاجيات يتناف مع هدف وروحانية الشهر المبارك.
وأضاف: في الماضي لم نلحــــظ مثـــل هــــذه الفــــوضى والتدافـــع عـلى شراء المــــواد الغذائية، مشيـــرا إلى اعتماد الأهالي قديما على الوجبات الرمضانية كالشوربة والســـمبوســة والشــفـــوت إضـــافة للفول، مبينا انتشار ظاهرة السهر في رمضان في السنوات الأخيرة بشكل كبير عكس زمان.
من جهته تناول محمد الغيش غلاء الأسعار مع اقتراب حلول شهر رمضان فــــي السنــــوات الأخـيــــرة، مبـيـنـا مضاعفة الأسعار في وقتنـــا الحالي.
وأضاف: الشـوربـــة في الماضــي كانـــت تكــفـــي حاجـــة الأســـرة وما تبقى منها يهدى للمساجـــد، وطــالب وزارة التجارة بتحري أصحـــاب المحـــــال التجاريـــة، الذيـــن يســـابقـــون الأهــــالي، ويشترون العروض، ثم يــبـيـعــونـهـــا بأسـعـــار مضــاعــــفـــة عــلــى المستهلك.
لم يتغير
أما إبراهيم شامي فأبدى موقفا محايدا، وقال: رمضان جميل.. ولم يتغـيـــر كثيرا عن الســابق، والــفـــرق أننــــا كنا ننظـــر إليه سابقا بعين الطفـــولـــة، وبين أنـــه وأهله متمسكون بالعادات القديمة المتوارثة عـــن الأجداد، ويستقـبـلــون شهر رمضان بفرحة كبيرة واستعداد تام عبر توفير السلع الرمضانية المعروفة والتي نحافظ على توفرها في المائدة الرمضـــانية كوجــبـــة ثابتة، علما أن بعض الأصناف اختفت من الأســـواق وباتت من الماضي.
وفـــي المـقــابــل لا يرى جابر أحمد نقـــصا أو اختفــاء لأصنـــاف رمضــانية قـــديـمـــة بـعــد انتشار ظاهــرة الوجبات السريعــة في السـنـــوات الماضية.
وقال: لا زالت الأســـواق عامرة بالمواد الغـــذائيـــة الرمضانية القــــديمة ومع ذلك اعــــتـمــد على الوجبات المنزلية، متمنيـا عــــودة أيـام الفــــوانيس إلى رمضــــان الحاضر، وعـــودة الأجواء الرمضانية القديمة التي تلاشت مناظرها التراثية نتيجة هجمة الحضارة والمدنية الجائرة -على حد قوله.