العهد الجديد

فرحان الفرحان

بناء على قراءات محايدة، يمكن تسمية الموسم النصراوي المنقضي بالموسم المتوتر، فالفريق قضى موسمه الصعب على صفيح ساخن، ما إن تتم تهدئة مشكلة حتى تنفجر أخرى، وما إن يقدم الفريق مستوى مميزا في مباراة، حتى يتدهور في المباراة التي تليها. القريبون من الفريق يؤكدون أن مصادر التوتر تصنع خارج الملعب، نتيجة اجتهادات خاطئة تندفع بقوة غير مقننة، رغبة في الإصلاح فتأتي بالخراب. وقد كتب الناصحون عن هذه الإشكاليات كثيرا، ولكن كتاباتهم فسرت بطريقة خاطئة فاستمر العمل يسير في الطريق الخطأ، حتى والإدارة تجمل عملها بكلمات لا تعنيها، كالاحترافية والانضباط والرؤى الفنية المروجة.
الجميل أن رئيس النصر، قرأ موسم فريقه جيدا، ويبدو أنه توصل للحقيقة التي تحدث عنها النقاد والمحبون كثيرا ، وقام بكسر الدائرة الضيقة التي خنقت العمل وأطرته في مساحات ضيقة، بعد أن استعان بالكابتن علي كميخ، تحت مسمى (المنسق الفني)، وهو مسمى لا وجود له في فرق دوري زين، ويبدو أنه نبت بين عزة المكابرة والضرورة الملحة لإصلاح الخلل وحماية الفريق من الاجتهادات الخاطئة. وبعيدا عن واقعية المسمى، فقد بارك الجميع هذه الإضافة المهمة التي قربت قدرة فنية مهمة من العمل، ستحدث نقلة نوعية في أداء الفريق إن تمت حماية عمل الرجل وأعطي مساحات رحبة لتطبيق أفكاره، دون مضايقة أو سطو على صلاحياته.
النصراويون يعرفون الكابتن علي لاعبا وإداريا ومدربا، ولديهم ثقة كبيرة في إمكاناته الفكرية وخبراته الفنية، بالإضافة إلى قدرته على التواصل مع الجميع بهدوء وثقة، ولعل حديثه الإعلامي الذي نشر الأسبوع الماضي، شخص فيه واقع فريقه، وقدم ملامح للعمل المستقبلي المبنى على رؤى واقعية، توصل إليها بعد دراسة علمية نفذها مع أكاديميين متخصصين، شملت الكثير من الجوانب الفنية والنفسية المؤثرة في مسيرة فريقه.
النجاح المنشود لن يأتي به الرجل لوحده، ويبقى ما قاله مجرد كلمات واقعية، لن تكون لها إلا قيمة تشخيصية، تصف الواقع وترصد الخلل وتضع بعض الحلول، وستكون مجرد كلمات، كالكلمات التي قيلت كثيرا من قبل، ما لم يجد الرجل البيئة المناسبة لتطبيق أفكاره، مع نجاح الكادر التدريبي واللاعبين الأجانب.
الملامح العامة توحي بأن النصر مقبل على ما يمكن تسميته بالعهد جديد، ما لم تخلط الأوراق مرة أخرى ويعود الفريق لتوتره وضياعه.