إدارة الحشود والكلمة ذات البعد المقصود

صالح عبدالعزيز الكريِّم

أكرمني الله أن كنت ليلة ختم القرآن الكريم في مكة المكرمة.. مع بعض من زملائي من أبناء مكة المكرمة، في مقدمتهم، رئيس قسم الجراحة في جامعة الملك عبد العزيز والرائد في تخصصه الأستاذ الدكتور عدنان مرداد والدكتور محمد رواس والدكتور إبراهيم مسعود والدكتور جمال صديقي، وكان جزء من الحديث يدور حول كيف أن المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الداخلية أصبحت ذات شهرة عالمية في إدارة الحشود وهو أحد التخصصات المنشودة عالميا، ولا يمكن أن يكون الأمر كذلك لولا خبرة المملكة المتميزة في خدمة حجاج بيت الله والقيام على خدمة ضيوف الله على مدار العام الذي موسم رمضان أحد معالمه، وقد أعجبني في كلمة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في لقائه مع وزير الحج ورؤساء مؤسسات الطوافة ونقابة السيارات أنه نوه مباشرة إلى هذا الموضوع في قوله: «إن دول العالم عندما تستضيف إحدى المناسبات الرياضية مثلا أو غيرها من المناسبات تستعد وترتب لها قبل سنة أو سنتين ولا يزيد القادمون إليها على 300 ألف شخص أو أقل ولكن موسم الحج موسم عظيم وحمله ثقيل وبفضل الله ثم بفضل الرجال المخلصين تتحمل المملكة هذه المسؤوليات.» (عكاظ عدد 16439). إن كلمة النائب الثاني وتوجيهه لوزير الحج ومؤسسات الطوافة كانت تحمل مضامين وأبعادا مقصودة أشير هنا إلى بعض منها:
** دعم خادم الحرمين الشريفين لجميع كل ما له علاقة بالحج والحجاج وأن اهتمامه الأول ومحور حياته ينصب على أن يرى كل عام مزيدا من النجاح في هذا الأمر.
** إن جميع أجهزة الدولة تتضافر لتحقيق ما يصبو إليه ولي الأمر وأن يكون هناك تنسيق وتعاون لتحقيق ذلك بما في ذلك وزارة الحج ومؤسسات الطوافة وأن لجنة الحج العليا هي مسخرة في هذا الشأن بلقاءاتها وأعمالها المستمرة والمتتالية.
** إن خير من يقوم بقضايا الحجاج وتسيير أمورهم هي مؤسسات الطوافة وأن أمر خدمة الحجاج موكول بعد الله إليهم لأنهم أهل تخصص في ذلك وقد أسند إليهم ولي الأمر كل ذلك ممثلا في وزارة الحج لكن على شرط لا تنازل عنه وهو المحاسبة عندما يصدر التقصير من أي مؤسسة نحو الحجاج بغض النظر عن الجنسية فالحجاج منوط أمرهم إلى أصحاب مؤسسات الطوافة وأي مظهر للتقصير هو في وجه المملكة وهذا ما لا يمكن السكوت عنه لأن الحجاج ضيوف الله والمملكة تقوم على استضافتهم وخدمتهم.
** إن وزارة الداخلية والتي تشارك في خدمة الحجاج بتقديم 60 ألف رجل أمن كل التوجيهات والتعليمات هي للتعامل بكل لطف ورفق وأن المقصر في واجبه حتى ولو كان من رجال الأمن فستتم محاسبته.
** إن النجاح الذي يتحقق كل عام سواء في إدارة الحشود الكبيرة للحج أو الخدمة للحجاج إنما هو بتوفيق من الله ثم بالعمل المتواصل الدؤوب والخبرة التراكمية وفق الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني لما يحبه الله ويرضاه خاصة القيام على شؤون الحرمين وخدمة الحاج والمعتمرين.
Prof.skarim@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة