الكرة السعودية سلعة مرغوبة والاحتكار الحالي يطرد المستثمرين
هدف أضاع على المنتخب السعودي 50 مليونا .. أحمد محتسب لـ «عكاظ»:
الخميس / 21 / ذو الحجة / 1432 هـ الخميس 17 نوفمبر 2011 20:00
حاوره حسين الشريف
أفكار كثيرة خلاقة ومواكبة لحركة التطور الرياضي بمفاهيمه الجديدة وضروراته الراهنة يتوافر عليها أحمد محتسب عضو شرف الاتحاد الحالي ومرشح الرئاسة السابق، وقبل ذلك المدير التنفيذي لشركة صلة الشريك الحالي في منظومة الرعاية لعدد من الأندية السعودية، فهذا المسؤول الناجح قادر على النظر في أكثر من اتجاه، ويملك من الخبرة مايؤهله لإطلاق الكثير من الأحكام، وما يزكيه للفت الانتباه إلى جوانب مهمة للغاية في الاستثمار والتسويق الرياضي، بعد أن باتت نجاحاته رهينة بالفكر الإداري الموجود في الأندية وما يتولد عنه من قرارات. المحتسب وعبر هذا الحوار المطول والمهم فتح أكثر من ملف، وألقى بنظره على أكثر من ملاحظة، ودقق كخبير في تفاصيل انتظر الكثيرون ردحا من الزمن لفك طلاسمها، في ظل التداخل الذي يغلف علاقة الأندية والمنتخب الأول بالكثير من الرعاة مما يتطلب تفسيرا واضحا يسمي الأشياء بأسمائها ويضع النقاط على الحروف. وهنا يتحدث الرجل بوضوح وشفافية عن الدوري السعودي ووضعه كمسوق، ولماذا تتهرب الشركات العالمية من رعاية الأندية المحلية، وماذا ينقص اللاعب السعودي ليكون هو الآخر مسوقا مرغوبا فيه، في سياق هذا الحوار الممتع يجيب متحدثا حول حقيقة القيمة التي وصلت إليها تلك الأندية، وعن حكاية عقد المنتخب والملايين التي طارت مع فشل المنتخب في الوصول لجنوب أفريقيا.. لينتهي الحديث الطويل عند قصة ترشحه لرئاسة نادي الاتحاد في مواجهة اللواء محمد بن داخل وانسحابه قبل انطلاق السباق.
وهنا نص الحوار :
• بداية دعنا نكون أكثر صراحة ونجيب على السؤال المهم.. هل الدوري السعودي مسوق بشكل جيد ؟
ــ أجاب بلهجة واثقة: بالتأكيد الدوري السعودي مسوق بطريقة جيدة جدا فهو من أفضل عشرين دوريا كرعاية تجارية في العالم كما حصل دوري زين على جائزة أفضل رعاية عربية في مهرجان دبي في ظل منافسة شركات تقوم برعاية عالمية مثل شركة (مبادلة) التي ترعي سباقات فورملا 1 وشركة طيران الإمارات لنادي الأرسنال. هذه الأمور قد لا تكون متداولة في الإعلام بشكل جيد إلا أن ذلك لا يقلل من إنجازات الدوري السعودي، فهي إنجازات تقدرها الشركات الإقليمية والعالمية التي تبحث عن شريك رياضي ناجح مثل شركة ماستر كارد التي ترعى كأس العالم والبطولات الأوروبية. إجمالا يمكنني القول بأن الدوري السعودي مسوق حتى 80% من إجمالي مزاياه التجارية.
• ما هو السبب في عدم تحقيق ذلك ؟
ــ هناك ثلاث جهات تتحمل المسؤولية هي الإعلام والأندية والجمهور، أما الرئاسة فهي جهة مشرعة ووضعت كل الأسس وتمت تهيئة البيئة الخصبة للاستثمار في المجال الرياضي، لكن الجهات الثلاث هي المسؤولة، ولو أخذنا مثال مجموعة من الإعلاميين منتمين لنادٍ معين عندما تأتي إدارة النادي لتجديد عقد الشركة الراعية ينظمون حملة مضادة لتلك الشركة الراعية مع أنها شركة سعودية وهذا بالطبع يؤثر سلبا على الدخل.
المـوارد ثلاثـة
• الكثيرون يودون معرفة نوعية الموارد التي من الممكن للأندية الاستفادة منها تسويقيا؟
ــ هناك ثلاثة موارد مالية هي الأهم لكل أندية العالم: النقل التلفزيوني ثم الرعاية التجارية.. ودخل يوم المباراة والذي يشمل بيع تذاكر المباراة وأي مبيعات مصاحبة لها من منتجات غذائية ومواقف للسيارات، ونحن تمكنا من تحقيق دخل ممتاز للأندية من الرعاية، فهناك أندية أصبحت تحقق 15 مليون دولار سنويا ومازلنا نعمل على زيادة موارد الأندية.
الكرة السعودية سلعة مرغوبة
• هل هناك صعوبات في تسويق المباريات. أم أنها سهلة البيع ؟
ــ كرة القدم السعودية مثل السلعة التي يرغب فيها، وبالتالي لا نجد صعوبة على الإطلاق في تسويق المباريات ولا البطولات المحلية والإقليمية، فطالما أنها سعودية فتأكد بأنه يوجد طلب مرتفع سواء كرعاية أو إعلانات أو مبيعات أو غير ذلك، ولكن الصعوبة تكمن في فهم البعض لمفهوم الاستثمار وسوء تقييمه لقيمة الاستثمار المستحقة وهو الأمر الذي قد يضيع عليهم فرصة جيدة للاستثمار وقد ترتفع مع انتهاء المدة الأولية وإحساس المستثمر بالفائدة العائدة عليه من هذا الاستثمار.
• كيف تقيم رعاية شركات الاتصالات للأندية السعودية ؟
ــ أستطيع أن أقول بأنها تجربة ناجحة شجعت الآخرين على الحذو حذوها، بل واجتذبت رعاة إقليميين وعالميين غير سعوديين، فاليوم نشاهد رعاة للدوري السعودي من شركات الطيران وشركات السيارات والقطاع المصرفي، وهذا بالتأكيد يعود بالفائدة على صناعة الرياضة في المملكة العربية السعودية. هناك نقطة مهمة يجب أن أشير إليها وجاءت في حديث الدكتور حافظ المدلج عندما قال: إن شركة واحدة تحظى برعاية مطلقة لأنها تحتكر النادي 100% وهي لا تحتاج من الظهور إلا لـ 50% وبالتالي لماذا تتحمل الشركة أكثر مما ينبغي. أنا لا أتكلم عن الإخوان في موبايلي بل تجربة موبايلي مع الهلال ناجحة والإخوان فيها أثبتوا تفعيل رعايتهم للهلال وكذلك فعلت شركة الاتصالات السعودية سواء مع الأندية المحلية أو الأندية العالمية، لكن المقصود وجود أكثر من راع واحد للنادي يساعد على توسع السوق، فلو بقيت الرياضة حصرا على شركات الاتصالات فإن الشركات الأخرى ستتجه للاستثمار في أسواق أخرى، وفي حال نجاحها فإنه يصعب إعادتها مرة أخرى إلى المجال الرياضي.
• هل القيمة التي وصلت إليها الأندية السعودية طبيعية؟
ــ القيمة التي وصلت إليها الأندية عالية جدا والسبب ارتفاع حدة التنافس بين شركات الاتصالات، ولو حصل أن اتخذت شركات الاتصالات موقفا متحدا بعدم الدخول في المجال الرياضي فإن مؤشر قيمة الأندية سيهبط ولن نسمع بهذه المبالغ. لذلك يجب أن تستفيد الأندية قدر الإمكان من هذا التنافس بين شركات الاتصالات، ولو تعاملت إدارات الأندية بذكاء أكبر لتمكنت من الحصول على عروض أفضل من خلال تنويع القطاعات، فالنادي الذي يحصل على 75 مليون ريال من رعاية شركة واحدة يمكنه أن يحصل على 100 مليون ريال من عدة شركات، لكن بعض الأندية تنظر إلى راحة بالها وتفضل أخذ مبلغ محدد من شركة واحدة بدلا من الحصول على مبلغ أكبر موزع بين عدة رعاة. وأود أن أشير إلى أن الأندية التي لا تحظى برعاية الشركات الكبيرة لا يعني أنها لا تملك رعاية لأنها تعتمد على تبرعات شرفية وتقوم بوضع إعلانات شركات أعضاء الشرف وبالتالي لا يمكن أن نسميها دعما شرفيا بقدر ما هو رعاية تجارية، وكذلك تستطيع الأندية الأخرى تطوير مصادر دخلها من خلال الرعاية الجزئية باشتراك عدة شركات، فأعتقد بأنها ستحصل على مبلغ أكبر.
• هل هناك رؤساء أندية أو أعضاء شرف شركاء معكم في شركة (صلة) ؟
ــ نحن سمعنا بعض الأسماء التي تتداولها المنتديات لشخصيات رياضية عزيزة علينا ونحن نتشرف بهم إلا أن هذا الكلام غير صحيح فالشركة تضم الدكتور راكان الحارثي وأشقاءه وأخاكم أحمد محتسب فقط، ونعتبر رؤساء وأعضاء شرف الأندية شركاء في النجاح وفي التعامل الجيد وعلاقتنا ولله الحمد متميزة مع جميع الأندية وكذلك مع الشركاء الاستراتيجيين موبايلي والاتصالات السعودية وزين بالرغم من أنها شركات متنافسة، لأن مفهوم العلاقة لدينا يقوم على الثقة التي تعد رأس مال المستثمر في الرياضة ويهمنا أن نكون واضحين في كافة علاقاتنا لأن دور الشركة في النهاية تطوير الاستثمار الرياضي. ونحن نحمد الله عز وجل أننا على مدى السنوات التي تواجدنا فيها في الساحة الرياضية قدمنا للوسط الرياضي ثقافة الاستثمار، بعد أن كانت الكرة تعتمد على الهبات والتبرعات الشخصية فقط، أصبح الآن هناك نوع من الدخل الثابت الذي يمكن أن يساعد الأندية على التخطيط المستقبلي، وهنا لابد أن أشير إلى الدور الأساسي والكبير للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب الذي مهد وصنع البيئة الاستثمارية للكرة السعودية.
حكاية عقد المنتخب
• وعلاقتكم بالمنتخب السعودي.. هل انتهت؟
ــ علاقتنا بالمنتخب لم تنته بالكامل وعقدنا أربع سنوات يمتد حتى نهاية العام الحالي، لكن هناك تقسيم لعقد المنتخب إلى ثلاثة مجالات فحقوق النقل لاتزال موجودة وتم بيعها لقنوات راديو وتلفزيون العرب وبعد بيع تلك القنوات انتقلت الحقوق للجزيرة، وعقد الملابس ممتد للأربع سنوات، لأنها تعود بالفائدة للمنتخب بينما عقد الرعاية التجارية هو عقد طويل الأجل، وقد وصلت إلى إدارة المنتخب عروض جديدة فوجدنا من الأفضل عدم تمسكنا بعقدنا المتبقي منه ثلاثة أشهر حتى لا يفقد المنتخب فرصة العقود طويلة الأجل واتفقنا مع إدارة المنتخب على أن تتولى تسويق المنتخب ونحن معهم قلبا وقالبا ونكون عونا لهم بإذن الله لو احتاجونا.
• أين تضعون المنتخب السعودي تسويقيا في المنطقة العربية؟
ــ يعد المنتخب السعودي الأول عربيا من ناحية الطلب التسويقي، كما أن تاريخ المملكة الآسيوي ومشاركاته في كأس العالم يدعم هذا الطلب على الدوام.
50 مليونا ضاعت
• هل أثرت نتائج المنتخب على تسويقه؟
ــ لا أخفي عليك أن عدم تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2010م أثر علينا بشكل كبير وأضاع فرص رعاية كبيرة جدا، حيث كانت هناك اتفاقات جاهزة للتنفيذ وكان مجموعة من العملاء ملتزمين بتقديم الرعاية لمنتخبنا الوطني في كأس العالم لكن بعد فشل المنتخب تحولت تلك المبالغ لاستثمارات أخرى. فالفرص الاستثمارية التي كان من الممكن أن يجنيها المنتخب السعودي تتراوح بين 30 مليون إلى 50 مليون ريال وبسبب هدف التعادل للبحرين أو عدم تسجيل هدف في مباراة كوريا الشمالية في الرياض أضاع على المنتخب هذا المبلغ.
الخطأ ممنوع
• ترى ما هو الفرق بين الاستثمار مع المنتخب ومثله في الأندية ؟
ــ هناك فرق فالاستثمار مع المنتخب السعودي موسمي بينما الاستثمار مع الأندية مستمر لاسيما بعد العمل مع الأربعة الكبار: الاتحاد والهلال والأهلي والنصر. ففي عام 2008م تم تجديد رعاية المنتخب لأربع سنوات وقد شارفت الآن على الانتهاء بعد رحلة موفقة وفاتحة خير. ولا أخفي عليك بأن العمل في القطاع الرياضي شيق وجذاب إلا أنه مضن لعدة أسباب أهمها أننا نتعامل مع قطاع كبير جدا من الجمهور السعودي، وكل منهم له أسلوب تفكيره وحماسه لناديه والمنتخب، فالمطلوب منا على الدوام هو إرضاء هذه الشريحة الواسعة من الشباب إضافة إلى أننا نواجه الإعلام في كثير من الأوقات على الهواء مباشرة لذا فأي غلطة غير مسموح بها. كما أننا أول من يدخل الاستاد الرياضي وآخر من يخرج ــ في جميع المباريات ــ وهو شيء منهك تماما خاصة إذا ارتبط عملنا بحل مشكلات المباريات مثل نفاد التذاكر وتسهيل الدخول والخروج، ويتضاعف هذا الجهد عدة مرات في المباريات الجماهيرية.
وهنا نص الحوار :
• بداية دعنا نكون أكثر صراحة ونجيب على السؤال المهم.. هل الدوري السعودي مسوق بشكل جيد ؟
ــ أجاب بلهجة واثقة: بالتأكيد الدوري السعودي مسوق بطريقة جيدة جدا فهو من أفضل عشرين دوريا كرعاية تجارية في العالم كما حصل دوري زين على جائزة أفضل رعاية عربية في مهرجان دبي في ظل منافسة شركات تقوم برعاية عالمية مثل شركة (مبادلة) التي ترعي سباقات فورملا 1 وشركة طيران الإمارات لنادي الأرسنال. هذه الأمور قد لا تكون متداولة في الإعلام بشكل جيد إلا أن ذلك لا يقلل من إنجازات الدوري السعودي، فهي إنجازات تقدرها الشركات الإقليمية والعالمية التي تبحث عن شريك رياضي ناجح مثل شركة ماستر كارد التي ترعى كأس العالم والبطولات الأوروبية. إجمالا يمكنني القول بأن الدوري السعودي مسوق حتى 80% من إجمالي مزاياه التجارية.
• ما هو السبب في عدم تحقيق ذلك ؟
ــ هناك ثلاث جهات تتحمل المسؤولية هي الإعلام والأندية والجمهور، أما الرئاسة فهي جهة مشرعة ووضعت كل الأسس وتمت تهيئة البيئة الخصبة للاستثمار في المجال الرياضي، لكن الجهات الثلاث هي المسؤولة، ولو أخذنا مثال مجموعة من الإعلاميين منتمين لنادٍ معين عندما تأتي إدارة النادي لتجديد عقد الشركة الراعية ينظمون حملة مضادة لتلك الشركة الراعية مع أنها شركة سعودية وهذا بالطبع يؤثر سلبا على الدخل.
المـوارد ثلاثـة
• الكثيرون يودون معرفة نوعية الموارد التي من الممكن للأندية الاستفادة منها تسويقيا؟
ــ هناك ثلاثة موارد مالية هي الأهم لكل أندية العالم: النقل التلفزيوني ثم الرعاية التجارية.. ودخل يوم المباراة والذي يشمل بيع تذاكر المباراة وأي مبيعات مصاحبة لها من منتجات غذائية ومواقف للسيارات، ونحن تمكنا من تحقيق دخل ممتاز للأندية من الرعاية، فهناك أندية أصبحت تحقق 15 مليون دولار سنويا ومازلنا نعمل على زيادة موارد الأندية.
الكرة السعودية سلعة مرغوبة
• هل هناك صعوبات في تسويق المباريات. أم أنها سهلة البيع ؟
ــ كرة القدم السعودية مثل السلعة التي يرغب فيها، وبالتالي لا نجد صعوبة على الإطلاق في تسويق المباريات ولا البطولات المحلية والإقليمية، فطالما أنها سعودية فتأكد بأنه يوجد طلب مرتفع سواء كرعاية أو إعلانات أو مبيعات أو غير ذلك، ولكن الصعوبة تكمن في فهم البعض لمفهوم الاستثمار وسوء تقييمه لقيمة الاستثمار المستحقة وهو الأمر الذي قد يضيع عليهم فرصة جيدة للاستثمار وقد ترتفع مع انتهاء المدة الأولية وإحساس المستثمر بالفائدة العائدة عليه من هذا الاستثمار.
• كيف تقيم رعاية شركات الاتصالات للأندية السعودية ؟
ــ أستطيع أن أقول بأنها تجربة ناجحة شجعت الآخرين على الحذو حذوها، بل واجتذبت رعاة إقليميين وعالميين غير سعوديين، فاليوم نشاهد رعاة للدوري السعودي من شركات الطيران وشركات السيارات والقطاع المصرفي، وهذا بالتأكيد يعود بالفائدة على صناعة الرياضة في المملكة العربية السعودية. هناك نقطة مهمة يجب أن أشير إليها وجاءت في حديث الدكتور حافظ المدلج عندما قال: إن شركة واحدة تحظى برعاية مطلقة لأنها تحتكر النادي 100% وهي لا تحتاج من الظهور إلا لـ 50% وبالتالي لماذا تتحمل الشركة أكثر مما ينبغي. أنا لا أتكلم عن الإخوان في موبايلي بل تجربة موبايلي مع الهلال ناجحة والإخوان فيها أثبتوا تفعيل رعايتهم للهلال وكذلك فعلت شركة الاتصالات السعودية سواء مع الأندية المحلية أو الأندية العالمية، لكن المقصود وجود أكثر من راع واحد للنادي يساعد على توسع السوق، فلو بقيت الرياضة حصرا على شركات الاتصالات فإن الشركات الأخرى ستتجه للاستثمار في أسواق أخرى، وفي حال نجاحها فإنه يصعب إعادتها مرة أخرى إلى المجال الرياضي.
• هل القيمة التي وصلت إليها الأندية السعودية طبيعية؟
ــ القيمة التي وصلت إليها الأندية عالية جدا والسبب ارتفاع حدة التنافس بين شركات الاتصالات، ولو حصل أن اتخذت شركات الاتصالات موقفا متحدا بعدم الدخول في المجال الرياضي فإن مؤشر قيمة الأندية سيهبط ولن نسمع بهذه المبالغ. لذلك يجب أن تستفيد الأندية قدر الإمكان من هذا التنافس بين شركات الاتصالات، ولو تعاملت إدارات الأندية بذكاء أكبر لتمكنت من الحصول على عروض أفضل من خلال تنويع القطاعات، فالنادي الذي يحصل على 75 مليون ريال من رعاية شركة واحدة يمكنه أن يحصل على 100 مليون ريال من عدة شركات، لكن بعض الأندية تنظر إلى راحة بالها وتفضل أخذ مبلغ محدد من شركة واحدة بدلا من الحصول على مبلغ أكبر موزع بين عدة رعاة. وأود أن أشير إلى أن الأندية التي لا تحظى برعاية الشركات الكبيرة لا يعني أنها لا تملك رعاية لأنها تعتمد على تبرعات شرفية وتقوم بوضع إعلانات شركات أعضاء الشرف وبالتالي لا يمكن أن نسميها دعما شرفيا بقدر ما هو رعاية تجارية، وكذلك تستطيع الأندية الأخرى تطوير مصادر دخلها من خلال الرعاية الجزئية باشتراك عدة شركات، فأعتقد بأنها ستحصل على مبلغ أكبر.
• هل هناك رؤساء أندية أو أعضاء شرف شركاء معكم في شركة (صلة) ؟
ــ نحن سمعنا بعض الأسماء التي تتداولها المنتديات لشخصيات رياضية عزيزة علينا ونحن نتشرف بهم إلا أن هذا الكلام غير صحيح فالشركة تضم الدكتور راكان الحارثي وأشقاءه وأخاكم أحمد محتسب فقط، ونعتبر رؤساء وأعضاء شرف الأندية شركاء في النجاح وفي التعامل الجيد وعلاقتنا ولله الحمد متميزة مع جميع الأندية وكذلك مع الشركاء الاستراتيجيين موبايلي والاتصالات السعودية وزين بالرغم من أنها شركات متنافسة، لأن مفهوم العلاقة لدينا يقوم على الثقة التي تعد رأس مال المستثمر في الرياضة ويهمنا أن نكون واضحين في كافة علاقاتنا لأن دور الشركة في النهاية تطوير الاستثمار الرياضي. ونحن نحمد الله عز وجل أننا على مدى السنوات التي تواجدنا فيها في الساحة الرياضية قدمنا للوسط الرياضي ثقافة الاستثمار، بعد أن كانت الكرة تعتمد على الهبات والتبرعات الشخصية فقط، أصبح الآن هناك نوع من الدخل الثابت الذي يمكن أن يساعد الأندية على التخطيط المستقبلي، وهنا لابد أن أشير إلى الدور الأساسي والكبير للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب الذي مهد وصنع البيئة الاستثمارية للكرة السعودية.
حكاية عقد المنتخب
• وعلاقتكم بالمنتخب السعودي.. هل انتهت؟
ــ علاقتنا بالمنتخب لم تنته بالكامل وعقدنا أربع سنوات يمتد حتى نهاية العام الحالي، لكن هناك تقسيم لعقد المنتخب إلى ثلاثة مجالات فحقوق النقل لاتزال موجودة وتم بيعها لقنوات راديو وتلفزيون العرب وبعد بيع تلك القنوات انتقلت الحقوق للجزيرة، وعقد الملابس ممتد للأربع سنوات، لأنها تعود بالفائدة للمنتخب بينما عقد الرعاية التجارية هو عقد طويل الأجل، وقد وصلت إلى إدارة المنتخب عروض جديدة فوجدنا من الأفضل عدم تمسكنا بعقدنا المتبقي منه ثلاثة أشهر حتى لا يفقد المنتخب فرصة العقود طويلة الأجل واتفقنا مع إدارة المنتخب على أن تتولى تسويق المنتخب ونحن معهم قلبا وقالبا ونكون عونا لهم بإذن الله لو احتاجونا.
• أين تضعون المنتخب السعودي تسويقيا في المنطقة العربية؟
ــ يعد المنتخب السعودي الأول عربيا من ناحية الطلب التسويقي، كما أن تاريخ المملكة الآسيوي ومشاركاته في كأس العالم يدعم هذا الطلب على الدوام.
50 مليونا ضاعت
• هل أثرت نتائج المنتخب على تسويقه؟
ــ لا أخفي عليك أن عدم تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2010م أثر علينا بشكل كبير وأضاع فرص رعاية كبيرة جدا، حيث كانت هناك اتفاقات جاهزة للتنفيذ وكان مجموعة من العملاء ملتزمين بتقديم الرعاية لمنتخبنا الوطني في كأس العالم لكن بعد فشل المنتخب تحولت تلك المبالغ لاستثمارات أخرى. فالفرص الاستثمارية التي كان من الممكن أن يجنيها المنتخب السعودي تتراوح بين 30 مليون إلى 50 مليون ريال وبسبب هدف التعادل للبحرين أو عدم تسجيل هدف في مباراة كوريا الشمالية في الرياض أضاع على المنتخب هذا المبلغ.
الخطأ ممنوع
• ترى ما هو الفرق بين الاستثمار مع المنتخب ومثله في الأندية ؟
ــ هناك فرق فالاستثمار مع المنتخب السعودي موسمي بينما الاستثمار مع الأندية مستمر لاسيما بعد العمل مع الأربعة الكبار: الاتحاد والهلال والأهلي والنصر. ففي عام 2008م تم تجديد رعاية المنتخب لأربع سنوات وقد شارفت الآن على الانتهاء بعد رحلة موفقة وفاتحة خير. ولا أخفي عليك بأن العمل في القطاع الرياضي شيق وجذاب إلا أنه مضن لعدة أسباب أهمها أننا نتعامل مع قطاع كبير جدا من الجمهور السعودي، وكل منهم له أسلوب تفكيره وحماسه لناديه والمنتخب، فالمطلوب منا على الدوام هو إرضاء هذه الشريحة الواسعة من الشباب إضافة إلى أننا نواجه الإعلام في كثير من الأوقات على الهواء مباشرة لذا فأي غلطة غير مسموح بها. كما أننا أول من يدخل الاستاد الرياضي وآخر من يخرج ــ في جميع المباريات ــ وهو شيء منهك تماما خاصة إذا ارتبط عملنا بحل مشكلات المباريات مثل نفاد التذاكر وتسهيل الدخول والخروج، ويتضاعف هذا الجهد عدة مرات في المباريات الجماهيرية.