الخروج من النفق

فرحان الفرحان

يسابق رجالات النصر الوقت لمحاولة وقف الانهيارات والتداعيات التي خلفتها سياسات فريق العمل السابق، الذي خذل رئيسه وأدخل النصر في نفق لا ضوء فيه ولا هواء، ويكاد يتفق هؤلاء الساعون لإنقاذ نصرهم، على بقاء الأمير فيصل في سدة الرئاسة، خصوصا أن الرجل يستظل بفترة قانونية، مع إيمانهم أن لديه الكثير الذي يمكن أن يقدمه للكيان، متى ما أزاح الكثير من قناعاته السابقة وأحسن اختيار فريق عمله وأعاد رسم سياسة جديدة للعمل المستقبلي، وفق معطيات تختلف جذريا عن معطيات الفترة السابقة..
النصر خرج بصورة جلية من مضمار السباق على بطولة الدوري، وقد لا يحقق بطولة في هذا الموسم، لذا فإن رسم الأوليات الواقعية أمر مهم، وأقصد بها الأوليات المتمثلة في إعادة البناء الإداري والمالي والفني وفق خطط سريعة لا تنظر للماضي، إلا بقدر الاستفادة منه لمنع تكرار ما حدث، واعتقد أن سمو رئيس النصر سيكون هو الأكثر حذرا من عودة أخطاء الماضي التي سببت له الكثير من الإحراج وهزت ثقة الجماهير به، والتي استغلها التيار المؤدلج بهواجس الإطاحة بكل رئيس أسوأ استغلال..
ثلاثي أعضاء الشرف الداعمين، وهيئة أعضاء الشرف والعارفين بشؤون البيت النصراوي ما زالت ثقتهم برئيس النادي قائمة، ويحفظون له مآثره في مسيرة الكيان ويدركون أن إجراء هيكلة إدارية واعية، ورسم سياسة عمل جديدة سوف تعيد ترتيب الأوراق المبعثرة بلا خسائر مضافة، لذلك جاءت تحركاتهم محسوبة بدقة متناهية، والمطمئن أنها وجدت توافقا مع معطيات النتائج التي خرج بها الرئيس من تجربته مع فريق عمله السابق، الذي هيمن على كل مفاصل العمل فأفسد العمل..
عودة صناعات القرارات الاستراتيجية للقيادة العليا المتمثلة في رئيس النادي وأعضاء الشرف الداعمين والمؤثرين، وموضعة أصحاب القدرات الفنية والإدارية في أماكنها داخل منظومة العمل اليومي مع وقف سياسة السطو على الصلاحيات، سوف تختصر زمن عمليات الإصلاح التي سوف تزيل ركام الماضي لتفتح للعمل الخلاق كل المسارات، والذي لن يتحقق إن لم يعد الهدوء لمدرج الشمس، والذي يجب عليه أن يدرك أنه حقق الكثير من خلال مطالباته السابقة، وأنه لا يمكن لأي إدارة أن تعمل في ظل وجود مدرج يغلي..
هدوء مدرج الشمس أو انسياقه خلف بعض القوى المحرضة سوف يكون البوصلة التي تتحكم في مسار العمل، ولا أعتقد أن هذا المدرج المشهود له بالوفاء والصبر بحاجة لنصائح، فمنه تستمد الحكمة والقيم، وفيه يمكن سر عظمة النصر وكبريائه، ومنه وإليه يبدأ النصر ويعود.
لافتات:
1 ــ لا تلقوا على النار مزيدا من الحطب، فاشتعالها قد يحرقكم قبل أن يحرق النصر.
2 ــ أرجع سبب هزيمة النصر لابتعاد مدير الكرة وكأن التضليل يمكن أن يصبح حقيقة.
3 ــ ماتورانا خيار آخر قد يأتي بنصر آخر.