تأميم الأحلام في نهاية العام!!

جهير بنت عبدالله المساعد

يال... «الصدف» العجيبة
الميزانية السعودية تزامنت في ظهورها مع تأهب عام (2011)م للرحيل! وكأنها صفحة بيضاء في سجل أسود مليء بأسماء القتلى والمصابين!! وكأنها.. خط من نور وسط خطوط حمراء لونتها الدماء الزكية المسكوبة في الميادين العربية تضحية وفداء وغدرا وظلما!! فما حدث في عام (2011) من كوارث دموية جعل أيامه تشهد أكبر أعداد القتلى والمصابين، وفي المقابل تشهد السعودية أكبر أرقام الميزانية تضخما ونماء!! ويحق لي القول إن عام (2011)م هو العام الذي فاق فيه ماء الدمع الغزير مياه الأمطار الشحيحة!! فأي انتصار تحقق في هذا العام جاء على الجثث ومشى على الهامات ودفع ثمنه الأحياء المسالمون قبل الظالمين!! وحين يخلع العام هذا جلبابه الملطخ بالدماء... يكون العام الجديد قد ارتدى جلابيته بحثا عن هوية له ما بين العمامة.. والبدلة العصرية فإما ربطة عنق وبنطلون وإما عمامة ورداء ونقاب!! يخلط فيهم الناس بين الدين الحقيقي والدين المختطف!!! ولا يدري الواقفون بالباب في انتظار مجيء العام الجديد هل عليهم تبادل التهاني أو تبادل التعازي!! ولا يدرون إلى أي منقلب ينقلبون! ومع إطلالة هذا العام الجديد شيئا ما يبقى يستحق الكلام... إن كل ما حولنا من إخوة وجيران مسهم السوء وبقي الاستقرار السعودي يقاوم!
إنها الفروق الصعبة والتي يجب على السعوديين جميعهم مهما قالوا عن تسمياتهم وأسمائهم عليهم جميعا أن يدركوا هذه الفروق ويحفظوها حتى لا تفلت من أيديهم! العالم كله على أعتاب عام جديد بأحلام جديدة تزفها رياح التغيير العاصفة أما نحن فجديدنا هو «الأضخم» في تحقيق أعلى أرقام الميزانية حيث نبني ومن حولنا يهدمون.... وهي نعمة علينا أن نتكاتف ونتعاون كي تبقى نعمة إلى الأبد!! وإذا كان عام (2011)م على أهبة الرحيل في هذه اللحظات فعلينا أن لا ننسى دروسه وعبره ومواعظه!!! وأهما أن أي استقرار لمجتمع لا يستحق إلا عن طريق ضعفائه!! فحركة الشعوب من حولنا تعني أن لا ضمان ولا أمان مع الحرمان!! وأن الضمان الوحيد هو القاعدة الشعبية التي تجعل ولاءها أكبر من طموحاتها... فلا تقفز على جدار الأفق كي تسقط في المجهول!! إن عام المحن والامتحانات وإن أطلق عليه البعض عام الربيع العربي الطليق... يلفظ أنفاسه الأخيرة وقد شهدت أيامه في عنفوانها عبارة (يسقط... يسقط) اليوم سقط العام نفسه في طي الماضي وها هو يرحل بمعنى أن لا شيء للخلود غير أن المجتمعات هي المسؤولة عن كتابة نهاياتها وبداياتها وهي المعنية بالاستفادة من الدروس التي تمر عليها وانتهى عام 2011 بدروسه وتجربته فهو درس لمن يريد أن يستفيد ويعتبر! ولعل رحيله قد أفصح عن حقيقية واحدة أن القادم مسؤولياته أعظم ومخاطره أكثر فلا يجب الانشغال بما فات عن صناعة ما هو آت وهذا وحده إما يجعلنا أهل للبقاء أو يجعلنا خارج التاريخ إنها لحظة المفارقة التي جعلت الاستقرار هو الغنيمة وليس النفط!!!


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة