وجه آخر لأم كلثوم

علي فقندش

أعجبني مقال ثريا الشهري في الزميلة الشرق الأوسط الأسبوع الفارط بفحوى التساؤل حول ما الذي من الممكن أن يكون تصرف السيدة أم كلثوم فيما لو أنها عاشت طويلا وامتد بها العمر لتعيش أيام السفه الفني؟ الذي نعيش وعشنا فصولا طويلة منه، كانت فكرة أكثر من رائعة في أطروحاتنا الثقافية في الساحة، لكن دعونا نفكر في الأمر بشكل مقلوب في سؤال يتمحور حول ما الذي سيكون عليه حال فن أم كلثوم نفسه إذا امتد بها العمر وهل كانت ستغني ما يتوافق مع متطلبات العصر منذ رحيلها في عام 1975 حتى اليوم ونحن ندخل 2012، أم أنها ستظل جبلا أمام ريح التحديات الموتورة ولكنها سمة عصر يعيشه، أكاد أجزم أن انحرافا ما، كان سيصيب توجهها المفعم بالعطاء الأشبه بالمقدس في الحياة الثقافية والاجتماعية والفنية، أما إذا سألني سائل أو حاججني أحدهم أن ذلك لا يمكن أن يكون تحت أي ظرف فالسيدة أم كلثوم منزهة من «الزلات في الحياة الفنية» سأقول إن لي براهيني وحججي ذلك كونها كانت تستعد قبل رحيلها لأداء أغنيتين جميلتين ولكن في نظري لم يكن من الجائز أو المتصور لدى أحدنا من سميعة أم كلثوم أن يتخيلها بصوتها وهي (أوقاتي بتحلو معاك) التي صاغها لحنا الموسيقار سيد مكاوي لتكون العمل التالي لهما معا بعد (يامسهرني) التي تعد من أواخر درر أم كلثوم وهو العمل الذي شدت به وردة الجزائرية بعد رحيل (الست)، كذلك لحن لحلمي بكر وهو عمل جميل لوردة التي شدت به أيضا كصاحبة استحقاق بديلة عن أم كلثوم التي رحلت آنها ولكنه أيضا من غير المتخيل أن نسمعه بصوت أم كلثوم (معندكش فكرة .. هواك قد إيه) وكل من استمع إليه من وردة بعد رحيل أم كلثوم لم يتخيل أن تصدح ثومة بهذا النص الذي كان من الممكن أن يكون دحرجة طبيعية من الأعلى ليس لأنه سيئ، هو في غاية الجمال ولكن لا نتخيله من الست. هذه هي المسألة برمتها، وإذا حدث وإن غنت ثومة هذه الأعمال في حال امتداد العمر بها كان من الممكن أن نسمعها تغني جوا آخر غير متخيل غنائها له.. فتكون الطامة. وقد تطمع أم كلثوم في غناء نصوص مثل تلك التي شدا بها عمرو دياب وسميرة سعيد ولطيفة وتواصل طمعها وبخلها المادي، المعروف عنها كما تناولت هذا الجانب كل أقاويل وسرد النقاد والمؤرخين لحياتها،-والبخل عادة قميئة يتصف بها أناس هم على قائمة الثراء للأسف. (لاحظ عزيزي القارئ أن كثيرا ممن يسكنون قائمة هاتفك المتحرك الأثرياء جدا.. إذا أرادك وفي عمل ومهمة له.. فإنه يرن عليك نصف رنة، واذا كان من المهكعين ماليا أمثالنا الذين تنتهي علاقتهم مع الراتب في الأسبوع الاول يتواصل معك على حساب فاتورته. دقق ستجدني محقا لدرجة كبيرة دقق من اليوم، لا بل من أول اتصال يأتيك.
فاصلة ثلاثية:
لابن المعتز: يا من يتيه وحسن الوجه يعذره ما يصلح التيه إلا أن يكون لكا
وللعباس ابن الاحنف:
إني وجدت الهوى في الصدر أن ركدا كالنار أو فاق حر النار متقدا
ولأبي حفص بن عمر:
وكأن قامتها ونغمة لفظها غصن عليه بلبل يترنم

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز مسافة ثم الرسالة