الوطن وأثرياؤنا

ياسر سلامة

من البداية ما سأكتبه عن البعض وليس الكل من أثرياء وتجار بلدنا حتى لا تسن علي السهام وأتهم من كل حدب وصوب، موضوعي ببساطة أين هؤلاء البعض عن مشاريع التنمية الرئيسية، أصبحت تمر السنون ولا نسمع عن مشروع ريادي من القطاع الخاص سوى تلك المشاركات الشخصية لجهات وأسماء بعينها ولجبر خواطر شخصية والمشاركات لا تتعدى كونها مبالغ في الغالب هدفها ذر الرماد في العيون.
لدينا سوق واقتصاد حجمه في تنام مستمر ونموه يتجاوز جميع الدول من حولنا، ولا نسمع على سبيل المثال عن مشروع صناعي أو تعليمي أو عن مستشفى أو فندق في الدول المجاورة التي يفتقد بعضها الحد الأدنى من الاستقرار إلا وأحد شركائه الرئيسيين سعودي.
لماذا مثلا إلى الآن لم نسمع عن إقامة مدينة جامعية متكاملة برأسمال خاص في مدينة كجدة بوابة الحرمين والعاصمة الاقتصادية المميزة في المنطقة ولماذا لم يشيد فيها إلى الآن في ظل هذه الطفرات الاقتصادية مستشفى خاص إلا ذلك الذي بني في شارع حائل منذ سنوات قليلة والذي يشكر كثيرا عليه أصحابه لتوجيه استثمارهم في القطاع الصحي الحيوي الهام.
بعض الأراضي الهامة التي يمتلكها بعض التجار تظل لسنوات طويلة مهملة ومعطلة لحركة التنمية والأمثلة كثيرة وطريق الملك أكبر شاهد على ذلك، الطريق الذي في نظري لو أعطى حقه لتجاوز الإبداع فيه شارع الشيخ زايد بدبي إلا أننا اليوم وبعد أن كنا نسمع عن المشاريع العملاقة التي ستقام في هذا الشارع توجه أصحاب بعض أراضيه للاستثمار ببناء المعارض العادية جدا والتي لا تليق بشارع كهذا وبمدينة تتجه نحو العالمية.
وهذا الشارع يظهر أمثلة لفكر وثقافة بعض تجارنا فما يهم في أحسن الحالات الاستثمار العقاري البسيط الذي يدر مالا وفي أسرع وقت ممكن وببناء متواضع جدا أو حتى بألواح حديدية ذات تكلفة أقل.
لماذا يحجم البعض ممن رزقهم الله بالمليارات عن الدخول بقوة في السوق الصناعي أو الخدمي كالفنادق والمستشفيات والمؤسسات التعليمية الكبيرة واكتفوا بالمقاولات والاستثمارات العقارية المعروف عائدها ومحدودية المستفيدين من أرباحها، فأين الوطن في قلوب بعض أثريائنا.
Y.SALAMAH@HOTMAIL.COM