التدخل الجراحي أو العلاج بـ«الكي»
مطالبات بتدوير الوظائف قبل ترميم المباني .. علاج اعتلالات المستشفيات:
الجمعة / 18 / ربيع الأول / 1433 هـ الجمعة 10 فبراير 2012 20:57
حسين هزازي (جدة)، قايد آل جعرة (نجران)، أحمد العطوي (تبوك) عبدالخالق الغامدي (الباحة)
بعض مستشفياتنا تحتاج إلى نقل دم سريع، وأخرى في حاجة إلى عناية مركزة، غير إن قليلا منها في طريقها إلى عنبر الجراحة لاستئصال الخلل والنقص وأوجه القصور، معظم الملاحظات التي خرجت بها «عكاظ» من جولات استهدفت عددا من المشافي تتشابه برغم طول المسافات واختلاف الجغرافيا، لكن القاسم المشترك الأعظم لتلك الاعتلالات تتمثل في النقص الحاد في الأسرة، زحام المواعيد، قلة الكوادر المؤهلة، ضيق المواقف ثم طول المواعيد.
ويرى كثير من المراجعين أن الخدمات التي تقدمها المستشفيات لا تتواءم أبدا مع الأمكانات الكبيرة التي وفرتها الدولة للقطاع الصحي، وهو أمر يتطلب من مديري الشؤون الصحية مراجعة الأداء واستئصال الأمراض الطارئة والبدء حالا في دفع الأداء إلى الأمام.
الاعتلالات في مستشفيات جدة تظهر بصورة جلية في الزحام ونقص الكوادر؛ لكن العلة الرئيسة كما يقول الأهالي والمراجعون تتمثل في سوء التوزيع الجغرافي.. فالمدينة الساحلية العملاقة تحتاج كما يقول المتحدثون إلى مشافٍ على طول الساحل وعرضه، تغطي جدة من البحر إلى الجبل، ويعتبر أهالي المحافظة سوء التوزيع سببا في مزيد من الاعتلالات، بل هو المفرخ الأساسي لها من زحام ونقص معدات وقلة كوادر وخلافها.
جولة سريعة لـ«عكاظ» في مستشفيات الملك فهد، الملك عبدالعزيز، العزيزية، المساعدية، الثغر، الملك سعود، العيون والأمل، كشفت أبرز الاعتلالات في الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، لعل أبرزها ما تطرقنا إليه عما أسماه بعض المواطنين سوء توزيع الكوادر الطبية للمشافي لا سيما في منطقة جنوب جدة ومن العلل الظاهرة، نقص الكوادر الجديدة المؤهلة لشغل الأقسام المهمة في المستشفيات إلى جانب قصور الشركات المشغلة في أداء أعمالها ومهامها بالشكل المطلوب، لا سيما في مجالات التغذية والصيانة والنظافة.
من العلل الظاهرة في مستشفيات جدة، قلة مواقف السيارات والزحام الكبير في محيطها، وهو الزحام الناتج عن ضيق المواقف الأمر الذي يدفع المراجعين إلى رحلة طواف طويلة لحين العثور على موقف أي كان موقعه قريبا بعيدا.
ويرى مراجعون أن بعض أقسام المستشفيات قاربت على«طي قيدها» في إشارة إلى نهاية عمرها الافتراضي وإلى حاجتها إلى الترميم والصيانة بل التدخل الجراحي!
وفوق كل ذلك، فإن بعضها تحتاج إلى عمليات ترميم وتدوير واسعة في المهام والمناصب مع ضخ الأفكار الجديدة وصنع استراتيجات تضمن أفضل خدمة للمريض والمراجع والزائر، غير إن العلة الكبرى تكمن في قلة عدد الأسرة وعدم موائمة إمكانات المستشفيات مع الكم الهائل من المرضى الذين ينتظرون طويلا لنيل موعد أو فتح ملف سيما في أقسام الجراحة والعناية المركزة والعيادات الخارجية إلى جانب نقص بعض الأدوية وندرتها وقلتها وتظهر هذه النواقص بجلاء في مستشفى الملك عبد العزيز إذ تشير التقارير إلى أن طوارئ المستشفى تستقبل يوميا نحو ألف مراجع بـ 48 سريرا، وعشرة أسرة للعناية المركزة، في ظل تزايد أعداد المراجعين للقسمين بشكل يومي فضلا عن مئات المراجعين للعيادات الخارجية المختلفة.
أزمات الشركات المشغلة
الاعتلالات التي تعاني منها مستشفى الملك عبد العزيز لا تنحصر فيما سلف وتزيد عنها الاستهلاك المستمر لإمكاناتها وطاقتها بسبب سعة المناطق التي تستهدفها بالعلاج إذ أنها تتعامل مع كل مرضى جنوب جدة والمراكز والمدن والبلدات القريبة مثل الليث، أضم والقنفذة، وسجلت مضابط المستشفى في فترة سابقة تأخر أجور عاملات وعمال النظافة، ما أدى إلى تأجيل عمليات جراحية، ومرد ذلك تأخير الشركة المشغلة عن أداء مهامها وواجباتها لعمالها وتحمل المراجع والمريض تبعات أهمال الشركة وقصورها.
تعاني مستشفى المساعدية للنساء والولادة، من ثلاث مشاكل رئيسة، أولها استمرار الاستغناء عن موظفي الشركة المشغلة بسبب ضعف رواتبها، كذلك تأخر كشوفات فحص ماقبل الزواج، نقص الأسرة، وتردي حالة بعض الغرف والأقسام، ويتحدث المراجعون أن استغناء الشركة المشغلة عن بعض موظفيها أحدث خللا كبيرا في الأداء.
ويختلف الحال في مستشفى الملك فهد العام إذ تنحصر شكاوى المراجعين والمرضى في طول فترة المواعيد ضيق مواقف السيارات وقلة الأسرة.
ويضرب المراجعون مثلا بمركز الأسنان، إذ يحتاج المريض إلى شهور قبل لقاء الطبيب؛ لكن الحالة تحسنت قليلا بعد افتتاح العيادة الجديدة في شمال جدة.
وذات الحال تنطبق على العمليات الجراحية وفي قسم الطوارئ، العلة الأساسية في مستشفى الثغر يكمن في موقعها والنقص الواضح في الكوادر والمواقف وقلة الأسرة واعتلالات قلة التخصصات إلى جانب الحاجة الأساسية في الترميم والصيانة. وذات الحالة تنطبق على مستشفى العيون، رغم حصوله على شهادة التميز في السعودة فقد ظلت تعاني من إشكاليات المواعيد التي تمتد إلى 4 أشهر.
عدم رضا في نجران
من جدة إلى نجران تتعدد الاعتلالات.. إذ تفتقد مستشفياتها الكوادر المتخصصة والأجهزة الطبية المتقدمة والاستشاريين وكشفت جولة «عكاظ» الواقع الحقيقي للخدمات الصحية، وفي رأي المواطن أحمد فلعان فإن فقر إمكانات مراكز الرعاية الصحية تدفع المرضى إلى مراجعة المستشفيات ما يشكل عبئا عليها.
واقع الحال في مستشفيات نجران لم ينل رضا الأهالي والسكان، لاسيما المستشفى العام الذي يخدم نحو 47 في المائة من سكان الجهة الجنوبية الغربية لمدينة نجران، وأبدى عدد كبير من المراجعين عن عدم رضاهم عما يقدم من خدمات طبية وعلاجية وطالب هؤلاء بسرعة إنشاء برج مستشفى نجران، الذي تم الإعلان عنه مؤخرا.
وفي رأي المواطن صالح مهدي جالي المستشفى العام يفتقد الأطباء الاستشاريين، لا أشعة مقطعية لا جراحة أعصاب ومخ. أما عيادة القلب فيديرها طبيب واحد ومن الاعتلالات أيضا قلة حجم وسعة قسم الطوارئ.
«عكاظ» وقفت أيضا على حال مستشفى الملك خالد واستمعت إلى ملاحظات المراجعين الذين تحدثوا عن طول فترة المواعيد، لا سيما في مجالات الأعصاب والعظام والباطنية، إلى جانب الإجراءات الطويلة، فقبل استدعاء الملف الطبي للمريض.
وفي محور آخر، انتقد المواطن مانع آل مهري تواجد كل مرضى العناية المركز في مكان واحد، مشيرا إلى أن ذلك ربما يسهم في نقل العدوى، إذ لا توجد خصوصية بين مريض وآخر إلى جانب فوضى الزيارات في ذات القسم.
طبيب لـ12حالة
في مركز الأمير سلطان لأمراض القلب، الذي يتبع لمستشفى الملك خالد يعاني المراجعون من طول الانتظار، وذات الحالة تنطبق على مستشفى الولادة والأطفال، والذي يعد الوحيد في المنطقة، وكشفت جولة «عكاظ» تذمر المرضى وعدم رضاهم على الخدمات المقدمة لهم، وقال سعود صالح القشانين من داخل طوارئ المستشفى«الخدمات المقدمة في الطوارئ غير مرضية بسبب قلة الأطباء»، أما حسن التهامي الذي كان يحتضن طفلته أبرار التي تشكو من فطريات في الفم فقد استهجن تأخر معاينة حالة طفلته التي لم تكن تكف عن البكاء، وقال إن طبيبا واحدا ظل يشرف على أكثر من 12 حالة طارئة بالتعاون مع ممرضتين
كما تذمر عدد كبير من المراجعين لمستشفى الأطفال من طول مدة المواعيد مطالبين صحة نجران بتعزيز الخدمات الصحية والطبية.
ومطالب لأهالي تبوك
وفي تبوك, طالب عدد من مراجعي مستشفى الملك خالد المدني، ومستشفى الملك فهد، ومستشفى الولادة والأطفال بسرعة افتتاح مستشفى الملك فهد التخصصي، وكذلك المستوصفات التي تم الانتهاء منها ومازالت متعثرة داخل الأحياء، وإنشاء مستوصفات جديدة في الأحياء الجديدة، وكذلك استبدال الأطباء الزائرين والاستشاريين بعيادات ثابته بمستشفيات المنطقة، وكذلك جلب تخصصات فنية، ومختبر مركزي يتم فيه إجراء تحاليل المرضى والمنومين بدلا من أرسالها للمستشفيات المتقدمة في كل من الرياض وجدة والمدينة مثل تحاليل الجنيات الوراثية وخلافها.
كذلك الاهتمام بعناية الفائقة، والنظافة داخل المستشفيات، وتفعيل وسائل الإخلاء الطبي.
استشاريون وطبيبات للنساء
وفي الباحة، طالب الأهالي بتكثيف الخدمات الصحية للمرضى والمراجعين في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في المنطقة ومحافظاتها بالسراة وتهامة والبادية.
وقال سرور بن عطية بن شريم: نحتاج استشاريين في أمراض القلب حيث لا يوجد في مستشفى الملك فهد في الباحة سوى 3 أطباء للقلب، يغطون كل الحالات المراجعة من ست محافظات تحول حالات القلب للباحة، وهو ما يستدعي تحويل بعض الحالات إلى جدة ومكة والرياض.
أما صالح سعيد الغامدي فرأى أن المراكز الصحية بحاجة إلى طبيبات للنساء، حيث إن أغلب هذه المراكز بدون طبيبات متخصصات، وهذا الأمر يجبر بعض النساء على التوجه إلى مستوصفات خاصة.
وبين ماجد محمد علي الغامدي أن المراكز الصحية تفتقد لأطباء وطبيبات الأسنان وهو ما ينعكس على تأخير علاج الحالات وطول قائمة الانتظار.
وأفاد خالد سعيد الزهراني، أن هناك بعض التخصصات في أقسام الكلى وبعض الأقسام الأخرى بحاجة إلى استشاريين لمستشفيات محافظات المنطقة، حيث يضطر المراجع إلى الذهاب إلى مستشفى الباحة ويقطع مسافات طويلة.
أما محمد ناصر الغامدي فقال «لا يوجد أطباء أطفال متخصصون سواء في مستشفيات المنطقة أو في المراكز الصحية، فالحاجة ماسة إلى دعم بعض الأقسام بأطباء العيون والعظام، حيث لا نجد في بعض المستشفيات سوى طبيب واحد وهو لا يكفي ولا يستطيع أن يؤدي عمله ولاسيما مع انشغاله في غرف العمليات بجانب متابعة مرضاه.
بدورنا وضعنا كل هذه الطروحات على طاولة مدير إدارة العلاقات العامة في صحة الباحة ماجد علي الشطي فقال: يوجد في المراكز الصحية في منطقة الباحة أكثر من (220) طبيباً من ذوي التخصص العام منهم (50) طبيباً يحمل مؤهلا تدريبيا على برنامج عمل طب الأسرة والمجتمع كانوا حاصلين عليه قبل التعاقد معهم، كما أن 90 في المائة من المجموع الكلي لهؤلاء الأطباء قد أنهوا دورات تدريبية في مجال طب الأسرة والمجتمع لكون هذا البرنامج ركيزة أساسية تحتاجها مراكز الرعاية الصحية الأولية لتقديم الخدمة الأفضل.
أما فيما يخص المستشفيات فيمكن الإشارة إلى عدد وتخصص الأطباء العاملين في عموم مستشفيات المنطقة إضافة إلى مستشفى الملك فهد بالباحة يزيد على (300) منهم ما يقارب 80 استشارياً بمختلف التخصصات لديهم من الكفاءة العلمية وما يكتسبونه خلال الدورات التدريبية واللقاءات العلمية التي تنفذها المديرية العامة للشؤون الصحية ضمن خططها السنوية الهادفة إلى الارتقاء بمستوى ما يقدم من رعاية صحية للمواطن بمواكبة دعم التجهيزات الطبية وتوفير وسائل العمل الطبي الحديثة في جميع المرافق الصحية في المنطقة.
وأما ما يتعلق بالتخصصات الطبية النسائية المختلفة، فإن الحاجة إليها قائمة مثل باقي عموم مناطق المملكة؛ نظراً لصعوبة الحصول على تعاقدات نسائية إضافة إلى ندرة أعدادهم بالنسبة للرجال بشكل عام على المستوى العالمي.
ويرى كثير من المراجعين أن الخدمات التي تقدمها المستشفيات لا تتواءم أبدا مع الأمكانات الكبيرة التي وفرتها الدولة للقطاع الصحي، وهو أمر يتطلب من مديري الشؤون الصحية مراجعة الأداء واستئصال الأمراض الطارئة والبدء حالا في دفع الأداء إلى الأمام.
الاعتلالات في مستشفيات جدة تظهر بصورة جلية في الزحام ونقص الكوادر؛ لكن العلة الرئيسة كما يقول الأهالي والمراجعون تتمثل في سوء التوزيع الجغرافي.. فالمدينة الساحلية العملاقة تحتاج كما يقول المتحدثون إلى مشافٍ على طول الساحل وعرضه، تغطي جدة من البحر إلى الجبل، ويعتبر أهالي المحافظة سوء التوزيع سببا في مزيد من الاعتلالات، بل هو المفرخ الأساسي لها من زحام ونقص معدات وقلة كوادر وخلافها.
جولة سريعة لـ«عكاظ» في مستشفيات الملك فهد، الملك عبدالعزيز، العزيزية، المساعدية، الثغر، الملك سعود، العيون والأمل، كشفت أبرز الاعتلالات في الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، لعل أبرزها ما تطرقنا إليه عما أسماه بعض المواطنين سوء توزيع الكوادر الطبية للمشافي لا سيما في منطقة جنوب جدة ومن العلل الظاهرة، نقص الكوادر الجديدة المؤهلة لشغل الأقسام المهمة في المستشفيات إلى جانب قصور الشركات المشغلة في أداء أعمالها ومهامها بالشكل المطلوب، لا سيما في مجالات التغذية والصيانة والنظافة.
من العلل الظاهرة في مستشفيات جدة، قلة مواقف السيارات والزحام الكبير في محيطها، وهو الزحام الناتج عن ضيق المواقف الأمر الذي يدفع المراجعين إلى رحلة طواف طويلة لحين العثور على موقف أي كان موقعه قريبا بعيدا.
ويرى مراجعون أن بعض أقسام المستشفيات قاربت على«طي قيدها» في إشارة إلى نهاية عمرها الافتراضي وإلى حاجتها إلى الترميم والصيانة بل التدخل الجراحي!
وفوق كل ذلك، فإن بعضها تحتاج إلى عمليات ترميم وتدوير واسعة في المهام والمناصب مع ضخ الأفكار الجديدة وصنع استراتيجات تضمن أفضل خدمة للمريض والمراجع والزائر، غير إن العلة الكبرى تكمن في قلة عدد الأسرة وعدم موائمة إمكانات المستشفيات مع الكم الهائل من المرضى الذين ينتظرون طويلا لنيل موعد أو فتح ملف سيما في أقسام الجراحة والعناية المركزة والعيادات الخارجية إلى جانب نقص بعض الأدوية وندرتها وقلتها وتظهر هذه النواقص بجلاء في مستشفى الملك عبد العزيز إذ تشير التقارير إلى أن طوارئ المستشفى تستقبل يوميا نحو ألف مراجع بـ 48 سريرا، وعشرة أسرة للعناية المركزة، في ظل تزايد أعداد المراجعين للقسمين بشكل يومي فضلا عن مئات المراجعين للعيادات الخارجية المختلفة.
أزمات الشركات المشغلة
الاعتلالات التي تعاني منها مستشفى الملك عبد العزيز لا تنحصر فيما سلف وتزيد عنها الاستهلاك المستمر لإمكاناتها وطاقتها بسبب سعة المناطق التي تستهدفها بالعلاج إذ أنها تتعامل مع كل مرضى جنوب جدة والمراكز والمدن والبلدات القريبة مثل الليث، أضم والقنفذة، وسجلت مضابط المستشفى في فترة سابقة تأخر أجور عاملات وعمال النظافة، ما أدى إلى تأجيل عمليات جراحية، ومرد ذلك تأخير الشركة المشغلة عن أداء مهامها وواجباتها لعمالها وتحمل المراجع والمريض تبعات أهمال الشركة وقصورها.
تعاني مستشفى المساعدية للنساء والولادة، من ثلاث مشاكل رئيسة، أولها استمرار الاستغناء عن موظفي الشركة المشغلة بسبب ضعف رواتبها، كذلك تأخر كشوفات فحص ماقبل الزواج، نقص الأسرة، وتردي حالة بعض الغرف والأقسام، ويتحدث المراجعون أن استغناء الشركة المشغلة عن بعض موظفيها أحدث خللا كبيرا في الأداء.
ويختلف الحال في مستشفى الملك فهد العام إذ تنحصر شكاوى المراجعين والمرضى في طول فترة المواعيد ضيق مواقف السيارات وقلة الأسرة.
ويضرب المراجعون مثلا بمركز الأسنان، إذ يحتاج المريض إلى شهور قبل لقاء الطبيب؛ لكن الحالة تحسنت قليلا بعد افتتاح العيادة الجديدة في شمال جدة.
وذات الحال تنطبق على العمليات الجراحية وفي قسم الطوارئ، العلة الأساسية في مستشفى الثغر يكمن في موقعها والنقص الواضح في الكوادر والمواقف وقلة الأسرة واعتلالات قلة التخصصات إلى جانب الحاجة الأساسية في الترميم والصيانة. وذات الحالة تنطبق على مستشفى العيون، رغم حصوله على شهادة التميز في السعودة فقد ظلت تعاني من إشكاليات المواعيد التي تمتد إلى 4 أشهر.
عدم رضا في نجران
من جدة إلى نجران تتعدد الاعتلالات.. إذ تفتقد مستشفياتها الكوادر المتخصصة والأجهزة الطبية المتقدمة والاستشاريين وكشفت جولة «عكاظ» الواقع الحقيقي للخدمات الصحية، وفي رأي المواطن أحمد فلعان فإن فقر إمكانات مراكز الرعاية الصحية تدفع المرضى إلى مراجعة المستشفيات ما يشكل عبئا عليها.
واقع الحال في مستشفيات نجران لم ينل رضا الأهالي والسكان، لاسيما المستشفى العام الذي يخدم نحو 47 في المائة من سكان الجهة الجنوبية الغربية لمدينة نجران، وأبدى عدد كبير من المراجعين عن عدم رضاهم عما يقدم من خدمات طبية وعلاجية وطالب هؤلاء بسرعة إنشاء برج مستشفى نجران، الذي تم الإعلان عنه مؤخرا.
وفي رأي المواطن صالح مهدي جالي المستشفى العام يفتقد الأطباء الاستشاريين، لا أشعة مقطعية لا جراحة أعصاب ومخ. أما عيادة القلب فيديرها طبيب واحد ومن الاعتلالات أيضا قلة حجم وسعة قسم الطوارئ.
«عكاظ» وقفت أيضا على حال مستشفى الملك خالد واستمعت إلى ملاحظات المراجعين الذين تحدثوا عن طول فترة المواعيد، لا سيما في مجالات الأعصاب والعظام والباطنية، إلى جانب الإجراءات الطويلة، فقبل استدعاء الملف الطبي للمريض.
وفي محور آخر، انتقد المواطن مانع آل مهري تواجد كل مرضى العناية المركز في مكان واحد، مشيرا إلى أن ذلك ربما يسهم في نقل العدوى، إذ لا توجد خصوصية بين مريض وآخر إلى جانب فوضى الزيارات في ذات القسم.
طبيب لـ12حالة
في مركز الأمير سلطان لأمراض القلب، الذي يتبع لمستشفى الملك خالد يعاني المراجعون من طول الانتظار، وذات الحالة تنطبق على مستشفى الولادة والأطفال، والذي يعد الوحيد في المنطقة، وكشفت جولة «عكاظ» تذمر المرضى وعدم رضاهم على الخدمات المقدمة لهم، وقال سعود صالح القشانين من داخل طوارئ المستشفى«الخدمات المقدمة في الطوارئ غير مرضية بسبب قلة الأطباء»، أما حسن التهامي الذي كان يحتضن طفلته أبرار التي تشكو من فطريات في الفم فقد استهجن تأخر معاينة حالة طفلته التي لم تكن تكف عن البكاء، وقال إن طبيبا واحدا ظل يشرف على أكثر من 12 حالة طارئة بالتعاون مع ممرضتين
كما تذمر عدد كبير من المراجعين لمستشفى الأطفال من طول مدة المواعيد مطالبين صحة نجران بتعزيز الخدمات الصحية والطبية.
ومطالب لأهالي تبوك
وفي تبوك, طالب عدد من مراجعي مستشفى الملك خالد المدني، ومستشفى الملك فهد، ومستشفى الولادة والأطفال بسرعة افتتاح مستشفى الملك فهد التخصصي، وكذلك المستوصفات التي تم الانتهاء منها ومازالت متعثرة داخل الأحياء، وإنشاء مستوصفات جديدة في الأحياء الجديدة، وكذلك استبدال الأطباء الزائرين والاستشاريين بعيادات ثابته بمستشفيات المنطقة، وكذلك جلب تخصصات فنية، ومختبر مركزي يتم فيه إجراء تحاليل المرضى والمنومين بدلا من أرسالها للمستشفيات المتقدمة في كل من الرياض وجدة والمدينة مثل تحاليل الجنيات الوراثية وخلافها.
كذلك الاهتمام بعناية الفائقة، والنظافة داخل المستشفيات، وتفعيل وسائل الإخلاء الطبي.
استشاريون وطبيبات للنساء
وفي الباحة، طالب الأهالي بتكثيف الخدمات الصحية للمرضى والمراجعين في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في المنطقة ومحافظاتها بالسراة وتهامة والبادية.
وقال سرور بن عطية بن شريم: نحتاج استشاريين في أمراض القلب حيث لا يوجد في مستشفى الملك فهد في الباحة سوى 3 أطباء للقلب، يغطون كل الحالات المراجعة من ست محافظات تحول حالات القلب للباحة، وهو ما يستدعي تحويل بعض الحالات إلى جدة ومكة والرياض.
أما صالح سعيد الغامدي فرأى أن المراكز الصحية بحاجة إلى طبيبات للنساء، حيث إن أغلب هذه المراكز بدون طبيبات متخصصات، وهذا الأمر يجبر بعض النساء على التوجه إلى مستوصفات خاصة.
وبين ماجد محمد علي الغامدي أن المراكز الصحية تفتقد لأطباء وطبيبات الأسنان وهو ما ينعكس على تأخير علاج الحالات وطول قائمة الانتظار.
وأفاد خالد سعيد الزهراني، أن هناك بعض التخصصات في أقسام الكلى وبعض الأقسام الأخرى بحاجة إلى استشاريين لمستشفيات محافظات المنطقة، حيث يضطر المراجع إلى الذهاب إلى مستشفى الباحة ويقطع مسافات طويلة.
أما محمد ناصر الغامدي فقال «لا يوجد أطباء أطفال متخصصون سواء في مستشفيات المنطقة أو في المراكز الصحية، فالحاجة ماسة إلى دعم بعض الأقسام بأطباء العيون والعظام، حيث لا نجد في بعض المستشفيات سوى طبيب واحد وهو لا يكفي ولا يستطيع أن يؤدي عمله ولاسيما مع انشغاله في غرف العمليات بجانب متابعة مرضاه.
بدورنا وضعنا كل هذه الطروحات على طاولة مدير إدارة العلاقات العامة في صحة الباحة ماجد علي الشطي فقال: يوجد في المراكز الصحية في منطقة الباحة أكثر من (220) طبيباً من ذوي التخصص العام منهم (50) طبيباً يحمل مؤهلا تدريبيا على برنامج عمل طب الأسرة والمجتمع كانوا حاصلين عليه قبل التعاقد معهم، كما أن 90 في المائة من المجموع الكلي لهؤلاء الأطباء قد أنهوا دورات تدريبية في مجال طب الأسرة والمجتمع لكون هذا البرنامج ركيزة أساسية تحتاجها مراكز الرعاية الصحية الأولية لتقديم الخدمة الأفضل.
أما فيما يخص المستشفيات فيمكن الإشارة إلى عدد وتخصص الأطباء العاملين في عموم مستشفيات المنطقة إضافة إلى مستشفى الملك فهد بالباحة يزيد على (300) منهم ما يقارب 80 استشارياً بمختلف التخصصات لديهم من الكفاءة العلمية وما يكتسبونه خلال الدورات التدريبية واللقاءات العلمية التي تنفذها المديرية العامة للشؤون الصحية ضمن خططها السنوية الهادفة إلى الارتقاء بمستوى ما يقدم من رعاية صحية للمواطن بمواكبة دعم التجهيزات الطبية وتوفير وسائل العمل الطبي الحديثة في جميع المرافق الصحية في المنطقة.
وأما ما يتعلق بالتخصصات الطبية النسائية المختلفة، فإن الحاجة إليها قائمة مثل باقي عموم مناطق المملكة؛ نظراً لصعوبة الحصول على تعاقدات نسائية إضافة إلى ندرة أعدادهم بالنسبة للرجال بشكل عام على المستوى العالمي.