الحملة الوطنية للتوعية بهشاشة العظام

غازي عبداللطيف جمجوم

دشن مركز التميز لأبحاث هشاشة العظام بجامعة الملك عبد العزيز في الأسبوع الماضي حملة سلطان بن عبد العزيز الوطنية للتوعية بمرض هشاشة العظام وطرق الوقاية منه والتي تمتد على مدى الأربعة أعوام القادمة. يلقب مرض هشاشة العظام بالمرض الخفي حيث غالبا لا ينتبه إليه المصاب إلا بعد حدوث كسور في أحد مكونات الهيكل العظمي مثل عظام الحوض أو فقرات الظهر أو عظام الرسغ أو القفص الصدري أو غيرها. وتسبب الكسور معاناة بالغة لكبار السن مثل النساء اللواتي تزداد نسبة الإصابة بينهن بصورة ملحوظة بعد انقطاع الحيض بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في أجسامهن وتصل الإصابة إلى ذروتها لديهن بعد سن الخامسة والستين، ولكن المرض يشمل فئات أقل سنا، مثلا بعد الخمسين من العمر بسبب عوامل مختلفة كما أنه لا يستثني الرجال الذين تقع نسبة عالية منهم فريسة للمرض أيضا، وتزداد هذه النسبة مع تقدم العمر. وهناك أمراض مختلفة قد تؤدي إلى هشاشة العظام وكذلك هناك عوامل وراثية تزيد من القابلية للإصابة بها، كما أن الاستعمال الطويل لبعض الأدوية والهرمونات قد يؤدي إلى الإصابة عند البعض. ويكلف علاج الكسور الناتجة عن الهشاشة مبالغ طائلة كما أنه يسبب معاناة بالغة لأعداد كبيرة من المرضى وذويهم.
على الرغم من أن هشاشة العظام تكون مختبئة عن النظر إلا أنه يمكن اكتشافها بالتصوير بالأشعة، ولذا يمكن تشخيص بعض حالات الهشاشة وعلاجها مسبقا لتفادي حدوث الكسور عند الأشخاص المعرضين للإصابة. وهناك عدة أدوية ذات فاعلية في تقوية العظام وعلاج هشاشته يصفها الأطباء المختصون بعد تشخيص الحالة. وتستهدف حملات التوعية بالمرض محاولة الكشف عن الأشخاص المعرضين للإصابة بالهشاشة وعلاجهم. ولكن الجهد الأكبر في هذه الحملات يستهدف الوقاية من المرض قبل حدوثه، فكيف تكون الوقاية؟.. يعتمد البناء السليم للعظم منذ الطفولة على التغذية السليمة، ومن أهم العناصر الداخلة في تكوين العظام عنصر الكالسيوم الذي يوجد بكميات جيدة في الحليب ومشتقاته، ولذا فإن من المهم أن يحتوي غذاء الإنسان على الكميات المناسبة من الكالسيوم منذ الولادة وخلال كامل فترة النمو التي تتكون فيها العظام، وحتى باستمرار بعد ذلك. ولامتصاص الكالسيوم تحتاج خلايا الجسم إلى فيتامين (د) وهذا الفيتامين يصنعه الجلد عند التعرض لأشعة الشمس، كما يتم الحصول على كميات منه من أغذية مختلفة أو بتناوله كمستحضرات. من المهم إذن المحافظة على الكالسيوم وفيتامين (د) بالنسب الملائمة في الدم طوال العمر وسد النقص فيهما بتناول المستحضرات الطبية أو الغذائية اللازمة. ومن المهم أيضا أن يتناول الأطفال واليافعون الغذاء الصحي خاصة الحليب للحصول على الكميات اللازمة من هذين العنصرين. وينبغي إدراك أن العظم نسيج حي يخضع باستمرار للهدم والبناء ولا يبقى جامدا. ولهذا فإن الوقاية من هشاشة العظام تحتاج إلى عناية مستمرة طيلة الحياة.
ويعتبر سوء التغذية بصفة عامة من العوامل التي تزيد من إمكانية الإصابة بهشاشة العظام. بعكس ذلك تساعد مزاولة الرياضة بانتظام على بناء جسم سليم وهيكل عظمي قوي. ويبقى بعد ذلك الابتعاد عن بعض مسببات الهشاشة التي من أهمها التدخين وشرب الكحول. وهناك الكثير من الإرشادات المنصوح باتباعها لدى كبار السن لتفادي خطر السقوط.
وختاما.. يجب أن نولي هيكلنا العظمي، حتى لو لم نكن نراه، كل الرعاية والاهتمام للتقليل بمشيئة الله من خطر الإصابة بداء هشاشة العظام الوبيل.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة