أراضي جدّة المجنونة

ياسر سلامة

جميع الدراسات الحديثة ربطت بين الغذاء وسلوكيات الفرد والأمراض التي قد تصيبه، وهي دراسات وأبحاث لا شك أثبتت هذا الارتباط الكبير بين السلوكيات الخاطئة والأمراض، لكن هناك عاملا آخر لا يقل أهمية بل هو الأهم في نظري ألا وهو العامل النفسي والضغوطات التي يتعرض لها الإنسان يوميا وقد تتسبب بشكل غير مباشر في الأمراض المزمنة الشائعة هذه الأيام من ضغط وسكر وما يلحقهما من أمراض القلب.
ــ أزمة الأسهم التي لا يوجد بيت إلا واكتوى أحد أفراده بنيرانها وما سببته في ضياع تحويشة العمر للآلاف من البشر في بلادنا الغالية من المؤكد أنها تسببت في إصابة الكثير بالأمراض نتيجة الضغوطات النفسية التي تعرضوا لها جراء هذا الانكسار غير المتوقع في سوق الأسهم، وبدون مبالغة لو كانت هناك دراسات بحثية تعنى بهذا الجانب لاكتشفنا أن هذه الأزمة وبطريقة غير مباشرة كانت السبب وراء وفيات عدد لا يستهان به من البشر وذلك على المدى الطويل.
ــ واليوم من المتوقع أن يواجه أصحاب العقارات هبوطا في الأسعار قد لا يكون حادا لأن سوق العقار وطبيعته مختلفة تماما عن سوق الأسهم إلا أنه أيضا لو حدث هذا الهبوط سوف يكون له تأثير نفسي سلبي كبير على أصحاب العقارات وبالذات أولئك الذين اشتروا عقاراتهم في السنوات القليلة الأخيرة التي تضخمت فيها الأسعار وبدون أسباب علمية أو منطقية.
خلال الأربع سنوات الأخيرة تضاعفت أسعار بعض المناطق إلى 300 أو 400% وبدون أسباب مقنعة، شوارع كطريق الأمير سلطان وشارع حراء الغربي وصل المتر المربع فيه إلى اثني عشر ألف ريال، ولو سألت: لماذا؟، فإنك لا تجد إجابة شافية سوى أن هناك من يشتري بهذه الأسعار..
ــ بعض المناطق السكنية الحديثة التي حسم الأمر أنها الأرقى في جدة كمخطط الصواريخ والنورس وضاحية البساتين تتراوح أسعار المتر المربع فيها ما بين 4500 ــ 6500 ريال في الوقت الذي لا يسمح نظام البناء فيها إلا بدورين وملحق وهو ما يعني أن أسعار العقارات في جدة لا تخضع لأي معايير أو قراءات ممكن من خلالها التنبؤ بما ستؤول إليه رغم توقع الشركات العقارية المعلن بهبوط أسعار أراضي وعقارات جدة والذي حدث فعلا منه بعض الشيء في الأسبوعين الأخيرين. لذلك نتمنى أن لا يتأثر أصحاب هذه العقارات ويحاولوا الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الهدوء مع أراضي وعقارات جدة المجنونة.

Y.SALAMAH@HOTMAIL.COM