اليمن.. ربيع مختلف

هدى أبلان

انتهت الانتخابات الرئاسية اليمنية المبكرة بصعود المرشح التوافقي عبده ربه منصور هادي في بارقة نوعية من التماعات التغيير السلمي في الوطن العربي، الذي مر عليه ربيع من العنف والدماء والتغيير بالقتل والهتك والمؤامرة، لكنه في اليمن يسجل اختلافه التاريخي وسياقه الأخلاقي وحكمته المنشودة، ويعلن أن التغيير السياسي ليس له من طريقٍ غير صناديق الاقتراع كآلية حضارية للتداول السلمي للسلطة في محاكاة عالية الإنسانية والشفافية لما ينبغي أن تكون علية الشعوب الراقية، التي تعمق من مستويات رقيها بوصلة التاريخ المتداخل في نسيج أبنائها المتوارث، وفي ترابها النابض بالحياة، وما كان لهذا التغيير أن يختلف وينحو جهة السلام لولا الجوار الناضج متمثلا في دول الخليج العربي التي آمنت بوحدة الاستقرار وتلاحم الشراكة الجغرافية. فسعوا إلى منع إغراق اليمنيين في بحر من الدماء، وتم الأخذ إقليميا ودوليا بأيديهم وصولا إلى هذه الصيغة التوافقية المشرفة، التي تؤسس خلال سنتين لمرحلة انتقالية تضطلع بعدة مهمات أساسية في طليعتها إعداد دستور جديد يأخذ بأسباب الديمومة الوطنية، وعوامل التغيير البشرية، ويؤصل لتقاليد سياسية ترتبط بالوطن لا بالأفراد وأمزجتهم، وعمل متواصل على توحيد المؤسسة العسكرية في إطارها الوطني، وتهيئ مناخات الحوار بين شركاء العملية السياسية وهي مهمات بها من الوضوح والنضج الكثير .
إن قلوب اليمنيين عالية الخفقان في اتجاه السير بالبلاد إلى المستقبل الآمن اقتصاديا وسياسيا بفعل الشراكة الحقيقية بين الفرقاء بعيدا عن لغة الدم وأبجدية الموت.
إنه الربيع اليمني المختلف الذي جعل الجميع رجالا ونساء يقفون في طوابير الحضارة والممارسة السياسية الخلاقة؛ ليثبتوا للعالم أنهم أولو مجد وسؤدد وأن المستقبل يشرق في عيون أبنائهم أكثر بهاء وحكمة.
•كاتبة يمنية