المجدرة .. وجبة النساء بعد حمام «الحارة»

المجدرة .. وجبة النساء بعد حمام «الحارة»

مها محمد غسان (جدة)

كثيرة ومتعددة هي الأطباق الشعبية السورية، حيث تتميز ببساطة تركيبها وسرعة تحضيرها، وسهولة هضمها، فضلا عن غناها بالمواد الغذائية الضرورية لبناء الجسم.
وارتبطت معظم المأكولات الشعبية بالمحافظات والمدن السورية، وهذا ما يسهل على السائح معرفة أشهر المأكولات الشعبية، عند زيارته لهذه المدن.
ولكل مجتمع طعامه المميز، إذ طالما تميزت بلاد الشام عموما وسوريا خصوصا بمائدة متنوعة ولكل (أكلة) طقس وترتيب معين وبعضها يؤكل في أيام محددة. عادات الطعام رافقت السوريين في طقوس حياتهم اليومية، في البيت والعمل و(السيران)، كذلك في الكثير من مناسباتهم الاجتماعية، فالمجدرة الشامية من أشهر الأكلات البسيطة التي اشتهرت بها بلاد الشام (فلسطين والأردن وسورية). إلا أنها في سورية لها ترتيب معين ومن طقوس هذه (الأكلة) أن تحضر عندما تجتمع النسوة في الحمام فكانت نساء الحارة التي يوجد فيها الحمام يحضرنها بشكل جماعي ويذهبن مع بناتهن إلى الحمام، فهو تقليد دمشقي عريق للخروج من رتابة الأيام، إذ تعتبره النسوة نزهة للترويح عن النفس، وتغيير الأجواء العائلية.
تتشكل هذه الأكلة من البرغل؛ وهو عبارة عن قمح مسلوق ومجفف أو الرز، ومن العدس ويضاف إليها قليل من البصل المقلي بالزيت الزيتون الأصلي ليضفي نكهة مميزة على هذه الأكلة اللذيذة والبسيطة، ولكنها غنية بمكوناتها الغذائية لاحتوائها على البروتين والألياف والبصل وزيت الزيتون الغني بالبروتين أيضا. ويقدم إلى جانبها المخلل، كما لا بد من وجود صحن من السلطة المكونة من البندورة والخيار والبقدونس المفروم.