المتاجرة بالدم الفلسطيني

أنور ماجد عشقي

في شهر مايو من العام الماضي كنت في واشنطن وألقيت محاضرة مختصرة في (منظمة إيباك) حول السلام، وبعد المحاضرة سئلت عن حماس، فقلت بأنهم طيبون، ثم عقبت قائلا: كل إنسان لديه عنصران خير وشر، فإذا تعاملنا مع عنصر الخير كان طيباً، وإذا تعاملنا مع عنصر الشر كان سيئاً، فأنا تعاملت مع عنصر الخير لهذا أقول بأنهم طيبون.
واليوم تواجه معركة من نوع آخر إذ أن إيران تستخدم أتباعها في غزة لمعاقبة حماس عن طريق إحداث الفوضى وإغراء إسرائيل بقصف المدنيين.
فهي تأمر أتباعها بإرسال الصواريخ لإسرائيل لدفعها للرد على غزة وإحراج المنظمة، بينما إسرائيل استقبلت أكثر من 50 هجوماً طوال هذه الفترة لأنها كانت تتعامل معها على سبيل اختبار القبة الحديدية فتمكنت من إسقاط ما نسبته 90 % من الصواريخ، واكتشفت عدة ثغرات في الدفاع الإسرائيلي وأخذت تعمل على التغلب عليها، وإيران أيضاً كانت تراقب الدفاع الإسرائيلي وتتحرى نقاط الضعف فيه، وعندما حدثت مذبحة حمص عمدت إسرائيل إلى الهجوم في غارة جوية على القطاع وقتلت زهير القيسي رئيس لجان المقاومة الشعبية بدعوى أن لهذه المجموعة علاقة مع حزب الله وإيران.
أما منظمة الجهاد الإسلامي التي يعتقد أنها مدعومة من إيران فقد أطلقت 175 صاروخاً فيما أطلقت لجان المقاومة الشعبية 85 صاروخاً، ولهذا فإن إيران تحاول صرف النظر عما يجري بداخلها ومنحها الفرصة للنشاط النووي بتسخين الجبهة الإسرائيلية وأيضاً تخفيف الضغط على ممارسات السلطة السورية على أبناء شعبها.
ومع كل ذلك فإن إسرائيل لم تتمكن من تحديد موقفها هل تحمي نظام الأسد الذي أمن الجبهة الإسرائيلية؟ أم تترك الفرصة لإيران لتثبيت أقدامها بجوار إسرائيل، خصوصاً إذا تمكنت من تصنيع أنياب نووية، كما أنها تساير الربيع العربي وتتعامل مع الواقع الجديد.
لقد أصبح الوضع في غزة شديد التعقيد، فهل تبادر غزة إلى تحقيق السلام مع إسرائيل أم أنها تبقى معرضة لخطر الأعداء وكيد الأصدقاء؟