ما الفائدة من تغيير مديري المستشفيات وتدوير أماكنهم دون تغيير رؤساء الأقسام في تلك المستشفيات، ماذا ننتظر من رئيس قسم في مستشفى عام قابع على كرسيه لسنوات عديدة قد تصل أو تقترب من العشر سنوات، أليس في هذا احتكار لمنصب علمي طبي بحت مع وجود المؤهلين من الأطباء الاستشاريين، أليس في هذا أكبر نموذج وصيغة للفساد الإداري أم أننا نعتقد أن الفساد فقط يقف عند السرقة والاستغلال للكرسي والمنصب.
من الممكن أن نقبل بقاء رئيس قسم في تخصص طبي في مستشفى عام لسنوات طويلة وذلك لعدم وجود غيره من المؤهلين من أبناء الوطن أو لأنه الأجدر والأكفأ علمياً لكن أن يكون هناك من هو أجدَر وأكفأ وأكثر تأهيلاً إدارياً وعلمياً ويظل هؤلاء الصغار علمياً يتناوبون فيما بينهم في حركة تدويرية فتلك مصيبة والسكوت عنها مصيبة أكبر لأننا ببساطة نتحدث عن موضوع يمس أجساد وأرواح الناس ومن أحق وأولى أن يكون عليها رقيب ومسؤول ولا يجب هنا أن تكون الواسطات والمجاملات هي الأساس في شغل هذه الوظائف الحساسة.
إدارة الأقسام في المستشفيات إدارة علمية طبية قبل أن تكون إدارية والمديرون فيها مسؤولون عن الأطباء بكافة درجاتهم العلمية لذلك يجب أن يكون هذا الطبيب الرئيس للقسم الطبي هو الأكثر والأقوى علماً وتأهيلاً فلا يمكن لطبيب مقيم أو أخصائي أن يدير كوكبة من الاستشاريين في قسم ما في مستشفى وهو من يوصي أو من أهم وظائفه الترقية الإدارية والعلمية لهؤلاء الاستشاريين الأكبر منه علماً، ولا يمكن وجود هذا التناقض في كيان يحترم الناس والأطباء العاملين فيه.
نتمنى من مديري المستشفيات الاهتمام بالأقسام الطبية والعمل على تجديد الدماء فيها فهي خط المواجهة الأول والأخير مع المرضى وكل النجاحات والإخفاقات تبدأ وتنتهي بها، ومن اللامهنية أن يمر على مستشفى ثلاثة أو أربعة مديرين خلال ثماني أو حتى عشر سنوات ويظل رئيس قسم في هذا المستشفى على كرسيه وكأنه مخترعه ولو كان جديرا بهذا الكرسي لما قبل البقاء عليه طوال تلك السنوات العجاف وهو يدير من هو أعلم وأكبر وأقدر منه وسوف أضرب في هذا الباب الأمثلة .. والله المستعان.
Y.SALAMAH@HOTMAIL.COM


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة