عكاظ ينمي مواهبه في «سطوح» ويحلم بالممتاز

يسكن في «فيلا» وتدريباته في الحدائق

عكاظ ينمي مواهبه في «سطوح» ويحلم بالممتاز

عبدالله الثبيتي (مكة المكرمة)

تعتبر أندية المناطق معصرة للأندية الكبيرة، فهي دائما تكون حاضنة للكثير من المواهب في شتى الألعاب تقوم باستقطابها من الحواري والمدارس، وعندما تنموا الموهبة، وتكتسب كل الأدوات تقوم الأندية الكبيرة بخطفها لذلك ظلت تلك الأندية مكانها تراوح وتعاني الأمرين من رحيل مواهبها، وقلة الدعم والإمكانيات وتجاهل أهل المنطقة لدور هذه الأندية التي تخرج من ردهات مبانيها الشامخة مواهب وصلت إلى المنتخبات الوطنية بعد أن صفقت لها مدرجات الأندية الكبيرة. والشواهد على ذلك كثيرة فالموهبة لا تستمر في ناد يعاني الفقر في كل شيء، وهذا الأمر لا يخفى على الجميع ولكن المتمعن في شؤون هذه الأندية عن قرب يصدم من حجم معاناتها.
«عكاظ» اليوم حطت رحالها في نادي عكاظ في الطائف الذي يعد أول ناد في المصيف فبعد أن كان ناديا مشهورا بإقامة الدورات الرمضانية والصيفية واستقطاب اللاعبين من الأندية الكبيرة لإحياء تلك الدورات، وإسعاد مرتادي الطائف أصبح اليوم أسير (فيلا) أقل ما يقال عنها فيلا 5 نجوم لا توجد فيها ملاعب بعكس المقر السابق الذي يوجد فيه ملعب ترابي يسد حاجة كرة القدم. فلم يعد يستطيع ينظم أية دورة أو نشاط رياضي جماعي فقد حقق هذا النادي هذا العام بطولة الخليج في سلاح المبارزة، و حقق أيضا فريق الملاكمة بطولة المملكة، وحصول لعبتي الطائرة واليد على بطاقتي الصعود للأولى من دون مقر يجهز هذه الفرق. ويلخص رئيس النادي سعيد ربحي معاناة ناديه أنها ليست وليدة اليوم فقد ظل عكاظ يمر بأزمات الملاعب والدعم المادي فقد كان المقر قبل عدة سنوات أفضل نوعا ما من هذه الفيلا الحالية. حيث توجد في المقر السابق ــ الذي ظل فيه النادي أكثر من عشرين عاما وهو بالإيجار ــ مساحات قمنا بتأسيس صالات رياضية لكرة الطائرة والسلة وسلاح المبارزة والملاكمة، وملعب ترابي ولكن صاحب المبنى قبل أربع سنوات رفض التجديد، وقمنا ببحث شامل من أجل إيجاد مقر ملائم لظروفنا فلم نجد سوى فيلا في حي شهار ليس فيها مساحات سوى السطح استغل للنشاط الثقافي والاجتماعي.
معاناة التمارين
ويشير ربحي إلى أن (أم المصائب) التي تواجه إدارته تكمن في توفير الملاعب لفرق النادي المختلفة حيث نقوم بنصب أدوات الملاكمة في ممر خرساني داخلها والتسخين والإحماء في الحديقة المجاورة لمقر النادي أما الألعاب الجماعية الأخرى فلكرة القدم هناك ثلاثة أيام على ملعب مدينة الملك فهد في الحوية وبقية الأسبوع في ملعب مستأجر كما هو الحال ينطبق على الألعاب الأخرى مثل الطائرة واليد.
تجاهل الأهالي
وعن مصادر الدخل بين ربحي أنه لا توجد أية مداخيل مالية لخزينة النادي سوى الإعانة السنوية من رعاية الشباب وهى أقل من 150ألف ريال يذهب منها (40) ألف ريال إيجار للمقر، والبقية رواتب ومصروفات لفرق النادي، وقد سئمت عبر السنوات التي قضيتها في النادي من (شحاذة) الأهالي الذين يتجاهلون دعم رياضة الطائف، رغم أننا طرقنا أبوابهم مرات عديدة فلم نجد أي تعاون، رغم أن هناك أشخاصا ميسورون ولكن ثقافة الدعم للرياضة غائبة نهائيا فليس لدينا أية مصادر دخل وليس لدينا أيضا رصيد مالي لكي نستثمره في مشاريع تجارية تجلب لنا دخلا ماليا ثابتا في نهاية كل عام.
تعمير الأرض
ويرى ربحي أن حل مشاكل ناديه المتمثلة في الإمكانيات العامة، والاستثمار تكمن في المسارعة في تعمير أرض النادي الواقعة في حي الحلقة حيث استطاع النادي عبر سنوات نضاله من أجل أن يبقى في الحياة الرياضية وبجهود من محافظ الطائف فهد بن معمر، وأمين بلدية الطائف المهندس محمد المخرج الحصول على قطعة أرض باسمه ولدينا صك استحكام وقد صدرت الموافقة على إنشاء مقر للنادي ولكن مع الأسف الشديد المقاول لم يبدأ حتى هذه اللحظة حيث كان من المفروض أن يبدأ قبل ثلاثة أشهر ففي حالة الانتهاء من المقر سوف تحل معضلة التمارين، وهذا يغنينا عن دفع مصاريف الإيجار والسكن ومقر الإدارة لأنه كما ترى هذا المقر للمكاتب وكذلك سوف نستثمر جزءا من بعض المساحات وإقامة الدورات الرياضية ويكون عكاظ حاضنا لكافة شرائح المجتمع في الطائف ونكون قادرين على تحقيق الأحلام المنتظرة أن تصل ألعاب النادي إلى فرق الممتاز.
الفكاهة في السطوح
يحتضن سطح النادي فرقة النشاط الاجتماعي والثقافي حيث يقومون بمزاولة مواهبهم المختلفة من تقليد الأصوات والغناء والألعاب الشعبية وتبادل القصص والروايات، ووضع برامج لزيارات المستشفيات من أجل الترفيه عن المرضى كما يصف عبد الرحمن الشهري المشرف على النشاط الثقافي والاجتماعي بنادي عكاظ فيقول: كما ترى نفرش السجاد في السطوح، ونستقطب الشباب الموهوب في هذا المجال من تقليد أصوات وغناء وأعمال كوميدية فنحن هنا ننمي طاقات الشباب رغم أنه لا يوجد مسرح أو قاعة تحتوي هذه المواهب ويضيف الشهري بأنهم يقومون بزيارات لمقر الأيتام والصحة النفسية ومقر كبار السن ودار الملاحظة من أجل تقديم أعمال ترفيهية تساهم في إدخال السعادة لقلوبهم.