الأممية في اليمن

هدى أبلان

يعد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة واحدا من أفضل القدرات الدولية التي استطاعت نزع الكثير من الألغام في طريق اليمنيين، والحفاظ على روح وإشراقات المبادرة الخليجية، والقرار الأممي 2014، بل أصبح يحتل شعبيا مساحة ود واحترام في قلوب أبناء اليمن، وبين جميع الأطراف السياسية والعسكرية لما مثله من حضور نوعي في قلب الأحداث العاصفة، وتأهب أخلاقي لمنع أية كارثة يمكن أن تحل باليمن عسكريا وسياسيا.
لذلك اعتدنا على نجاح زياراته ولقاءاته بكل الأطراف، وقدرته على إيجاد المخارج الآمنة والسلسة لأحداث وتوقعات الرعب اليومي في بلادنا.
وهناك ثقة شعبية مطلقة في ثقافة ابن عمر واستنادها إلى إرث اليمنيين وحضارتهم لاستخراج الممكن من روح الوفاق والتسامح بين جميع الأطراف، وطي صفحة الماضي القريب بكل آلامها والبدء في بناء دولة حقيقية على مختلف المستويات أهمها دعم الرئيس التوافقي المنتخب، وتنفيذ قراراته وإطفاء منابع النفوذ المختلفة ليكون هناك نفوذ واحد هو اليمن القادر على حماية خياراته السياسية، وخدمات مواطنيه من أيدي العابثين وتحجيم القلاقل وإحداث التنمية المنشودة .
سيدخل ابن عمر التاريخ من أوسع أبوابه لقدرته على التلويح بسياسة العصا والجزرة في فهم واضح لطبيعة الأطراف السياسية التي اختلفت بعد أن أشبعت البلاد إنهاكا وعبثا. والمطلوب اليوم أن يكون هناك حرص على تنفيذ رؤية متوازنة لا تعيدنا إلى مربع العنف واحتمالات المجهول، ولاتعمل على تقوية طرف على آخر، بل نزع المخالب التي يملكها الجميع من أجل المستقبل فقط.