الضربات الأمريكية على القاعدة تنفذ بدون أذني وورثت خزينة فارغة

مؤكدا أن الملك عبدالله الداعم الرئيسي لاستقرار اليمن .. باسندوة لـ عكاظ :

الضربات الأمريكية على القاعدة تنفذ بدون أذني وورثت خزينة فارغة

فهيم الحامد موفد «عكاظ» إلى اليمن

اليمن الذي زرته قبل عدة أيام ليس اليمن التي رزته في ذورة ثورة شباب الساحات.. الثورة أصبحت شبه منتهية في اليمن الجديد.. تداعيات وإشكاليات مابعد الثورة ظهرت إلى السطح.. المبادرة الخليجية متعثرة.. الوضع الاقتصادي مترهل.. القاعدة تقوى وتتمدد.. القبيلة مازالت مؤثرة.. الوضع الأمني شائك.. والشيء الوحيد الذي تحقق هو رحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح.. ماهي التحولات التي شهدها اليمن منذ رحيل النظام، وإلى أين يتجه المشهد السياسي والأمني في اليمن وأسئلة كثيرة سنجيب عليها بالحوار والتحليل والرصد الميداني في سلسلة حلقات تغوص في أعماق اليمن الجديد.. وفي الحلقة الأولى تحدثنا مع رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة الذي نوه بداية بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحرصه على أمن واليمن واستقراره. وقال باسندوة في حوار مطول أجرته «عكاظ» بمقر رئاسة الوزراء في صنعاء إن اختطاف الدبلوماسي السعودي الخالدي من قبل القاعدة لن يؤثر على العلاقات مابين البلدين.
وأوضح أن اليمن يعول كثيرا على دور المملكة للقضاء على القاعدة وإنجاح اجتماع أصدقاء اليمن الذي سيعقد في الرياض نهاية الشهر الجاري. وإلى نص الحوار:

• بداية كيف تنظرون لموقف خادم الحرمين الشريفين إزاء تعزيز الأمن في اليمن، ورؤيتكم لمستقبل العلاقات بين البلدين؟
• بداية أحيي خادم الحرمين الشريفين، الداعم الرئيسي لاستقرار اليمن،والذي تلمست منه الحرص الشديد على مستقبل بلادنا. وإنني على يقين أنه في ظل وجود القيادة السعودية واليمنية الحكيمتين، فإن العلاقات بين الرياض وصنعاء ستشهد مزيدا من التقارب والنماء، فعلاقتنا بالمملكة أزلية مبنية على الأخوة والمصير المشترك.
وأؤكد لكم أن اليمنيين بكل توجهاتهم يستشعرون في شخص خادم الحرمين الشريفين، كأب لكل اليمنيين ولقد تجسد ذلك من خلال تصريحاته وإصراره على ضرورة تنفيذ المبادرة الخليجية، وإخراج اليمن من واقعه المؤلم، ولديهم ثقة عالية أن المعوقات التي يواجهها اليمنيون ستزول عما قريب، مع استمرار دعم القيادة السعودية وحرصها على إخراج اليمن من دائرة الصراعات والتشتت وبراكين الفكر الضال، واستمرار تعزيز مشاريع التنمية في اليمن، فالشعب اليمني حريص على مقابلة الوفاء بالوفاء لبلده الثاني المملكة.
الابتزاز مرفوض
• إلى أين وصلت جهود الحكومة لإطلاق الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي المختطف لدى القاعدة؟
• في الحقيقة أن الحكومة اليمنية ومنذ اختطاف الخالدي تقوم بحشد كل الجهود الممكنة لإطلاق سراحه، وقمت بتوجيه الأجهزة الأمنية لمتابعة الخاطفين وتحديد مكان الخالدي وسرعة الإفراج عنه، لأننا نشعر بحرج كبير أمام المملكة إزاء هذه الحادثة الجبانة التي قامت بتنفيذها عناصر القاعدة، لتخريب العلاقات مع الرياض، حيث أنها وضعت بلادي في موقف صعب، وللأسف أن تنظيم القاعدة استغل الظروف التي تمر بها اليمن، وقام بهذا العمل الابتزازي الجبان، لكننا واثقون أننا سننجح سريعا في تحريره في أقرب وقت ممكن.
• لكن القاعدة تبتز المملكة مقابل الإفراج عنه، ما هو تعلقيكم؟
• نحن نرفض سياسة الابتزاز بكل أشكالها تماما كون العملية التي قامت به القاعدة إجرامية وإرهابية بحق فرد من أفراد الشعب السعودي الذي كان يعمل لدعم تعزيز العلاقات. واعتقد أن البطء في تنفيذ المبادرة الخليجية سيشجع تنظيم القاعدة على الاستمرار في سياستها الابتزازية.
• ماذا تقصدون باستمرار الابتزاز وعلاقته بتنفيذ المبادرة الخليجية؟
• ارجو أن لا تسيء فهمي، وأقصد أن تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآلياتها بشكل كامل، سيفشل مخططات تنظيم القاعدة، وسيقضي على ثقافة الإرهاب والأفكار الدخيلة على مجتمعنا سواء كانت في مجال التخريب أو الاختطاف والابتزاز، وكما قلت أن تنظيم القاعدة استغل الظروف التي مر بها اليمن خلال الفترة العام الماضي، وتمكن من السيطرة على بعض المدن في أبين، ولعلكم تسمعون عن الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة في أبراج الكهرباء، وكذلك أنابيب النفط بشكل دوري جراء الاعتداءات المتكررة عليها من قبل القاعدة.
ولا أخفيك أن أنابيب النفط متوقفة منذ عدة أشهر بسبب تفجيرها من قبل القاعدة، ونحن نخسر يوميا خمسة عشر مليون دولار نتيجة توقف تدفق النفط. وهناك إصرار لدى البعض على إفشال جهود الحكومة والرئيس هادي.
نعول على اجتماع الرياض
• تحتضن المملكة اجتماع أصدقاء اليمن نهاية الشهر الحالي، ما الأهمية التي يكتسبها الاجتماع، وكيف يمكن أن ينعكس إيجابيا على دعم الاقتصاد والتنمية في اليمن؟
• في الحقيقة نحن في اليمن نعقد آمالا كبيرة على اجتماع المانحين الذي سيعقد في الرياض نهاية الشهر، ونتطلع لمساعدة الأشقاء والأصدقاء لتتويجه بالنجاح في دعم اليمن اقتصاديا في هذه الظروف الصعبة، إذا أرادوا لليمن أن يخرج من هذا المأزق.
الخزينة فارغة
• ما هي الاحتياجات الملحة في الوقت الحاضر برأيكم؟
• الاحتياجات كثيرة ومتعددة، كون التركة التي ورثتها الحكومة ثقيلة جدا وكبيرة فالخزينة العامة تعاني من العجز، والوضع الاقتصادي يوشك على الانهيار، والخدمات متعثرة إلى جانب ما يعانيه الشعب من فقر مدقع جراء البطالة المتفشية إضافة إلى أن الوضع الأمني المتردي في بعض المناطق ومنها في محافظة أبين حيث تخوض الدولة معارك ضارية ضد تنظيم القاعدة.
واعتقد أنكم شاهدتم بأنفسكم خلال زيارتكم للودر الوضع الميداني ورأيتم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها القاعدة وهذا يدل على أن الدولة لديها جدية كبيرة في محاربة هذا التنظيم الإرهابي.
• هل تقصدون أن الجدية لم تتوفر في العهد السابق؟
• لا أريد أن أدخل في تفاصيل الماضي، المهم أن الحكومة تعمل الآن بجدية كبيرة لاجتثاث القاعدة، وللأسف هناك من يتمنى للدولة أن تفشل في محاربة القاعدة التي يعرف الجميع خلفيات إنشائها ولمن تتبع، ولا يحتاج ذلك للتفصيل، فنحن نريد يمنا مزدهرا ومستقرا وآمنا يعيش فيه الجميع، لكن للأسف الشديد هناك من يريد غير ذلك.
هناك من يتعاون من القاعدة
• هناك من يقول إن لتنظيم القاعدة مصالح مع المؤسسات الحزبية والسياسية والقبلية ماهو تعليقكم؟
• لا استطيع أن أجزم بذلك، لأنني لست ملما كل الإلمام بوضع القاعدة. ولكنني أعرف أن هناك من يتعاون مع القاعدة لسبب أو لآخر وكل واحد له دوافعه وأبعاده، والذي استطيع أن أؤكده أن اليمن لن يصبح مأوى أو منطلقا لأي تنظيم إرهابي.
سنقهر القاعدة
• ولكن هناك تخوف من أن يصبح اليمن وزيرستان المنطقة؟
• أعتقد أن هذا التخوف غير صحيح ومبالغ فيه ولن يحدث، ولكن أريد أن أؤكد أيضا بكل وضوح وشفافية أن اليمن بحاجة إلى مساعدة دول المنطقة بالدرجة الأولى والمجتمع الدولي فالمهمة كبيرة ولا يمكن الاضطلاع بها بمفردنا بهذه المهمة مالم نجد العون والدعم من الأشقاء وكل ما نقوم به في الوقت الراهن في إطار الإمكانيات المتاحة والتي تعتبر ضعيفة جدا.
لا تدخل أمريكي
• هل هذا يعني أنكم تطالبون بمزيد من الضربات الجوية الأمريكية على مواقع القاعدة في أبين؟
• دعني أكون واضحا معكم، نحن لم نطالب بتنفيذ أي ضربات جوية أمريكية ضد تنظيم القاعدة في اليمن أو أي تدخل أمريكي في الشؤون اليمنية في محاربة الإرهاب، ونحن قادرون على مواجهة تنظيم القاعدة لوحدنا بدون الحاجة لأي ضربات أمريكية.
• إذا كيف تتم الضربات الجوية الأمريكية بطائرات دون طيار وهل قرار توجيه الضربات هو أحادي من الجانب الأمريكي؟
• ارجو أن يكون واضحا للجميع، أنني لم أعط أي إذن لتنفيذ ضربات جوية أمريكية على مواقع تنظيم القاعدة في اليمن، ولم أسأل أساسا عن هذه الضربات.
• تقصدون أن الدولة قادرة على مواجهة القاعدة ؟
ــ نعم الدولة قادرة على ذلك وخاصة إذا تمت إعادة هيكلة الجيش ولدينا من القوة والقدرة على مواجهة القاعدة أو أي هجوم خارجي.
الحوار بحاجة لوقت
• لا شك أنكم قطعتم شوطا كبيرا في تحقيق مطالب الثوار، إلا أن هناك من يحاول التقليل من هذه النجاحات، كيف تقيمون المرحلة الماضية وتحديات المرحلة القادمة وخاصة مع بدء التحضير للحوار الوطني الذي يواجه أيضا معوقات لإطلاقه؟
• هذا صحيح .. حتى الآن لم يلتئم مؤتمر الحوار الشامل ولا بد من بذل جهود كبيرة جدا لإطلاقه، لأنه هناك قضايا كثيرة ومتشعبة، فكل طرف له قضيته الخاصة. وأعتقد أنه يجب أن يتم الالتفاف حول القضايا المشتركة، وتم تشكيل لجنة للتواصل مع ساحات الاعتصامات وفقا للآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة الخليجية، ولدينا شعور بأننا سنواجه متاعب ولا أستطيع القول إن هذه الصعاب ستحل في أسبوع أو أسبوعين، ونحن بحاجة للوقت، لأن التركة كبيرة وثقيلة وعلى الجميع أن يغلبوا العقل على العاطفة.
وكما تعلمون أنني قبلت بتمرير قانون الحصانة أمام مجلس النواب وبكيت يومها وكان كل هدفي هو تجنيب اليمن حربا أهلية وصيانة الدم اليمني، وكنت ولا زلت حريصا أن لا يحدث في اليمن ما يدور في سوريا وما حدث في ليبيا.
• إلى أين وصلت جهودكم مع الرئيس هادي فيما يتعلق بإعادة هيكلة الجيش بعد القرارات الجريئة التي اتخذها خاصة، وأنه مازال هناك بعض القيادات العسكرية والمحسوبة على النظام السابق موجودة في مواقعها؟
•في الحقيقة أن رئيس الجمهورية هادي شخصية تتحلى بالحكمة والعقل ولن يتراجع عن القرارات العسكرية التي صدرت مؤخرا لأنها قرارات صادرة عن شرعية دستورية، ونحن نعمل بهدوء ونتحلى بالصبر من أجل تجنيب اليمن المشاكل، لكن في النهاية للصبر حدود، ونأمل أن يهتدي الآخرين وأن لا يسيئوا تفسير صبرنا.
مؤسسة عسكرية لوطن
• هل هذا يعني ضرورة مغادرة بعض الرموز في الجيش مطلوب لكي تصبح المؤسسة العسكرية ذات سيادة واستقلالية؟
ــ• نحن نرى أنه يجب أن تتوحد المؤسسة العسكرية والأمنية في إطار احترافي لخدمة الوطن لا الأشخاص، وإذا لم يحدث هذا فلن تكون هناك دولة في اليمن، لأن من أهم مقومات أي دولة وجود جيش موحد يدافع عن الوطن وليس الأفراد.
• تقصدون أنكم تؤيدون إخراج الجيش اليمني من «المؤسسة العائلية» إلى الاحترافية العسكرية؟
• بالتاكيد نعم.. هذا هو هدفنا، بحيث يكون الجيش مؤسسة وطنية ملكا للوطن وليس ملكا لعبدربه منصور هادي أو باسندوة فقط، أو لآخرين.
• في خطاباتكم السابقة طالبتم بموقف دولي ضد من يعرقل المبادرة الخليجية والجهة التي تقف وراء ذلك؟
• في الواقع هناك من يريد عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية وهناك من هو متضرر ومستفيد من المرحلة الماضية، فكفى عرقلة وكفى محسوبيات والشعب لن يصبر أكثر مما صبر في الماضي ونحن على ثقة أنه سينتصر في النهاية لأن المجتمع الدولي مع الشعب وفي مقدمتها المملكة.
لا نملك حق إخلاء الساحات
• الشباب في الساحات لا يزالون متمسكين بمطالبهم رغم التسريبات عن اتفاق وشيك لمغادرتهم هل من ضمن مهام لجنة الحوار إقناعهم بمغادرة الساحات؟
• هذا ليس من حقنا ولا نفكر بذلك أبدا ونحترم حقهم في الاحتجاج والاعتصام السلمي والبقاء إلى أن يقتنعوا أنه تم تلبية مطالبهم لكي ينهوا الاعتصامات.
• الشباب وضعوا عشرين شرطا لإخلاء الساحات مع أنكم وجهتم اللجنة بأن يكون الحوار معهم غير مشروط، كيف تتعاملون مع مثل تلك الاشتراطات؟
• اللجنة الوزارية للحوار هي التي تسببت في الموضوع وما هو محل إجماع سنقبل به وما هو عليه خلاف يجب أن نتحاور حوله.
الوطن فوق القبيلة
• كيف تتعامل حكومتكم مع تأثير القبيلة على مراكز صناعة القرار؟
• نحن لسنا ضد القبيلة ولكن يجب أن يتغلب الانتماء الوطني على كل الانتماءات الضيقة سواء كانت قبلية أو حزبية أو مناطقية أو شطرية.
• هل تؤيدون انتقال القبيلة إلى العمل السياسي والحزبي؟
• نعم نؤيد ذلك، ولكن هذا لا يعني أن ننكر الانتماء إلى القبيلة ومن حق أي شخص الانتماء للقبيلة ولكن يجب أن يسود الانتماء الوطني على القبلي ونعتز بكوننا يمنيين عربيين ومسلمين ولا يعني أن ننتمي إلى قبيلة «فلان أو علان» ونعود إلى العصبية القبلية، حتى لا نبقي المنتمين للقبيلة في مثلث القرار، ومن لا ينتمي لها يبقى يغرد خارج السرب.
نؤيد مجلس التضامن
• سمعنا أن مجلس التضامن سيتحول إلى حزب سياسي هل تؤيدون ذلك؟
• من حقه تشكيل الحزب، ومن لديه القدرة أن يشكل حزبا فأهلا وسهلا به في الساحة السياسية.
• ما هي رسالتكم للجالية اليمينة في المملكة؟
ــ أحييهم من أعماق قلبي وأتمنى لهم كل الخير وأدعوهم إلى أن يسهموا في تعزيز العلاقات بين المملكة اليمن لأن المملكة هي وطنهم الثاني، وأمل أن يكون لهم دور كبير في المستقبل من خلال الاستثمار في وطنهم والحرص على مصلحة بلديهم اليمن والمملكة لأن وطنك حيث ترزق.
باسندوة .. يبكي .. يكنس الشوارع .. ولا يتجمل

«أرفض ركوب السيارات الحكومية الفارهة، وأدفع مبالغ الحفلات على حسابي وأريد الخروج إلى المول دون حراس، وبكائي في البرلمان ليس على نفسي وإنما على وطني وشعبي الذي يتكبد ويعاني ويعيش بتكلفة أقل من دولارين» تلك هي كلمات باسندوة رئيس الوزراء اليمني البسيط والتي كان اليمنيون يتمنون أن يسمعوها من رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا في الحكم، غير أن باسندوة قالها وبكل صراحة وبعيدا عن المجالات. باسندوة يبكي ويكنس شوراع العاصمة ولا يتجمل؟ رغم أن باسندوة بلغ من العمر عتيا (70 عاما) إلا أنه مازال يكافح من أجل الوطن ويحاول جاهدا لإنهاء تداعيات الماضي والصراعات السياسية والعسكرية والقبلية التي مازالت تلقي بظلالها على الدولة. عاش باسندوة منذ طفولته على وقع المعاناة والأزمات المتواصلة فلقد اعتقله الاحتلال البريطاني وهو في الـ30 من عمره وأبعد عن اليمن.
تولى عددا من الوزارات منها وزير الشؤون الاجتماعية والعمل والشباب، وعمل مستشارا سياسيا ووزير دولة، وزيرا للإعلام والخارجية، ومندوبا دائم الدى الأمم المتحدة.
باسندوة مشغول حاليا بالمواطن العادي حيث جعل باب مكتبه مفتوحا ويرد على جواله مباشرة، أمام كل من لديه قضية بعد سنوات عجاف لم يعرف احد طريق مجلس الوزراء ومن أي الأبواب يدخلونه.
باسندوا الذي تجده ماراً في الشارع بسيارته الخاصة الذي يقودها سائقه الذي ألفه كل يوم وحارسه الوحيد الذي ظل معه منذ فترة بدى متضايقا من الوضع في اليمن والعراقيل التي توضع أمامه تطلعاته لبناء دولة مدنية.
لقد كان الحديث والسلام على رئيس الوزراء أو التقاط صورة إلى جانبه من المستحيلات لكنه وعقب ثورة 2011م أصبح كل شيء ممكن فرئيس الوزراء فتح مكتبه وبيته لاستقبال اليمنيين والاستماع لأي مقترحات أو شكاوي منهم.
باسندوة الرجل المتقشف والمتواضع تشعر عندما يتحدث إليك قوة العزيمة والحرقة على وطنه .. يقول «لست بحاجة إلى مناصب عليا ولا مال، والحمد لله حققت كل ما أريد، وأرغب أن أنهي ماتبقى لي من فتره في هذا المنصب بكرامة واخدم وطني».
ويقول صاحب بوفية في شارع جمال الذي يقع بالقرب من رئاسة الوزارء ومنزله أنه أصبح يحب باسندوة أكثر من أبنائه لتواضع الكبير فكل يوم يمر أمام محله ويلقي عليه السلام.