في بيوت العنكبوت
الأحد / 15 / جمادى الآخرة / 1433 هـ الاحد 06 مايو 2012 20:14
منى أبو زيد
كيف تعرف أنك أمام موظف حكومي؟! .. حينما تقف أمامه فيقطب في وجهك وكأنهم أيقظوه من النوم كي يطفئ حريقا، فضلا عن «لغة العيون» التي تنذر بسوء العاقبة، وعروض المماطلة والتسويف، ثم تنحية أوراقك جانبا، والانشغال بمعاملات يجلس أصحابها للثرثرة واحتساء الشاي في مكاتب السادة المديرين ..!
كيف تعرف أنك تقف في طابور محلي ؟! .. الواقفون يتململون وكأنهم ذاهبون إلى المقصلة، الصفوف العشوائية، الوجوه العابسة، لغة الحوار العدائية والشجارات المفاجئة لأسباب تافهة .. تلك هي الصورة النمطية لوحدة الصف العربي، من طوابير المعاملات الحكومية إلى صفوف البوفيه! .. لذا علينا أن نفكر أولا قبل أن نغضب جدا عندما يصفنا آخرون بأننا شعوب عشوائية لا تحترم الطوابير ..!
في اليابان مثلا يعملون بالحكمة القائلة «أن تسافر جيدا خير من أن تصل»، حتى الزلزال الأخير الذي اعتبر الأكثر عنفا خلال قرن من الزمان لم يحدث تغييرا يذكر في صرامة وانضباط الطابور الياباني .. وفي بريطانيا حينما أجروا بحثا بشأن انخفاض معدلات الصبر في سلوك المواطنين، دللت النتائج على ذلك بلجوء معظم البريطانيين إلى التسوق ليلا، أو دفع الفواتير عبر شبكة الإنترنت..!
وعندما خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوما لتناول شطيرة هامبورجر في مطعم شعبي، ركزت الصحف العالمية على مظهر البساطة الذي سوقت له صورة رئيس البلاد وهو يتناول الغداء في «مطعم شعبي» بينما انشغل الإعلام العربي الذي تعمل قوانين الطوابير في بلاده بنظام بيوت العنكبوت (تمسك بالذباب الصغير وتسمح للدبابير بالمرور!) بوقوف فخامة الرئيس الأمريكي ـ بنفسه ـ في طابور هامبورجر..!
احترام الطوابير ليس ترفا سلوكيا، بل دلالة تحضر دامغة، لذلك تبقى العلاقة بين دقتها وانتظامها وتطور المجتمعات طردية .. ولكن كيف للشعوب العربية أن تطالب بسيادة «حكم الطابور» إذا كان أغلب الذين يخرقون أنظمة صفوفها هم كبار المسؤولين عن انضباطها ..؟!
munaabuzaid2@gmail.com
كيف تعرف أنك تقف في طابور محلي ؟! .. الواقفون يتململون وكأنهم ذاهبون إلى المقصلة، الصفوف العشوائية، الوجوه العابسة، لغة الحوار العدائية والشجارات المفاجئة لأسباب تافهة .. تلك هي الصورة النمطية لوحدة الصف العربي، من طوابير المعاملات الحكومية إلى صفوف البوفيه! .. لذا علينا أن نفكر أولا قبل أن نغضب جدا عندما يصفنا آخرون بأننا شعوب عشوائية لا تحترم الطوابير ..!
في اليابان مثلا يعملون بالحكمة القائلة «أن تسافر جيدا خير من أن تصل»، حتى الزلزال الأخير الذي اعتبر الأكثر عنفا خلال قرن من الزمان لم يحدث تغييرا يذكر في صرامة وانضباط الطابور الياباني .. وفي بريطانيا حينما أجروا بحثا بشأن انخفاض معدلات الصبر في سلوك المواطنين، دللت النتائج على ذلك بلجوء معظم البريطانيين إلى التسوق ليلا، أو دفع الفواتير عبر شبكة الإنترنت..!
وعندما خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوما لتناول شطيرة هامبورجر في مطعم شعبي، ركزت الصحف العالمية على مظهر البساطة الذي سوقت له صورة رئيس البلاد وهو يتناول الغداء في «مطعم شعبي» بينما انشغل الإعلام العربي الذي تعمل قوانين الطوابير في بلاده بنظام بيوت العنكبوت (تمسك بالذباب الصغير وتسمح للدبابير بالمرور!) بوقوف فخامة الرئيس الأمريكي ـ بنفسه ـ في طابور هامبورجر..!
احترام الطوابير ليس ترفا سلوكيا، بل دلالة تحضر دامغة، لذلك تبقى العلاقة بين دقتها وانتظامها وتطور المجتمعات طردية .. ولكن كيف للشعوب العربية أن تطالب بسيادة «حكم الطابور» إذا كان أغلب الذين يخرقون أنظمة صفوفها هم كبار المسؤولين عن انضباطها ..؟!
munaabuzaid2@gmail.com