فريقان وبينهما مناكير !

مشعل الفوازي

مقطع مصور لفتاة تتناقش مع أفراد من جهة حكومية في مكان عام حول موضوع أقل ما يقال عنه أنه غير جدير بالاهتمام، وعلى الرغم من عدم هذه الأهمية فإن المقطع انتشر في كل مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح حديث الكثير من الناس بين شارح ومحلل ومفسر ومؤول ومتحدث عن الأسباب والنتائج والمآلات.
ترى ما الذي جعل هذا النقاش العادي يتحول إلى قضية ساعة تشغل قطاعا كبيرا من الناس في وقت تبدو به القضايا الشاغلة أكثر من أن يتحملها الإنسان السوي ؟
في رأيي أن القضية لم تكن لتأخذ هذا الحيز من الأهمية لولا حالة الاحتقان السائدة بين فريقين يرغب كل منهما في أن يسدد الكرة باتجاه مرمى الخصم كلما سنحت له الفرصة.
الفتاة التي قامت بتسجيل نقاشها مع أعضاء الهيئة وتوثيقه بالصوت والصورة على الرغم من أنها كانت الأعلى صوتا والأحد لغة والأكثر انفعالا لم تكن لتقوم بذلك ــ أعني التوثيق ــ لولا تأكدها من وجود من سيتبنى قضيتها ويطير بها ويستخدمها في صراع النفوذ مع الطرف الآخر..
الطرف الآخر الذي سيجد من يتطوع للدفاع عنه في كل الأحوال بصرف النظر عن صحة موقفه من عدمه ويعتبر أن مجرد الحديث عن أفراده يعتبر ضربا من المؤامرة المنظمة عليه..
في كل بلدان العالم تتعدد الأطياف والتوجهات وتبعا لذلك تحدث الكثير من المناكفات والسجالات بينها لكن الإيجابية والنضج الثقافي تقاس بحسب عمق هذه القضايا وفي عائديتها على رجل الشارع ابتداء والوطن بشكل عام، أما عندما تكون ساحة المتنافسين ضيقة واهتماماتهم هامشية وتكون مبادئهم ميكافيلية فمن الطبيعي أن تشكل قضية
( المناكير) مرحلة مفصلية وخطرة في تعاطيهم مع قضايا الوطن.
mmmf05042@gmail.com