جريمة الأسد والصمت الدولي

لا يوجد مخطط سياسي طويل الأجل لأي دولة عندما تتعلق بنود تنفيذه بسياسات دول أخرى، وحتى إن وجد يكون مبنيا على عدة احتمالات قابلة للتغيير حسب التقلبات السياسية لتلك الدول.
الشعوب أحد البنود ولكنها خيار أخير غير مستحب، وفي المشهد السوري بات خيارا حتميا لسياسة غربية حان تنفيذها وسيدفع الشعب السوري ثمنها باهظا.
فالتقارب السوري الإيراني وزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة لإيران والتي تم على إثرها توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين لم تعجب الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وهي التي أتت مباشرة بعد استهداف سلاح الجو الإسرائيلي مواقع سورية قالوا إنها مبان لمحطة نووية، سعت الحكومة السورية من خلالها لبناء سلاح نووي يهدد الاستقرار الصهيوني في المنطقة. ناهيك عن الموقف السوري الذي يتبنى الجناح العسكري لمنظمة حزب الله المصنف ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لدى الغرب، مما أفشل سياسة العزل الأمريكية.
لذلك نحن لا ننتظر من المنظمة الدولية أكثر من إرسال وفد مراقب لا يتعدى دوره «شاهد ما شفش حاجة».
وعلى الشعب السوري أن لا يتشبث بأمل أشبه بسراب. فالسيناريو يسير على أرضهم كما لو أنه مخطط له وإن لم يكن كذلك فهو يخدم تنفيذ مخطط سياسي موضوع على جدول زمني طويل الأمد، لكنه اختصر لهم الطريق إلى سوريا ومن ثم إلى إيران.
الموقف الروسي الصيني الرافض للمبادرة العربية والداعم للحكومة السورية ليس إلا مساومة على طريقة اللعب مع الكبار سيتم شراؤه بحفنة تنازلات أمريكية. وسيعيد زمن الجارة العراق نفسه ويتكرر المشهد بحذر لتفادي سلبيات ما بعد عراق صدام. فما البطء الشديد والسلبية الدولية المقصودة التي يعامل بها الملف السوري إلا تأن سياسي وعدم اكتراث أخلاقي المراد به الخروج بأفضل الحلول والضمانات التي تمنح المجموعة الغربية دولة سورية منهكة ستحتاج إلى عشرات السنين لتقف على أقدامها ثانية. وهي الهدية الثانية التي يسعى الغرب لتقديمها للمعشوقة الصهيونية المدللة في عيد الميلاد القادم.
عثمان إبراهيم جابر