توترات امرأة شرقية
السبت / 19 / رجب / 1433 هـ السبت 09 يونيو 2012 19:52
نايف الرشدان
«في عقلك امرأة مودرن وفي قلبك امرأة شرقية» جملة أسرها في نفسه وهو يلملم شتات قهره بعد أن نهرته بصوت خفيض حين لمحته يقف خلف امرأة أخرى ينتظر دوره للحصول على كوب القهوة المرة التي امتزجت بمرارة شعوره بابتذال آدميته وزاد حنقها وعضها بأسنان الثبور والوعيد لمجرد أن طرفيه أخذا يتقلبان في أرجاء القاعة وهو يتحدث بالهاتف مع شخص آخر إذ وقعت عيناها الحائرتان على عينيه البريئتين وهو يمر على مشهد امرأة أخرى منهمكة في قراءة صحيفة ــ انسدل الستار على المشهد ليبرز فصل جديد من المعنى المتمم لقراءة مثلى أو مثالية لموقف يشي ظاهره بأن هذا الأمر عمل يومي يحدث في حياة الشركاء أو أنه حدث عابر يمر مر السحاب الفتي ــ بيد أن إشاراته تحمل معطيات مؤثرة في المشهد الحياتي العام إذ أن ما نقرؤه بسطحية يفضي إلى تراكم مؤذ ينفر من جمال الحياة ويضر بسياق التنامي المعرفي المتحفز لبناء العقل الإنساني بناء يتواءم وطبعية الواقع ــ نعم هذا الموقف المتخيل يحدث دون ريب في حياة الزوجين ولا يكاد يخلو منه واقعهما سواء أكان على مستوى البراءة أم على مستوى الاتهام ــ لكن الإيحاء الذي يمكن أن يخرج إليه ذلكم المشهد هو أن الوعي ضرورة لا غنى عنها في حياة الخلطاء والشركاء سواء للرجل أم للمرأة ــ وسواء للشرقي أم للعصري المتمدن، ولا مناص من تحكيم العقل المحايد في الموقف الحاد ولا أمل في حياة تستبق إلى التماس التهم والتباس القيم ــ أجل لا رجاء في خلق يغيب عنه نضج اللحظة.
ليس للرجل على مختلف مستوياته أن يشتاط غضبا وأن يمتاز غيظا لمجرد أن زوجه ألقت بعينيها على رجل آخر أو حتى حادثته تحت مبرر واع ــ الأمر أوسع من انتهاك قيمة ما لدى المرء وسلبه طرفا من شخصيته المتزنة وإنسانيته التي تتم وتكمل دون تعريضه لمواقف هشة لا تحقق كفاءة الدليل على سوئه ــ وليس للمرأة أن تعتصر في قلبها حبا مشوبا بالحذر الجاف أو رغبة التملك التي تحرر صك العزلة لزوجها عن الخليط الاجتماعي ــ وإن لم تكن هناك ملامح لمكونات الشك، فعلى المرأة أن ترتهن إلى كون اجتماعي متحضر يقوم على بدهية الحس الإنساني في التعامل والعلاقات ــ فلا تثريب على الرجل وهو يتمتع بنضج حضاري أن يخاطب امرأة أخرى أو يحاورها تحت ظلال هذا الوعي الإنساني الذي يكفل للحياة العامة الرقي والعطاء وللحياة الخاصة الثقة والنجاح.
نبض أخير
من صدر الشاعر (عبدالله بن ثاني):
مستنفرون على الطغاة كأنهم
خلقوا لما فيها من استعباد
هدموا على كسرى العروش بصولة
حفرت سنابكها جبال السادي
وتخضبت كف الشموخ وبأسهم
قهر البغاة و زمرة الجلاد
ليس للرجل على مختلف مستوياته أن يشتاط غضبا وأن يمتاز غيظا لمجرد أن زوجه ألقت بعينيها على رجل آخر أو حتى حادثته تحت مبرر واع ــ الأمر أوسع من انتهاك قيمة ما لدى المرء وسلبه طرفا من شخصيته المتزنة وإنسانيته التي تتم وتكمل دون تعريضه لمواقف هشة لا تحقق كفاءة الدليل على سوئه ــ وليس للمرأة أن تعتصر في قلبها حبا مشوبا بالحذر الجاف أو رغبة التملك التي تحرر صك العزلة لزوجها عن الخليط الاجتماعي ــ وإن لم تكن هناك ملامح لمكونات الشك، فعلى المرأة أن ترتهن إلى كون اجتماعي متحضر يقوم على بدهية الحس الإنساني في التعامل والعلاقات ــ فلا تثريب على الرجل وهو يتمتع بنضج حضاري أن يخاطب امرأة أخرى أو يحاورها تحت ظلال هذا الوعي الإنساني الذي يكفل للحياة العامة الرقي والعطاء وللحياة الخاصة الثقة والنجاح.
نبض أخير
من صدر الشاعر (عبدالله بن ثاني):
مستنفرون على الطغاة كأنهم
خلقوا لما فيها من استعباد
هدموا على كسرى العروش بصولة
حفرت سنابكها جبال السادي
وتخضبت كف الشموخ وبأسهم
قهر البغاة و زمرة الجلاد