الندم السلبي

عبدالواحد الرابغي - جدة

كل إنسان في هذه الحياة ينجح ويفشل يفرح ويبكي، يصيب ويخطئ يجد فيها ما يسعده ويجد ما يحزنه وها هو حال البشر في كل زمان ومكان، نحن نتعامل مع أنفسنا ومع أسرنا ومع أهلينا ومع الآخرين في المجتمع وفي العمل وفي الأسواق فنساعد هذا ونخدم ذاك ونمد يد العون للآخر بقدر استطاعتنا ونتعامل بالحسنى مع من يربطنا بهم عمل آني ودائم فتحدث في بعض الأحيان صدمات ممن قدمنا لهم الخير في يوم ما، وممن ساعدناهم، أو أثنينا عليهم وزكيناههم ورفعنا مكانتهم ودعونا لهم بالخير في ظهر الغيب، فتجد منهم من يذمك ومنهم من يتهمك ومنهم من يكذبك ويستهزء بك بدلا من أن يقدم لنا المساعدة فيرفض أو يتهرب ويضع الحجج فيبدأ يمارس عليك النظرة الفوقية والنفسية المريضة ولا تجد منه خيرا كعلبة تتدحرج وبها حجرا يصدر صوتا وقد يتكرر.
هذا المشهد مع غيره في موقف آخر فكرني بملف أسود في أذهاننا مؤلم مختوم عليه بالمشاعر السلبية والندم احساس مزعج ولكنه مفيد في نطاق معين، فيه تقوم الأمور، وبه يعيد الإنسان حساباته وبه يرتقي بفكره وسلوكه وتصرفاته، والندم أحد أهم شروط قبول التوبة فهذا هو الندم الإيجابي ولكننا في هذه المقالة لا نتحدث عن الندم الايجابي بل نتحدث عن الندم السلبي الذي ربما يشل حركة التعاون والتسامح والبناء وتطوير الذات وإعادة الحسابات لما يجب أن يكون بوعي، لا تندم على ما فات ندما حبيس الفكر السوداوي اجعل مما يحدث واتخذ من حياتك دروسا لك ومواعظ لمستقبلك فالمستقبل لا يأتي إلا على ركام الماضي ليبدأ حياة جديدة وإن كنت لا تريد إلا الندم السلبي فاعلم أنك تسير بغير هدى لأن الندم الإيجابي هو أن تتوقف عن سلبيات الماضي المسببة للألم والندم.