مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية يطوق الفتن المرسومة ويعزل دعاة الحقد والانتقام
مبادرة الملك توحد صفوف الأمة .. مفتون وعلماء ومثقفون إسلاميون لـ «عكاظ»:
الأربعاء / 27 / رمضان / 1433 هـ الأربعاء 15 أغسطس 2012 22:16
زياد عيتاني، راوية حشمي (بيروت)، أحمد عائل (جدة)، سعاد الشمراني (الرياض)، محمد العنزي ( الدمام)
عبرت القيادات الإسلامية في لبنان بكافة مذاهبها عن أهمية الدعوة الحكيمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، مؤكدة على أهمية المركز في توحيد صف الأمة الإسلامية ونبذ الفرقة والإنقسامات المذهبية التي أضعفت المسلمين.
مفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح وفي تصريح خاص بـ«عكاظ» قال: «انطلق من قول الله تعالى في محكم تنزليه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فإذا كان الإسلام واحدا، والقبلة واحدة والنبي واحد، فعلى ماذا تختلف الأمة الإسلامية ؟ إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية هي دعوة مباركة، والأمة الإسلامية تطمح أن يكون على يديه توحيد العباد كما يتوحدون في زيارة بيت الله الحرام من جميع المذاهب دون اختلاف بينهم وإن اختلفت ألسنتهم».
وحدة الأمة
وأضاف مفتي بعلبك: «نحن بأمس الحاجة في مثل هذه الأيام المباركة من هذا الشهر المبارك لهكذا دعوة والتي إن نمت على شيء فإنما تنم على حرص ولي الأمر من وحدة الأمة والتمسك بكتاب الله والعمل على خير الأمة، لأننا فعلا إن توحدنا انتصرنا وإن اختلفنا أكلتنا الأكلة التي تتداعى إلى قصعتها. اليوم الكل يريد من المسلمين الثروات التي سخرها الله سبحانه وتعالى أن تأتي بالخير لهذه الأمة، فهنيئا لأمة فيها أمثال خادم الحرمين، القائد الحكيم الذي يدعو دوما إلى الوحدة وخصوصا في شهر الخير».
وأضاف المفتي الصلح: «لا بد من خلال الحوار توحيد الأمة، فعندما تتوحد الأمة انتصرت بإذن الله وكانت قوية. إن مبدأ الحوار ليس من أجل جمع الاختلاف في كيفية الصلاة أو الصيام، إن مبدأ الحوار انطلق للنهوض بهذه الأمة لتوحيد صفوفها من أجل مصلحة هذا الدين الحنيف. الدعوة ستنجح بإذن الله لأنها أطلقت بنوايا خالصة في ليلة مباركة في شهر مبارك وفي بلد الله المبارك ونحن نعلم أن نية أولياء الأمر لجمع الكلمة وتوحيدها صادقة خصوصا أمام هذا الربيع العربي الذي بدأ يزهر وحدة على مستوى القمم الإسلامية والعربية.
بعيدا عن الحسابات الضيقة
من جهته، دعا المرجع الشيعي اللبناني السيد علي فضل الله عبر «عكاظ» المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية والدول الإسلامية إلى تلقف «الدعوة الحكيمة» للملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، مؤكدا أن هذه الدعوة هي خشبة الخلاص التي تصل بالأمة إلى شاطئ النجاة إذا ما توافرت النيات الصادقة بعيدا عن الحسابات الضيقة.
وأضاف فضل الله: «إن الدعوة الكريمة التي أطلقها المبك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مكة المكرمة والتي تمثلت في العمل لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية وصولا إلى الكلمة السواء هي دعوة حكيمة وينبغي أن تلقى الصدى الإيجابي والمناسب والسريع في مختلف أقطار العرب والمسلمين».
وتابع: «إن الواقع الصعب والخطير الذي يعيشه العرب والمسلمون في كثير من مواقعهم التي باتت عرضة للفتن المذهبية والإنقسامات الطائفية والتي اختلطت فيها المطالب الإصلاحية وحركية الثورات بأعمال العنف الوحشية والتفجيرات الدامية التي تستهدف فئة هنا أو فئة هناك تحت عناوين مذهبية أو بسبب الغلو، أو من خلال انحراف بعض الفئات عن الوجهة الحقيقية للإسلام وعن الوسطية والسماح والرحمة التي هي سمات أساسية لديننا الحنيف، إضافة إلى ما تتعرض له القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى من محاولات تهويد وتدمير كامل. إن ذلك كله يستدعي الترحيب بهذه الدعوة الكريمة التي يمكن أن تكون خشبة الخلاص والجسر التي تعبر من خلاله الأمة إلى شاطئ النجاة إذا ما توافرت النيات الصادقة وانطلقت مسيرة الحوار والمكاشفة بشكل جدي وبعيدا عن المجاملات الرسمية والحسابات السياسية الضيقة».
وختم فضل الله: «إننا نؤكد على المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية والمواقع السياسية والدول المعنية العمل لتلقف هذه الدعوة والسعي لترجمتها ليس على مستوى ما تقرره منظمة التعاون الإسلامي أو داخل هذا الإطار فحسب، بل على مستوى الحوارات الصريحة والمنفتحة التي نريدها أن تنطلق في الميادين الإسلامية كافة، وفي الساحات الشعبية لتطوق الفتن المرسومة، وتعزل دعاة الحقد والانتقام، وتعيد اللحمة إلى الساحة الإسلامية الواسعة التي باتت في أمس الحاجة إليها في هذا البركان المذهبي المتفجر الذي لا يزيده الإعلام الموجه والكثير من الفضائيات إلا اشتعالا والتهابا».
لا يلغي أحد أحدا
ورحب رئيس المجلس الإسلامي العلوي في لبنان الشيخ الدكتور أسد علي عاصي بدعوة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء مركز دائم للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض.
الشيخ عاصي وفي تعليق خاص بـ«عكاظ» قال: «إن الدعوة لمركز حوار إسلامي ثابت في مدينة الرياض التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتداول في شؤون الأمة الإسلامية والعربية ما هي إلا نواة لبزوغ شمس جديدة في عالمنا المعاصر الذي يعاني من قلائل وتفكك المجتمع الإسلامي بخاصة ولكافة الإنسانية على وجه العموم ومؤتمر الحوار المزمع إيجاد اسمه (إعادة نظر للمفهوم الإسلامي وللتاريخ العربي) بحيث يتم الحوار من أجل تعديل مناهج قد يكون بعضها ملتويا على غير جادة ما يريد الله (جل جلاله) بحسب المفاهيم البشرية التي تعطي النصوص القرآنية ما لا تعنيه الآيات، وألا ينطلق الحوار على أسس مصالح دول أو أفراد، وأن يكون الاعتراف بالرأي وبالرأي الآخر موضع تقدير واحترام، بحيث لا يلغي أحد أحدا من موقعه الأكثر قوة أو استبداده ليكون الحوار هادفا لمصلحة الإنسان المسلم مع تعامله مع الإنسان الآخر غير المسلم على قاعدة (الإنسان إما نظير لك في الخلق أو أخ لك في الدين) ومن وجهة نظري فإن هذه الدعوة الحوارية إذا كانت غير مسيسة أو ممصلحة لفريق دون فريق فهي تلك التي عناها القرآن الكريم بالحض على (كلمة سواء) وبالأمر أن نعتصم (بحبل الله جميعا) وهذه مبادرة ليست فقط لإحياء الدين الإسلامي والفكر العربي، وإنما لإحياء الإنسان الذي من أجله تنزل القرآن على قلب نبي الأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن أجل أن تكون أمتنا الإسلامية (خير أمة أخرجت للناس) فعليها أن تضع نصب العين المسجد الأقصى والقدس الشريف والقضية الفلسطينية وحماية الأقليات من الفكر التكفيري، والعمل للعيش المشترك العالمي على دعامتي حقوق الإنسان والحرية المقيدة في إطار شرع الله سبحانه وتعالى وذلك من أهل القرآن وأهل الكتاب والقوانين الضوعية ليتم السلام».
مبادرة كريمة
فيما أكد لـ«عكاظ» مفتي البقاع الشيخ خليل الميس أن في التضامن والوحدة قوة. وقال: «هذا ما أثبتته المحطات التاريخية البارزة في تاريخ أمتنا والمبادرة الكريمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنما تأتي من رجل عودنا دائما على المبادرات التاريخية التي تأتي في الوقت المناسب كبلسم وطريق يفتح آفاقا جديدة».
وختم الميس: «إن إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض هو رسالة يجب أن يتلقفها كل القادة وكل العلماء لأن مصيرنا هو الوحدة ولا سبيل لنا للعيش بكرامة وأمان إلا عبر هذه الوحدة التي لا يمكن أن تتحقق إلا بالحوار والسعي الدؤوب للوصول إلى كلمة سواء».
طمس الخلافات
من جهته، قال الكاتب الدكتور محمد الهرفي: «لقد استمعت إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين التي دعا فيها إلى إقامة مركز إسلامي من أجل الحوار وهذا المركز سيكون ــ كما فهمت من كلمته ــ مركزا للحوار من أجل قضايا المسلمين، وكذلك ركز على الحوار بين المذاهب وهذه الكلمة في غاية الأهمية خاصة إذا عرفنا أن أهم اختلاف يقع بين المسلمين الآن هو الاختلاف بين أتباع المذاهب، ولأن الاختلاف حاليا والذي يضعف المسلمين هو الاختلاف بين السنة والشيعة والعلويين وبقية أصحاب المذاهب الأخرى، أما الاختلاف بين أصحاب الديانات الموجودة في العالم الإسلامي فإنه أقل حدة من الاختلاف بين أصحاب المذاهب، ولهذا جاءت كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في وقتها والأمل أن يحقق هذا المركز عند إنشائه في الرياض أهدافه التي يتطلع إليها كل المسلمين».
القضاء على الفرقة
وفي سياق متصل يقول الكاتب الدكتور علي الخبتي: «لقد دعت المملكة منذ زمن طويل إلى وحدة المسلمين وتضامنهم وقد دعا الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى أول مؤتمر إسلامي في يونيو من عام 1926م وهو أول مؤتمر إسلامي حضره 62 مندوبا من الدول الإسلامية.
ويعد اقتراح خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية موفقا ومهما حيث إن الخلافات بين أتباع المذاهب سبب الانقسام والفرقة والتشرذم بين الدول الإسلامية وقد برز بين المسلمين تحيزهم لمذاهبهم وسعيهم الحثيث لخدمة هذه المذاهب وهي نظرة ضيقة حجمت العالم الإسلامي وأضعفته وساهمت في تخلفه، بالرغم مما يملكه المسلمون من مقومات القوة والمنعة والتقدم والمنافسة إلا أن مشكلة الخلافات بين أتباع المذاهب تقف سدا منيعا أمام وحدة العالم الإسلامي مما يضعف إمكانياته وقدراته، وهذا الاقتراح سوف يساهم بإذن الله في ما تتطلع له الأمة الإسلامية جمعاء من تحقيق التضامن الإسلامي والوحدة امتثالا للآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
التسامح والمحبة
من جهته قال عضو مجلس الشورى الأديب حمد القاضي: «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وضع بكلمته أمام قادة العالم الإسلامي خارطة للطريق للوصول إلى وحدة المسلمين وتضامنهم، والنعي على كل ما يسبب افتراقهم وكان البلسم الذي وضعه الملك عبدالله هو أن يكون أساس هذه الأمة التعاون والتسامح والمحبة والقيم التي دعا إليها الدين الإسلامي. ومن هنا نحن متفائلون بالقمة وتفعيل قراراتها خاصة أنها عقدت بجوار الكعبة المشرفة والتي جعلها الله مثابة للناس وأمنا. ولعل هذا الجو الإسلامي انعكس ليكونوا على مستوى تطلعات شعوبهم في الوحدة والتضامن والقضاء على المشكلات التي يعيشها العالم الإسلامي ورأى حفظه الله أن من أسباب تمزق المسلمين هو تعصبهم للمذاهب ومن هنا دعا إلى إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية من أجل توحد هذه الأمة، والتقائهم على قواسم مشتركه في الدين الإسلامي، وإتاحة الفرصة للحوار بين المسلمين حول الفروع التي تختلف بين مذهب ومذهب، وأما أصول الإسلام ومبدائه فالمسلمون لا يختلفون عليها، وأنا متفائل في تفعيل قرارات القمة، وسوف تعود قراراتها على حقن دماء المسلمين، وتوجه الأمة الإسلامية إلى الإعمار ومتفائل بنجاح مركز الحوار والتقائها بالأمه وتضامنه. وحسبنا أن الملك استحلف الزعماء أن يكونوا على مستوى الأمانة التي حملهم الله إياها، وإنهاء الاضطرابات الإسلامية وتوجه الأمة الإسلامية إلى تنمية أوطانهم وتوحيدها ليكون العالم الإسلامي قوة كبرى، والسعي إلى سعادة شعوب العالم في جميع أنحاء العالم الإسلامي
محاربة التشرذم
وقال الشيخ محمدالجيراني رئيس محكمة المواريث في محافظة القيطف «عرف عن خادم الحرمين الشريفين محبته الكبيرة لأمته الإسلامية وله مواقف كثيرة وكبيرة مع الأشقاء في كل مكان وزمان وهي مواقف لا تعد ولا تحصى» وأضاف إن خادم الحرمين الشريفين حريص على وحدة الصف الإسلامي ووحدته، وعدم تشرذم الأمة، وأن دعوته للحوار بين المذاهب الإسلامية هي دعوة صادقة وأخوية، ومحبة من قائد عرف عنه الحكمة، وأن على الجميع تلبية هذه الدعوة الطيبة وبذل الجهد لإنجاحها بكل الوسائل.
ومن جانبه، قال فضيلة الشيخ العالم منصور السلمان إن مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه أمته هي مواقف مشرفة ومعروفة عند الجميع وهو محب لكل أفراد الأمة الإسلامية فهو صاحب الحكمة المعروفة.
وأضاف الشيخ السلمان أن كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاحية القمة الإسلامية حملت رسائل واضحة وبينة للشعوب الإسلامية وقادتها وهي أنه حان الوقت لتكون الأمة يدا واحدة وصفا واحدا، وأن الأمة يجب أن تكون في مواجهة الغلو والتطرف، وأن تقف ضد الظلم. موضحا أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين المذاهب هي دعوة كريمة وطيبة ويجب على الجميع أن يكون في حوار دائم حتى نصل إلى الغاية المنشودة وهي الأخوة والمحبة بين المسلمين جميعا .
وقال عمدة جزيرة تاروت في محافظة القطيف عبدالحليم حسن أل كيدار بان مواقف خادم الحرمين الشريفين دائما موفقة ولله الحمد وتعكس مدى وحرص المليك على المسلمين في أي بقعة من الارض وهي مواقف غير مستغربة على قادة هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين .
مفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح وفي تصريح خاص بـ«عكاظ» قال: «انطلق من قول الله تعالى في محكم تنزليه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فإذا كان الإسلام واحدا، والقبلة واحدة والنبي واحد، فعلى ماذا تختلف الأمة الإسلامية ؟ إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية هي دعوة مباركة، والأمة الإسلامية تطمح أن يكون على يديه توحيد العباد كما يتوحدون في زيارة بيت الله الحرام من جميع المذاهب دون اختلاف بينهم وإن اختلفت ألسنتهم».
وحدة الأمة
وأضاف مفتي بعلبك: «نحن بأمس الحاجة في مثل هذه الأيام المباركة من هذا الشهر المبارك لهكذا دعوة والتي إن نمت على شيء فإنما تنم على حرص ولي الأمر من وحدة الأمة والتمسك بكتاب الله والعمل على خير الأمة، لأننا فعلا إن توحدنا انتصرنا وإن اختلفنا أكلتنا الأكلة التي تتداعى إلى قصعتها. اليوم الكل يريد من المسلمين الثروات التي سخرها الله سبحانه وتعالى أن تأتي بالخير لهذه الأمة، فهنيئا لأمة فيها أمثال خادم الحرمين، القائد الحكيم الذي يدعو دوما إلى الوحدة وخصوصا في شهر الخير».
وأضاف المفتي الصلح: «لا بد من خلال الحوار توحيد الأمة، فعندما تتوحد الأمة انتصرت بإذن الله وكانت قوية. إن مبدأ الحوار ليس من أجل جمع الاختلاف في كيفية الصلاة أو الصيام، إن مبدأ الحوار انطلق للنهوض بهذه الأمة لتوحيد صفوفها من أجل مصلحة هذا الدين الحنيف. الدعوة ستنجح بإذن الله لأنها أطلقت بنوايا خالصة في ليلة مباركة في شهر مبارك وفي بلد الله المبارك ونحن نعلم أن نية أولياء الأمر لجمع الكلمة وتوحيدها صادقة خصوصا أمام هذا الربيع العربي الذي بدأ يزهر وحدة على مستوى القمم الإسلامية والعربية.
بعيدا عن الحسابات الضيقة
من جهته، دعا المرجع الشيعي اللبناني السيد علي فضل الله عبر «عكاظ» المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية والدول الإسلامية إلى تلقف «الدعوة الحكيمة» للملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، مؤكدا أن هذه الدعوة هي خشبة الخلاص التي تصل بالأمة إلى شاطئ النجاة إذا ما توافرت النيات الصادقة بعيدا عن الحسابات الضيقة.
وأضاف فضل الله: «إن الدعوة الكريمة التي أطلقها المبك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مكة المكرمة والتي تمثلت في العمل لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية وصولا إلى الكلمة السواء هي دعوة حكيمة وينبغي أن تلقى الصدى الإيجابي والمناسب والسريع في مختلف أقطار العرب والمسلمين».
وتابع: «إن الواقع الصعب والخطير الذي يعيشه العرب والمسلمون في كثير من مواقعهم التي باتت عرضة للفتن المذهبية والإنقسامات الطائفية والتي اختلطت فيها المطالب الإصلاحية وحركية الثورات بأعمال العنف الوحشية والتفجيرات الدامية التي تستهدف فئة هنا أو فئة هناك تحت عناوين مذهبية أو بسبب الغلو، أو من خلال انحراف بعض الفئات عن الوجهة الحقيقية للإسلام وعن الوسطية والسماح والرحمة التي هي سمات أساسية لديننا الحنيف، إضافة إلى ما تتعرض له القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى من محاولات تهويد وتدمير كامل. إن ذلك كله يستدعي الترحيب بهذه الدعوة الكريمة التي يمكن أن تكون خشبة الخلاص والجسر التي تعبر من خلاله الأمة إلى شاطئ النجاة إذا ما توافرت النيات الصادقة وانطلقت مسيرة الحوار والمكاشفة بشكل جدي وبعيدا عن المجاملات الرسمية والحسابات السياسية الضيقة».
وختم فضل الله: «إننا نؤكد على المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية والمواقع السياسية والدول المعنية العمل لتلقف هذه الدعوة والسعي لترجمتها ليس على مستوى ما تقرره منظمة التعاون الإسلامي أو داخل هذا الإطار فحسب، بل على مستوى الحوارات الصريحة والمنفتحة التي نريدها أن تنطلق في الميادين الإسلامية كافة، وفي الساحات الشعبية لتطوق الفتن المرسومة، وتعزل دعاة الحقد والانتقام، وتعيد اللحمة إلى الساحة الإسلامية الواسعة التي باتت في أمس الحاجة إليها في هذا البركان المذهبي المتفجر الذي لا يزيده الإعلام الموجه والكثير من الفضائيات إلا اشتعالا والتهابا».
لا يلغي أحد أحدا
ورحب رئيس المجلس الإسلامي العلوي في لبنان الشيخ الدكتور أسد علي عاصي بدعوة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء مركز دائم للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض.
الشيخ عاصي وفي تعليق خاص بـ«عكاظ» قال: «إن الدعوة لمركز حوار إسلامي ثابت في مدينة الرياض التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتداول في شؤون الأمة الإسلامية والعربية ما هي إلا نواة لبزوغ شمس جديدة في عالمنا المعاصر الذي يعاني من قلائل وتفكك المجتمع الإسلامي بخاصة ولكافة الإنسانية على وجه العموم ومؤتمر الحوار المزمع إيجاد اسمه (إعادة نظر للمفهوم الإسلامي وللتاريخ العربي) بحيث يتم الحوار من أجل تعديل مناهج قد يكون بعضها ملتويا على غير جادة ما يريد الله (جل جلاله) بحسب المفاهيم البشرية التي تعطي النصوص القرآنية ما لا تعنيه الآيات، وألا ينطلق الحوار على أسس مصالح دول أو أفراد، وأن يكون الاعتراف بالرأي وبالرأي الآخر موضع تقدير واحترام، بحيث لا يلغي أحد أحدا من موقعه الأكثر قوة أو استبداده ليكون الحوار هادفا لمصلحة الإنسان المسلم مع تعامله مع الإنسان الآخر غير المسلم على قاعدة (الإنسان إما نظير لك في الخلق أو أخ لك في الدين) ومن وجهة نظري فإن هذه الدعوة الحوارية إذا كانت غير مسيسة أو ممصلحة لفريق دون فريق فهي تلك التي عناها القرآن الكريم بالحض على (كلمة سواء) وبالأمر أن نعتصم (بحبل الله جميعا) وهذه مبادرة ليست فقط لإحياء الدين الإسلامي والفكر العربي، وإنما لإحياء الإنسان الذي من أجله تنزل القرآن على قلب نبي الأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن أجل أن تكون أمتنا الإسلامية (خير أمة أخرجت للناس) فعليها أن تضع نصب العين المسجد الأقصى والقدس الشريف والقضية الفلسطينية وحماية الأقليات من الفكر التكفيري، والعمل للعيش المشترك العالمي على دعامتي حقوق الإنسان والحرية المقيدة في إطار شرع الله سبحانه وتعالى وذلك من أهل القرآن وأهل الكتاب والقوانين الضوعية ليتم السلام».
مبادرة كريمة
فيما أكد لـ«عكاظ» مفتي البقاع الشيخ خليل الميس أن في التضامن والوحدة قوة. وقال: «هذا ما أثبتته المحطات التاريخية البارزة في تاريخ أمتنا والمبادرة الكريمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنما تأتي من رجل عودنا دائما على المبادرات التاريخية التي تأتي في الوقت المناسب كبلسم وطريق يفتح آفاقا جديدة».
وختم الميس: «إن إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض هو رسالة يجب أن يتلقفها كل القادة وكل العلماء لأن مصيرنا هو الوحدة ولا سبيل لنا للعيش بكرامة وأمان إلا عبر هذه الوحدة التي لا يمكن أن تتحقق إلا بالحوار والسعي الدؤوب للوصول إلى كلمة سواء».
طمس الخلافات
من جهته، قال الكاتب الدكتور محمد الهرفي: «لقد استمعت إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين التي دعا فيها إلى إقامة مركز إسلامي من أجل الحوار وهذا المركز سيكون ــ كما فهمت من كلمته ــ مركزا للحوار من أجل قضايا المسلمين، وكذلك ركز على الحوار بين المذاهب وهذه الكلمة في غاية الأهمية خاصة إذا عرفنا أن أهم اختلاف يقع بين المسلمين الآن هو الاختلاف بين أتباع المذاهب، ولأن الاختلاف حاليا والذي يضعف المسلمين هو الاختلاف بين السنة والشيعة والعلويين وبقية أصحاب المذاهب الأخرى، أما الاختلاف بين أصحاب الديانات الموجودة في العالم الإسلامي فإنه أقل حدة من الاختلاف بين أصحاب المذاهب، ولهذا جاءت كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في وقتها والأمل أن يحقق هذا المركز عند إنشائه في الرياض أهدافه التي يتطلع إليها كل المسلمين».
القضاء على الفرقة
وفي سياق متصل يقول الكاتب الدكتور علي الخبتي: «لقد دعت المملكة منذ زمن طويل إلى وحدة المسلمين وتضامنهم وقد دعا الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى أول مؤتمر إسلامي في يونيو من عام 1926م وهو أول مؤتمر إسلامي حضره 62 مندوبا من الدول الإسلامية.
ويعد اقتراح خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية موفقا ومهما حيث إن الخلافات بين أتباع المذاهب سبب الانقسام والفرقة والتشرذم بين الدول الإسلامية وقد برز بين المسلمين تحيزهم لمذاهبهم وسعيهم الحثيث لخدمة هذه المذاهب وهي نظرة ضيقة حجمت العالم الإسلامي وأضعفته وساهمت في تخلفه، بالرغم مما يملكه المسلمون من مقومات القوة والمنعة والتقدم والمنافسة إلا أن مشكلة الخلافات بين أتباع المذاهب تقف سدا منيعا أمام وحدة العالم الإسلامي مما يضعف إمكانياته وقدراته، وهذا الاقتراح سوف يساهم بإذن الله في ما تتطلع له الأمة الإسلامية جمعاء من تحقيق التضامن الإسلامي والوحدة امتثالا للآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
التسامح والمحبة
من جهته قال عضو مجلس الشورى الأديب حمد القاضي: «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وضع بكلمته أمام قادة العالم الإسلامي خارطة للطريق للوصول إلى وحدة المسلمين وتضامنهم، والنعي على كل ما يسبب افتراقهم وكان البلسم الذي وضعه الملك عبدالله هو أن يكون أساس هذه الأمة التعاون والتسامح والمحبة والقيم التي دعا إليها الدين الإسلامي. ومن هنا نحن متفائلون بالقمة وتفعيل قراراتها خاصة أنها عقدت بجوار الكعبة المشرفة والتي جعلها الله مثابة للناس وأمنا. ولعل هذا الجو الإسلامي انعكس ليكونوا على مستوى تطلعات شعوبهم في الوحدة والتضامن والقضاء على المشكلات التي يعيشها العالم الإسلامي ورأى حفظه الله أن من أسباب تمزق المسلمين هو تعصبهم للمذاهب ومن هنا دعا إلى إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية من أجل توحد هذه الأمة، والتقائهم على قواسم مشتركه في الدين الإسلامي، وإتاحة الفرصة للحوار بين المسلمين حول الفروع التي تختلف بين مذهب ومذهب، وأما أصول الإسلام ومبدائه فالمسلمون لا يختلفون عليها، وأنا متفائل في تفعيل قرارات القمة، وسوف تعود قراراتها على حقن دماء المسلمين، وتوجه الأمة الإسلامية إلى الإعمار ومتفائل بنجاح مركز الحوار والتقائها بالأمه وتضامنه. وحسبنا أن الملك استحلف الزعماء أن يكونوا على مستوى الأمانة التي حملهم الله إياها، وإنهاء الاضطرابات الإسلامية وتوجه الأمة الإسلامية إلى تنمية أوطانهم وتوحيدها ليكون العالم الإسلامي قوة كبرى، والسعي إلى سعادة شعوب العالم في جميع أنحاء العالم الإسلامي
محاربة التشرذم
وقال الشيخ محمدالجيراني رئيس محكمة المواريث في محافظة القيطف «عرف عن خادم الحرمين الشريفين محبته الكبيرة لأمته الإسلامية وله مواقف كثيرة وكبيرة مع الأشقاء في كل مكان وزمان وهي مواقف لا تعد ولا تحصى» وأضاف إن خادم الحرمين الشريفين حريص على وحدة الصف الإسلامي ووحدته، وعدم تشرذم الأمة، وأن دعوته للحوار بين المذاهب الإسلامية هي دعوة صادقة وأخوية، ومحبة من قائد عرف عنه الحكمة، وأن على الجميع تلبية هذه الدعوة الطيبة وبذل الجهد لإنجاحها بكل الوسائل.
ومن جانبه، قال فضيلة الشيخ العالم منصور السلمان إن مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه أمته هي مواقف مشرفة ومعروفة عند الجميع وهو محب لكل أفراد الأمة الإسلامية فهو صاحب الحكمة المعروفة.
وأضاف الشيخ السلمان أن كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاحية القمة الإسلامية حملت رسائل واضحة وبينة للشعوب الإسلامية وقادتها وهي أنه حان الوقت لتكون الأمة يدا واحدة وصفا واحدا، وأن الأمة يجب أن تكون في مواجهة الغلو والتطرف، وأن تقف ضد الظلم. موضحا أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين المذاهب هي دعوة كريمة وطيبة ويجب على الجميع أن يكون في حوار دائم حتى نصل إلى الغاية المنشودة وهي الأخوة والمحبة بين المسلمين جميعا .
وقال عمدة جزيرة تاروت في محافظة القطيف عبدالحليم حسن أل كيدار بان مواقف خادم الحرمين الشريفين دائما موفقة ولله الحمد وتعكس مدى وحرص المليك على المسلمين في أي بقعة من الارض وهي مواقف غير مستغربة على قادة هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين .