السعوديـة .. المستهـدَفة

محمد بن حمد البشيت

تعد بلادنا الكفة الراجحة في الموازين الإقليمية والدولية، لما تنتهجه من سياسة حكيمة ناجحة في عالمها الداخلي والخارجي. فمن منطلق هذه المكانة السامية الرفيعة التي تتحلى بها المملكة العربية السعودية تم مد جسور التواصل مع العالم بأسره، الأمر الذي عزز من مكانتها إقليميا ودوليا.
وقد استطاعت أن تنأى بنفسها عن الصراعات والمهاترات بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، تتخذ من نهجها السياسي المعتدل منطقة محايدة، لكنها تسعى للإصلاح بين المتخاصمين في محيطها العربي والإسلامي، من منطلق وحدة كلمة الأمة العربية والإسلامية وعدم تفرقة شملها، فتلك لعمري هي شمائل وخصال حميدة، انتهجت من نهج ديننا الإسلامي السمح.
فإذا كانت (السعودية) برؤاها الإنسانية والسياسية الرزينة تسير على هذا النحو، فإنها لم تكتفِ بهذا الحد من علاقاتها بالدول العربية والإسلامية الصديقة، بل تعدت لما هو أكبر من ذلك في دعمها ماديا ومعنويا، الأمر الذي لا يختلف عليه اثنان، لذلك كانت ولازالت مواقفها المشرفة ناصعة البياض كالثوب الخالي من الدنس.. إلا أن الذين في قلوبهم مرض من الأعداء لازالوا ينعبون بالشؤم كالغربان، وهذا ما نلاحظه عند أناس مدفوعين وفق انتماءاتهم لدول إقليمية ودولية تغدق عليهم للنيل من مملكتنا الحبيبة، عبر فضائياتهم وصحافتهم المنفلتة التي ليس عليها رقيب ولا حسيب، والأمثلة كثيرة !!.
فحينما نسمع ونشاهد الكثير من اللغط الممقوت عبر الفضائيات المأجورة، والصحف التي تسير على الوتيرة نفسها نعجب من هؤلاء الموتورين الذين ــ طبعا ــ لاتهمنا أقوالهم وكتاباتهم، لأننا ندرك جيدا لمن هؤلاء ينتمون والذين هم متواجدون في أكثر من بلد عربي.. نعم هم يمارسون ذلك من واقع فضائياتهم وصحفهم في بلدانهم، ويعد قولهم الزائف في مجمل توجهاتهم وانتماءاتهم شيئا غير مستغرب.. وحينما يكون الانتماء والتوجه لأكل (عيش) فإنه متى انتهى هذا المد المعيشي، وافتضح أمرهم، لم يعد لديهم ما يقولونه، حينها يبدؤون البحث عن معيش آخر، ثم تتبدل الجلود، مثلما تبدل الحرباء جلدها.. !!.
نعرفهم جيدا بزخمهم وسخافتهم، ولكننا لا نريد أن نشير إليهم فنشهرهم، فالتافهون لا يستحقون الرد، إلا عندما يتأدبون.
bushait.m.h.l@hotmail.com