جائزة نوبل والعرب
الاثنين / 29 / ذو القعدة / 1433 هـ الاثنين 15 أكتوبر 2012 19:52
مها الشريف
الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، الباحث عن السلام في كل أنحاء الأرض، تكفيرا عن اختراعه المدمر والذي استخدمه الإنسان في الحرب والقتل.
أصبحت تلك الجائزة مع مرور الوقت، محط أنظار الجميع وآمالهم للفوز بها، وفي كل عام تشهد جائزة فرع نوبل للآداب تكهنات واسعة تستحضر الأسماء اللامعة من المشرق إلى المغرب، وتظل آمال العرب قلادة في عنق «أدونيس» المرشح العربي الدائم للجائزة منذ أكثر من عشر سنوات، وينتظر العرب لحظات التتويج ليستبدلوا التعويذه بتاج نوبل الذي يرفع رأس الأدب عاليا، لأنها أكبر جائزة في هذا العصر التقني، وبواسطة التكنولوجيا الحديثة تتم موجات البحث التي تتطابق مع الشروط التي سنتها إدارة الجائزة، بعيدا عن أي محاباة كجوائز برامجنا ومسابقاتنا. فاز ستة من العرب بجائزة نوبل، فكانت الإعدادات للفوز مجددا متواضعة للغاية، والأديب والشاعر الفذ «أدونيس» لم يستطع أن يهيئ برانامجا مدروسا يعزز من فرصه بالفوز، ولم يحظ بالترشيحات الكافية التي استطاعت أن تمنح الجائزة لكل من الدكتور أحمد زويل، والبرادعي، وتوكل كرمان.
لم نكن نعي قيمة وعالمية هذا التكريم بل شككنا فيه وبنينا كثيرا من التهم، ومن الواضح أن الإنسان العربي مزيج من نظرتين، إما نظرة تزيح المهام الثقافية إلى السياسة، أو نظرة أخرى تستهتر بالقيمة الفعلية للثقافة التي حررت العقول من تراكمات الماضي. وإذا استحضرنا تصريحات أدونيس التي هاجم فيها مؤخرا تلك الجائزة، لوجدنا أننا لم نذهب بعيدا، بل ساندنا الأفكار والتهم التي صرح بها «أدونيس» بحق هذه جائزة، ورغم ذلك نجد أن مهاجمة الجائزة ترفع من شأنها وتبارك الجهود المبذولة، ولكن يثار حولها كثير من الغموض والنزعات الغربية التي تعمل على المصلحة السياسية ومنها الانحياز لإسرائيل. والأصل في هذا التباين أن زمنية الوعي العلمي مرتبطة بتطور المفاهيم العلمية المجردة وغير المرتبطة بالصراع الاجتماعي والسياسي، كما أشار «برهان غليون» في أزمة التقدم العربي. كلما تقدم بنا العصر قلم الحكمة التي نمسك بها في أطراف أصابعنا، وذهب الرجل الذي قدمناه وانتخبه الكثير منا لنيل هذه الجائزة، إلى التشكيك في مصداقية الاختيار، وسيطرة السياسة على مجريات انتخاب الأشخاص لها. نفتقد اللذة التي تدفعنا نحو الأشياء المصيرية وتحسن مذاق الحياة، نبحث دائما عن الهدف الأسمى ونترك الهدف الأقصى، إننا نتراوح بين أشياء كثيرة أغلبها تتوسط بين الإفراط والتفريط، والخوف والرهبة من نجاح العالم، وكأننا خلقنا بلا عقول لدينا عمق ضائع لن نجده، طالما نسطر الفشل على جميع دفاترنا ونضيف إليه رسما بيانيا ترتفع أسهمه باتجاه الخيانة والغدر التي التصقت بالنجاح. فاز الكاتب والروائي الصيني مويان بجائزة نوبل للأدب2012، رغم الإقصاء الذي لازمه في بلاده والحصار الثقافي الذي حجم العقول المحلقة في سماء العالم، ومنع بعضا من كتبه، والسؤال: هل انطبقت عليه شروط الجائزة، أم هي حجر عثرة تقف في طريق البعض الذين لم تقتنع بهم اللجنة. وقالوا قديما: طارت الطيور بأرزاقها، فلترفرف أجنحتها طربا وتبارك الحياة حظوظها.
أصبحت تلك الجائزة مع مرور الوقت، محط أنظار الجميع وآمالهم للفوز بها، وفي كل عام تشهد جائزة فرع نوبل للآداب تكهنات واسعة تستحضر الأسماء اللامعة من المشرق إلى المغرب، وتظل آمال العرب قلادة في عنق «أدونيس» المرشح العربي الدائم للجائزة منذ أكثر من عشر سنوات، وينتظر العرب لحظات التتويج ليستبدلوا التعويذه بتاج نوبل الذي يرفع رأس الأدب عاليا، لأنها أكبر جائزة في هذا العصر التقني، وبواسطة التكنولوجيا الحديثة تتم موجات البحث التي تتطابق مع الشروط التي سنتها إدارة الجائزة، بعيدا عن أي محاباة كجوائز برامجنا ومسابقاتنا. فاز ستة من العرب بجائزة نوبل، فكانت الإعدادات للفوز مجددا متواضعة للغاية، والأديب والشاعر الفذ «أدونيس» لم يستطع أن يهيئ برانامجا مدروسا يعزز من فرصه بالفوز، ولم يحظ بالترشيحات الكافية التي استطاعت أن تمنح الجائزة لكل من الدكتور أحمد زويل، والبرادعي، وتوكل كرمان.
لم نكن نعي قيمة وعالمية هذا التكريم بل شككنا فيه وبنينا كثيرا من التهم، ومن الواضح أن الإنسان العربي مزيج من نظرتين، إما نظرة تزيح المهام الثقافية إلى السياسة، أو نظرة أخرى تستهتر بالقيمة الفعلية للثقافة التي حررت العقول من تراكمات الماضي. وإذا استحضرنا تصريحات أدونيس التي هاجم فيها مؤخرا تلك الجائزة، لوجدنا أننا لم نذهب بعيدا، بل ساندنا الأفكار والتهم التي صرح بها «أدونيس» بحق هذه جائزة، ورغم ذلك نجد أن مهاجمة الجائزة ترفع من شأنها وتبارك الجهود المبذولة، ولكن يثار حولها كثير من الغموض والنزعات الغربية التي تعمل على المصلحة السياسية ومنها الانحياز لإسرائيل. والأصل في هذا التباين أن زمنية الوعي العلمي مرتبطة بتطور المفاهيم العلمية المجردة وغير المرتبطة بالصراع الاجتماعي والسياسي، كما أشار «برهان غليون» في أزمة التقدم العربي. كلما تقدم بنا العصر قلم الحكمة التي نمسك بها في أطراف أصابعنا، وذهب الرجل الذي قدمناه وانتخبه الكثير منا لنيل هذه الجائزة، إلى التشكيك في مصداقية الاختيار، وسيطرة السياسة على مجريات انتخاب الأشخاص لها. نفتقد اللذة التي تدفعنا نحو الأشياء المصيرية وتحسن مذاق الحياة، نبحث دائما عن الهدف الأسمى ونترك الهدف الأقصى، إننا نتراوح بين أشياء كثيرة أغلبها تتوسط بين الإفراط والتفريط، والخوف والرهبة من نجاح العالم، وكأننا خلقنا بلا عقول لدينا عمق ضائع لن نجده، طالما نسطر الفشل على جميع دفاترنا ونضيف إليه رسما بيانيا ترتفع أسهمه باتجاه الخيانة والغدر التي التصقت بالنجاح. فاز الكاتب والروائي الصيني مويان بجائزة نوبل للأدب2012، رغم الإقصاء الذي لازمه في بلاده والحصار الثقافي الذي حجم العقول المحلقة في سماء العالم، ومنع بعضا من كتبه، والسؤال: هل انطبقت عليه شروط الجائزة، أم هي حجر عثرة تقف في طريق البعض الذين لم تقتنع بهم اللجنة. وقالوا قديما: طارت الطيور بأرزاقها، فلترفرف أجنحتها طربا وتبارك الحياة حظوظها.