ترك ليموت في صمت
الثلاثاء / 30 / ذو القعدة / 1433 هـ الثلاثاء 16 أكتوبر 2012 20:08
ياسر سلامة
الخبر الذي نشر في صفحة «عكاظ» الأخيرة يوم الاثنين هذا الأسبوع، وكان يروي قصة ولادة مواطنة في مستشفى حكومي في جدة أنجبت مولودة تبين أنها تعاني من فقر دم فارقت على أثره الحياة، بعد 12 ساعة من الولادة، واتهمت الأم وزوجها الطبيبات بالتقصير، وقررا رفع دعوى قضائية ضدهن، وبعد عدة جلسات انتهت الهيئة الطبية الشرعية، برئاسة رئيس المحكمة
ومشاركة خمسه أطباء استشاريين، إلى أن المولودة عانت من فقر دم؛ بسبب تكسر في خلايا الدم ناتج عن عدم تطابق فصيلة دم الزوجين، وبناء على ذلك أصدرت الهيئة حكمها بتحميل الطبيبات نسبة 80 في المائة من الخطأ الذي تسبب في وفاة المولودة،40 في المائة على الاستشارية، و20 في المائة و10 و10 على ثلاث طبيبات شاركن في توليد الأم ومتابعة المولودة، وحملت الهيئة الشرعيه الأم 20 في المائة من الخطأ؛ بسبب عدم متابعتها الحمل من قبل وعدم تقديم معلومات كافية عن حالتها الصحية.
هذا الخبر لا يجب أن يمر مرور الكرام، فمن الخبر يتضح أن وقت ولادة المواطنة التي فقدت ابنتها كان يوجد معها في المستشفى الحكومي أربع طبيبات، إحداهن استشارية نساء وولادة، ما يعني أنها المسؤولة الأولى عن الحالة، وما يعني أيضا أنها الأكثر علما وتدريبا في تخصص النساء والولادة، وإلا كيف أصبحت على درجة استشارية في تخصصها، كيف لهذه الاستشارية ومعها ثلاث طبيبات مقيمات أو متخصصات أو يحملن ما يحملن من تصنيف مهني، ففي النهاية هن يعملن في قسم للنساء والولادة كيف لهن نسيان أو عدم الالتفات لموضوع حيوي وهام جدا وفي صميم وقلب تخصصهن، ألا وهو عامل الريزوس، أو ما يسمى بعامل RH، وبشكل مبسط معروف أن فصائل الدم البشري أربعة أنواع: (AB ،O ،B ،A)، وهناك عامل آخر هام جدا يسمي الريزوس أو عامل RH، وعادة ما يكون هذا العامل موجبا عند 85 في المائة تقريبا من البشر. إذا اختلف أو تنافر عامل RH بين الأم والأب كأن يكون دم الأم يحمل RH سالبا ويحمل الزوج RH موجبا غالبا ما يحمل الجنين RH موجبا، وهنا يجب الانتباه والحيطة، فعند اختلاط دم الأم الحامل السالب بدم جنينها الموجب وقت الولادة تتكون أجسام مضادة داخل جسم الأم؛ لذلك يجب إعطاؤها إبرة أو حقنة دوائية معينة ومعروفة (anti - d) خلال الساعات الأولى من الولادة، وذلك لمنع تكون تلك الأجسام المضادة في جسمها، إذا لم تأخذ الأم هذه الإبرة، فمن المؤكد أن هذه الأجسام التي تكونت في دمها بسبب تنافر عامل الريزوس أو عامل RH السلبي للأم والإبجابي للجنين سوف يتأثر بها المولود الحديث أو التالي، وقد تتلف خلايا دمه الحمراء، ويحدث ما يسمي بالانحلال الدموي، وقد يحتاج المولود بعد ذلك تغيير دمه كاملا لإنقاذ حياته؛ لذلك يجب الاهتمام بالفحوصات والكشف الدوري قبل الولادة وأثناء الولادة، وبالأخص للحالات التي لم تتابع في المستشفى أو من الطبيب الذي سيجري الولادة، وأهمها عامل RH.
ماتت المولودة ــ في نظري ــ بنسيان وإهمال واتكالية البعض على البعض، وبعدم وجود نظام في المستشفى يحدد المسؤوليات والمهام لأربع طبيبات لا نعلم ما هو دور كل منهن في غرفة الولادة، والأدهى والأمر أنه كان من الممكن طبيا ــ بإذن الله ــ بعد هذا الإهمال القاتل إنقاذ المولودة، لكنها على ما يبدو تركت 12 ساعة لتبكي وتئن وتموت في صمت. ونبكي جميعا معها عند سماع العقوبة الغائبة عن الخبر، والتي وإن ارتضى بها الأبوان، من المؤكد لن ولا تساعد في الحد من الإهمال والتقصير واللعب والتجارة بأرواح البشر.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة
ومشاركة خمسه أطباء استشاريين، إلى أن المولودة عانت من فقر دم؛ بسبب تكسر في خلايا الدم ناتج عن عدم تطابق فصيلة دم الزوجين، وبناء على ذلك أصدرت الهيئة حكمها بتحميل الطبيبات نسبة 80 في المائة من الخطأ الذي تسبب في وفاة المولودة،40 في المائة على الاستشارية، و20 في المائة و10 و10 على ثلاث طبيبات شاركن في توليد الأم ومتابعة المولودة، وحملت الهيئة الشرعيه الأم 20 في المائة من الخطأ؛ بسبب عدم متابعتها الحمل من قبل وعدم تقديم معلومات كافية عن حالتها الصحية.
هذا الخبر لا يجب أن يمر مرور الكرام، فمن الخبر يتضح أن وقت ولادة المواطنة التي فقدت ابنتها كان يوجد معها في المستشفى الحكومي أربع طبيبات، إحداهن استشارية نساء وولادة، ما يعني أنها المسؤولة الأولى عن الحالة، وما يعني أيضا أنها الأكثر علما وتدريبا في تخصص النساء والولادة، وإلا كيف أصبحت على درجة استشارية في تخصصها، كيف لهذه الاستشارية ومعها ثلاث طبيبات مقيمات أو متخصصات أو يحملن ما يحملن من تصنيف مهني، ففي النهاية هن يعملن في قسم للنساء والولادة كيف لهن نسيان أو عدم الالتفات لموضوع حيوي وهام جدا وفي صميم وقلب تخصصهن، ألا وهو عامل الريزوس، أو ما يسمى بعامل RH، وبشكل مبسط معروف أن فصائل الدم البشري أربعة أنواع: (AB ،O ،B ،A)، وهناك عامل آخر هام جدا يسمي الريزوس أو عامل RH، وعادة ما يكون هذا العامل موجبا عند 85 في المائة تقريبا من البشر. إذا اختلف أو تنافر عامل RH بين الأم والأب كأن يكون دم الأم يحمل RH سالبا ويحمل الزوج RH موجبا غالبا ما يحمل الجنين RH موجبا، وهنا يجب الانتباه والحيطة، فعند اختلاط دم الأم الحامل السالب بدم جنينها الموجب وقت الولادة تتكون أجسام مضادة داخل جسم الأم؛ لذلك يجب إعطاؤها إبرة أو حقنة دوائية معينة ومعروفة (anti - d) خلال الساعات الأولى من الولادة، وذلك لمنع تكون تلك الأجسام المضادة في جسمها، إذا لم تأخذ الأم هذه الإبرة، فمن المؤكد أن هذه الأجسام التي تكونت في دمها بسبب تنافر عامل الريزوس أو عامل RH السلبي للأم والإبجابي للجنين سوف يتأثر بها المولود الحديث أو التالي، وقد تتلف خلايا دمه الحمراء، ويحدث ما يسمي بالانحلال الدموي، وقد يحتاج المولود بعد ذلك تغيير دمه كاملا لإنقاذ حياته؛ لذلك يجب الاهتمام بالفحوصات والكشف الدوري قبل الولادة وأثناء الولادة، وبالأخص للحالات التي لم تتابع في المستشفى أو من الطبيب الذي سيجري الولادة، وأهمها عامل RH.
ماتت المولودة ــ في نظري ــ بنسيان وإهمال واتكالية البعض على البعض، وبعدم وجود نظام في المستشفى يحدد المسؤوليات والمهام لأربع طبيبات لا نعلم ما هو دور كل منهن في غرفة الولادة، والأدهى والأمر أنه كان من الممكن طبيا ــ بإذن الله ــ بعد هذا الإهمال القاتل إنقاذ المولودة، لكنها على ما يبدو تركت 12 ساعة لتبكي وتئن وتموت في صمت. ونبكي جميعا معها عند سماع العقوبة الغائبة عن الخبر، والتي وإن ارتضى بها الأبوان، من المؤكد لن ولا تساعد في الحد من الإهمال والتقصير واللعب والتجارة بأرواح البشر.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة