المواطن العربي والرئيس الجديد

عبدالله الاشعل

بالأمس أدلى المواطنون الأمريكيون بأصواتهم لاختيار أحد المرشحين أوباما أو رومني، فكيف تبدو الصورة للمواطن العربي؟ وهل يهم المواطن العربي أصلا من يفوز منهما؟.
إذا كان انتخاب الرئيس الأمريكي مرة كل أربع سنوات حدثا خطيرا، باعتبار أن الولايات المتحدة الدولة العظمى الوحيدة حتى الآن في العالم، فمن الطبيعي أن يهتم المواطن العربي بهذه الانتخابات من جوانب متعددة، على الأقل لأن أثر واشنطن واضح على سياسات العالم العربي، وهي موجودة في جميع الملفات العربية في فلسطين والعراق وإيران والخليج والسودان وليبيا ومصر وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية. وقد سبق أن أوضحنا في مقال سابق أن من مصلحة العالم العربي أن يكمل أوباما ولاية ثانية لأنه قدم كل ما يستطيع لإسرائيل عمليا وقدم كل مايستطيع نظريا للعرب، وبذلك ضمن التوازن النسبي في الخطاب الأمريكي. صحيح أن إسرائيل كانت قصب الرهان لكلا المرشحين، ولكنها تشعر أن رومني هو الأفضل، وأنه رئيس جديد يجب استنزافه، أما أوباما فإنه سيكون أشد صلابة مع إسرائيل؛ لأنه لا يحتاج إلى أصوات اليهود بعد هذه الولاية. يشعر المواطن العربي المعني بهذه المناسبة إما بأن كل الرؤساء في واشنطن في جانب إسرائيل ولا فرق بين المرشحين، أو أن الفرق بينهما يبرر التمييز بين المرشحين.
لقد أظهر استفتاء أعلن قبيل ساعات من الانتخابات لمتوسط الرأي العام خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أن أوباما سيفوز بنسبة 79.51 % مقابل 19.91 % لرومني، ولكن الإعلام عموما وسطوة المال تلعبان دورا مهما في تشكيل الرأي العام لطائفة أوسع من المواطنين، وهذا أمر مألوف حتى في دول العالم الثالث التي تكتنف معظم انتخاباتها الرشاوى بكل الصور المادية والمعنوية.
صورة رومني عند المواطن العربي تذكره بصورة بوش الذي أرهق العالم العربي بعد أحداث سبتمبر برفع شعار ريجان في الثمانينيات «السلام من موقع القوة» ودفع واشنطن إلى القيادة المنفردة للعالم، أما أوباما، فالمواطن العربي يراه أكثر احتراما للإسلام والمسلمين وأقرب إليه شكلا وأخلاقا، كما أنه أضعف من مساعدة المواطن العربي على مواجهة إسرائيل، على خلاف رومني. وما يهم المواطن العربي أن يأتي رئيس جديد يخدم مصالح الدول العربية ويحقق السلام العادل، وليس الرئيس الداعم لإسرائيل.