في ذكرى تقسيم فلسطين

عبدالله الاشعل

في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 صدر قرار تقسيم فلسطين وفي الثاني من نوفمبر 1917 صدر تصريح بلفور وبعده بثلاثين عاما تقريبا قامت إسرائيل وبعد قيامها بأقل من عشرين عاما أزاحت أكبر عقبة في سبيل تمدد المشروع الصهيوني وهي هزيمة مصر في يونيو 1967 وغيرت بذلك مسيرة المشروع ومجريات الصراع وبعد ذلك باثني عشر عاما نجحت إسرائيل في إبرام معاهدة السلام مع مصر فأحدثت حربا باردة جديدة بين الدول العربية من ناحية ومصر من ناحية أخرى، وفي عام 1993 نجحت إسرائيل في إبرام إعلان المبادئ بينها وبين الفلسطينيين فشقت الصف الفلسطيني حتى إذاما اغتيل عرفات بدأ الشقاق الأكبر في الصفوف الفلسطينية.
معنى ما تقدم أنه منذ تقسيم فلسطين عام 1947 والقضية الفلسطينية تعاني من الضعف بينما تتوحش إسرائيل بسبب إضعاف العالم العربي وشق الساحة الفلسطينية. ولعل تصدي إسرائيل لتجسيد أي كيان فلسطيني هو الذي يفسر عصبية إسرائيل اتجاه السعي إلى الحصول على صفة مراقب للدولة الفلسطينية لأن هذا الاتجاه يناقض ما تسعى إليه إسرائيل وهو طمس الكيان والوجود الفلسطيني مع تزايد التهويد والاستيطان تمهيدا لتقنين هذا الوضع في وثيقة مع الفلسطينيين تنهي فيها الصراع مع أصحاب الحق بشكل نهائي يضمن لها تحقيق ما أراده الآباء المؤسسون لإسرائيل وخاصة منذ صدور قرار التقسيم.
الهدف من هذا المقال التذكير بأول خطوة عملية في المشروع الصهيونى وهي قرار التقسيم خاصة أن إسرائيل تحاول أن ينساه العالم وأنها تجاوزته إلى ما بعدها وتراهن على ضعف الذاكرة العربية وعلى عدم متابعة الأجيال العربية لهذه المأساة. لذا لابد من تذكير العالم العربي والفلسطينيين بأن السوس الصهيوني ينخر في عظامنا وأن توحد العرب خلف وحدة فلسطينية قوية هو أول متطلبات إحياء القضية. صحيح أن أوباما في ولايته الثانية سوف يؤكد بشكل أكبر على الجوانب التى ارتحنا إليها عربيا وإسلاميا في خطابه السياسي، ولكن أوباما هو رئيس للولايات المتحدة ولن يحارب معركة العرب ضد إسرائيل ومهما تعاطف معنا، فله سقف لا يتجاوزه.