أزمات إعلامية

طالب بن محفوظ

** الأزمات المقياس الحقيقي لتصنيف وسائل الإعلام، حيث تمر المعلومة عبرها بثلاثة مراحل؛ النشر، ثم التفسير أو التحليل، وأخيرا المحصلة التي تمثل معيارا لتلك الوسائل الإعلامية أمام الرأي العام بعد الأزمة، والمرحلتان الأوليان ربما تكونان متشابهتين في أغلب وسائل الإعلام، وتختلف المرحلة الأخيرة باختلاف اتجاه كل وسيلة، فإن كان إعلاما إيجابيا يصنف بأنه محايد أو تنويري أو توعوي أو تثقيفي، وإن كان سلبيا فيوصف بالإعلام المؤجج أو المضلل أو التحريضي أو التعتيمي.
** أما التخطيط الإعلامي؛ فهو مطلب أساس في إدارة الأزمة إعلاميا، فلا تدار بمبادرات أو مجهودات فردية أو قرارات آنية، فإذا كانت الأزمة نقطة تحول مفاجئة، فإن الإعلام يملك دورا مهما تجاهها، إما بالتخفيف من حدتها أو تهييجها.
** لن يستطيع التعامل معها ما لم يمتلك تخطيطا مبكرا من التعامل معها، والمخططون الإعلاميون يدركون أن التخطيط الإعلامي للأزمة يتغير بحسب مقتضيات الحدث، لذا فإنهم يضعون في اعتبارهم التوازن بين الرسالة الإعلامية وصناعة الرأي، فالحملات الإعلامية الإيجابية أثناء الأزمات لن تحدث أثرا عند مخاطبة الرأي العام إلا باستقراء للواقع وبث الحقائق دون تعتيم أو تحييد.
** إن لم يستطع إعلامنا العربي التعامل مع الأزمات بتخطيط وحيادية لصناعته سمعته والمحافظة عليها، فلن يستطيع التعاطي الإيجابي مع هموم وقضايا مجتمعه العربي، ولن يقوم بدوره الوظيفي الذي تعلمه خريجو أقسام الإعلام المتمثلة في الإخبار والتثقيف والتعليم والترفيه، فالإعلام المؤجج والمجيش والتحريضي لن يتقبله المشاهد أو المستمع أو القارئ؛ لأنه أصبح في نظره كمثل الذي يصب الزيت على النار.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 228 مسافة ثم الرسالة