«كيف الحال» وافتقار القيمة

نضال قحطان

إذا سلمنا جدلا بقبول فكرة أن فيلم ( كيف الحال ) منتج سعودياً متغاضين عن أن مخرجه إيزادور مسلم الكندي الجنسية فلسطيني الأصل، ومتناسين أن فريق العمل من كندا وبريطانيا، متجاهلين أن بطلة الفيلم الممثلة الأردنية ميس الحمدان، وتشارك معها الإماراتية فاطمة الحوسني، وحشد من النساء العربيات، يضاف إليهم كاتب القصة اللبنانى وكاتب السيناريو المصرى، مكتفين بالأدوار الذكورية السعودية التي تصدر قائمتها نجم ستار أكاديمي هشام عبدالرحمن، يضاف إليه من الفنانين خالد سامي وعلي السبع ومشعل المطيري، فإننا نلمس أنه برغم الهالة المرافقة للفيلم قبل وأثناء وبعد إعداده، لم يكن بمستوى التطلعات ومر كأن لم يكن.
لعل من الأسباب التي جعلت الفيلم الذي عرض في عدد من دور العرض الخليجية، إضافة إلى بعض المحطات الفضائية، يعبر سريعا، هو تغير خطة فكرته الرئيسية ، وقد أعلن عنها في تلك الفترة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده فريق العمل في مدينة دبي للاستديوهات قبل التصوير حيث تم تصنيفه على أنه من أفلام الكوميديا الخفيفة الاجتماعية، إلا أنه افتقر للكوميديا كليا، وفي المقابل لم يعبر إلى عمق المشكلات الإجتماعية، مكتفيا بتناول قشورها عن بعد، فهذا التضارب في تحديد الفكرة سبب ارباكا واضحا في أسلوب المعالجة، وأبرز حالات الضعف في العمل، تمثلت في الطرح التقليدي والمستهلك لشخصيات تشبعنا منها، وأصبنا بحالة تخمة من تكرارها عبر الأعمال السينمائية،ولعل منها الصراعات الدائرة بين شخصيتين حول امرأة، إضافة إلى وضع متهلل في كتابة السيناريو يجتر المشاهد لسياقات مفاجئة دون مقدمات أو تمهيد ملموس، فقط نجد تغيرا في نمط تفكير شخصية ما، دون أن تعرف ماذا طرأ عليها من تغيرات، وكيف تحول المسار فجأة؟!.
يجب أن نؤمن أن دعاية كانت هي بوابة لفتت الإنتباه لهذا العمل،وجيشت له هذه المساحات الإعلامية، دون البحث في كيفية الخروج بقيمة سينمائية تضاف كرصيد إبداعي طموح يتنامى بعيدا عن التسويق.

nqahtan@hotmail.com