مراقبة الأبناء في الإجازة

من الواجب على ولي الأمر أن يتقي الله تعالى فيما بين يديه من الأولاد، وذلك بحسن تربيتهم ومتابعة أصدقائهم، فمهمة اختيار الصديق في هذا الزمان مهمة محفوفة بالمخاطر في زمن تعصف فيه المغريات والفتن بالأمة عصفا كبيرا، والابن الصغير في الغالب لا يحسن اختيار الصديق لأن اختياره يكون مبنيا على رغبات وأهداف مشتركة في غالب الاحيان، ومن هنا يأتي دور الوالدين في الأخذ بيده لمصاحبة الأولاد الأسوياء نفسيا وفكريا وتربويا الذين يعرف عنهم حسن السيرة، أما الابن الذي تدرج وتقدم في مراحل التعليم فياحبذا من الوالدين متابعة أصدقائه ومن يذهب معهم، ومتابعة أوقات خروجه خارج البيت، والعمل على تعليمه النافع من أمور دينه، والعمل على إشغال وقت الفراغ لديه بإلحاقه بأحد المراكز الصيفية مثلا، أو أحد الأندية الرياضية، والجلوس معه من وقت لآخر لمتابعة أفكاره وسلوكه، ولا يخفى ما لصديق السوء من تأثير فإن التفاحة الفاسدة الواحدة تفسد عشر تفاحات سليمة - هذا وهي تفاحة فكيف بالإنسان الذي يحمل في نفسه مشاعر وأحاسيس وأفكارا - إنني أذكر ولي الأمر بشيئين هامين: أولهما أنه ما من راع يسترعيه الله رعية ثم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة، فالحذار الحذار من هذا الوعيد الشديد، وثانيهما: إن لم تحسن تربيته وتعليمه كيف يستفيد من أوقاته بما يعود عليه بالنفع فإن هناك من ينتظره لتعليمه كل خلق سيئ وكل فعل مشين، وقديما قال القائل:
أرى ألف بان لا يقوم بهادم
فكيف ببان خلفه ألف هادم
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

علي محمد الشهري - جمعة أثرب