وقفة مع جدة

ياسر سلامة

‏لا يخفى على الجميع أن أسعار العقارات، أراضي كانت أو عمائر أو فللا أو شققا، ارتفعت في السنوات الخمس الأخيرة ارتفاعا لم يكن يتوقعه حتى المختصون من العقاريين، فكيف بعامة الناس الذين فاجأهم هذا الارتفاع وجعل من أحلام بعضهم أضغاث أحلام.
والحقيقة أن هذا الارتفاع وهذه الزيادة الخيالية غير المبررة في أسعار العقارات تعاني منها كل الدول وبلا استثناء، ولكن في هذه الدول لا توجد أراضٍ شاسعة ومهولة تصل مساحات بعضها إلى ملايين الكيلومترات لتترك خالية وفارغة وفي قلب ووسط المدن، هذه الأراضي الخام الكبيرة غير المقسمة أو المخططة في وسط المدن، والتي اعتبرها أو تعامل معها أصحابها كأصول ثابتة من الأسباب الرئيسية لغلاء الأراضي، وكان من الممكن أن تساعد وبشكل كبير في مواجهة زيادة الطلب، ما يحد من غلاء العقار وبنسبة كبيرة.
قد يقول البعض إن مدينة كجدة لا ينقصها مخططات، فرغم وجود مخططات الشمال وأبحر الكثيرة إلا أن الأسعار لم تتأثر وما زالت في صعود، وهذا الطرح غير صحيح، فلو كانت الأراضي الخام داخل مدينة جدة والتي تقدر بعشرات الكيلومترات مقسمة ومنظمة ومتوفرة أو مطروحة للبيع والتداول لما وصلت أراضي الأحياء المحدودة داخل العروس إلى ما وصلت إليه، وبالتالي ما انعكس هذا الغلاء إلى أراضي شمال أو ضواحي جدة، والتي ينقص بعضها الكثير من الخدمات الهامة كالماء والكهرباء.
قد تجد داخل جدة، وأؤكد على كلمة (داخل)، أي ضمن نطاق وحدود شوارعها الرئيسية المستخدمة يوميا لمعظم سكانها وأهلها كطريق الملك مثلا، قد تجد مخططا منظما يسكنه الناس ومنذ عدة سنوات، وقبله أي باتجاه الجنوب، وبمعني آخر باتجاه وسط المدينة، مساحات لا عد لها ولا حصر وبالكيلو مترات.. بعضها مسور، وبعضها يحتاج ميزانية عظمي لتسويره. هذه الأراضي الخام لا تأخذ عليها الدولة أي رسوم، وهذا المنظر بشكله العام ألا يتسبب في التضييق على الناس، ألا يتعارض مع التنمية الجغرافية والسكانية، والدولة تتجه وتعمل لحل مشكلة الأحياء العشوائية والتي يزيد عددها على الخمسين حيا في جدة، فأين يذهب الناس وهذه الأراضي لا تحرك ساكنا، وبسببها أصبح الطلب في الكثير من الأحياء أكبر من المعروض، ألا نحتاج وقفه مع هذه الأراضي الخام داخل المدن، وبالأخص جدة.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 402 مسافة ثم الرسالة