اشتراطات التسكين تتجاوز أهالي الخيام والاكواخ بضواحي جدة

انتظار المشاريع أرهقهم والبلدية تنظم احتياجاتهم

مشعل حسن الحربي (جدة)

مابين اشتراطات التسكين المتعددة وطول انتظار مشاريع الاسكان تعاني العديد من الاسر في ضواحي جدة من ازمة حقيقية في السكن فجزء من هذه الاسر بلا مأوى تمتلكه وتعتمد على الايجار الذي لاتقوى على دفعه والبعض لم يجد سوى الخيام لتكون له ولاسرته الملاذ بعد ان ضاقت به الدنيا واخرون قد يكونون الاحسن حالا من سابقيهم وهم من استطاعوا ان يصنعوا لهم «اكواخا خشبية» وهي تفتقر الى مقومات الحياة الا ان ظلها يخفف من لهيب الشمس الحارقة ورغم بدائيتها بيد انها المكان الاوحد الذي يجمعهم. عكاظ تجولت في ضواحي جدة ورصدت صورا لبعض من تلك الحالات ..
كشف عن وجود مسكن عائد لاحدى الاسر عبارة عن «خيمة» يقطنها زوج وزوجته وطفلهم الرضيع وعدد قليل من الاناث وهو كل ماتملكه هذه الاسرة، وبجانبهم حظيرة اغنام لاتفصلها عن مسكنهم سوى امتار حيث ان هذا «المأوى» هو عش الزوجية الاول وبدأ الطفل الرضيع يحبو في اول سئيه داخل «خيمتهم الوحيدة»
منزل من غرفتين او ثلاث هو حلم الخمسيني «عتيق الله مشيلح» الذي يسكن في كوخ «صندقة» فيما تسكن والدته بغرفة مجاورة ويقول مشيلح احلم بإيصال التيار الكهربائي الى مسكني ويضيف لايوجد لدى عمل واعتمد في تدبير جزء من اموري على مخصص الضمان واعانات الجمعية الخيرية وانا الان في اشد الحاجة للمسكن الذي يقيني البرد القارس شتاء وحرارة الجو صيفا.

اعتماد على الماشية
اما معتق فقال تزوج ابني عابد بيد اني عجزت عن توفير بناء منزل صغير له بجانبي ماجعله في قرية اخرى في منزل بالايجار ولاادري كيف يستطيع دفع قيمة الايجار ولايوجد دخل ثابت له.
واضاف انا احتاج اليه كثيرا لمساعدتي في تدبير شؤوني فنحن نعتمد في اعمالنا على تربية عدد محدود من الاغنام ومساعدات الجمعية الخيرية واليوم اصبح المسكن يمثل لنا هما كبيرا ونرجو من الله ان ييسر لنا من يتكفل ببنائه.

كوخ خشبي
مسكني كما ترون عبارة عن «كوخ خشبي» فقد وقف بي الحال الى هنا هكذا بدأ نايف المزمومي حديثه، ويضيف اعمل في شركة بمرتب 1800 ريال وينفق نصفه في المواصلات فماذا تفعل لي 900 ريال لي واسرتي ويواصل نايف والدي حصل على مسكن في مشروع الاسكان التنموي بثول الذي انشأته مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للاسكان التنموي وهكذا ينتقل اكثر من حولنا وبقيت هنا وحيدا فماذا افعل ارجو ان يمن الله علي بمسكن بجور اهلي فألم الفراق يزداد مع تواضع المسكن الخشبي الذي لاكهرباء ولا ماء ولا اي مقومات الحياة.

دعم الجهات الخيرية
محمد الحربي قال ان عدة جهات خيرية تدرس المواقع التي ستنفذ عليها مشاريع الاسكان وبناء المساكن الا ان مايقف امام بعض المحتاجين للمنازل هو تعدد الشروط التي يجب توافرها في المتقدمين ومنها راتب محدد وعدم وجود عمالة على كفالته وغيرها.
واضاف الحربي اذا قلنا ان شخصا راتبه 2600 ريال ولديه اسرة مكونة من10 اشخاص فهل يستطيع توفير جزء منها لبناء مسكن ان هذا امر اشبه بالمستحيل لذا فلابد ان لايتم تحديد سقف أعلى للراتب وانما يكون التركيز على قيمة الدخل مقارنة بعدد افراد الاسرة وبقية الالتزامات الاخرى.
وايضا من المشاكل التي يعاني منها هؤلاء المحتاجون هو تخوفهم من عدم اقامة مشاريع للاسكان لديهم الا بعد سنوات طويلة مايفي بقاءهم لاعوام قادمة في هذا الوضع داخل هذه المساكن البدائية.من جهته قال رئيس قبول طلبات الاسكان بثول فايز بن عثمان الكنيدري: نحن نتفهم حاجة العديد من الاسر الى المساكن ونحن هنا جهة تنفيذية وشروط الاسكان وضعت للصالح العام وحتى يستفيد الاكثر احتياجا للمساكن.