الوقوف مع الشرعية

المجموعات المسلحة في شمال مالي تجمع المختلف من القاعدة ذات الأهداف الأيديولوجية إلى حركات «التحرر» التي تقاتل من أجل حقوق ترى أنها مسلوبة من الفئة الحاكمة منذ سنوات الاستقلال عن فرنسا في الستينات.. هذا الاختلاف وحدته الظروف والمصالح وزاد من تنسيقه المهددات الخارجية. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظروف الموحدة لتخلق واقعاً يهدد الشرعية في العاصمة «باماكو» وقد تمتد رياحه إلى العواصم المجاورة فتؤثر على المصالح الدولية والإقليمية.
والقضية تعيش مرحلة جديدة بعد التدخل العسكري الفرنسي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا. وقبول الدول الإقليمية المجاورة للأحداث.. ويمكن تفهم الخطوة الفرنسية بأنها محافظة على النفوذ القديم بعد أن وجدت تشجيعاً من الدول المحيطة بمنطقة الأحداث؛ لأنها لا تريد للحرائق أن تمتد إلى حدودها من خلال التداخل العرقي والقبلي.
فهل هذا الواقع الذي يتمثل في مجموعات مسلحة ضد وحدة واستقرار بلد عضو في الأمم المتحدة يحرك المجتمع الدولي إلى تبني استراتيجية عامة تقف مع الشرعيات في كل الدول ضد المجموعات المسلحة التي تهدد استقرارها وسلامة أراضيها؟. الاتجاه إلى مساندة الشرعية سيقف في طريق دعاة تمزيق الأوطان على أساس عرقي أو طائفي أو أيديولوجي.