المستقبل المرعب

زياد الحارثي

ما الذي يجري بين الشعوب العربية؟ وكيف عاد الغرب إلى اللعب باستدراج الدول العربية لتضرب رقاب بعضها بعضا، فروسيا استنفرت سوريا لدحض الخطر القادم من المقاومة الإسلامية، فحشدت سوريا دباباتها وصواريخها فصار انهمار الرصاص على الأبرياء كانهمار المطر، فتسيل الدماء هنا وهناك، يا له من منظر مرعب، ومن الخلف يتسلل الذئب الروسي يسيل لعابه على المجازر القائمة، بل ويستلذ كل يوم بدماء الشعب البريء، منظر مؤسف للتفكك والانقسام والحرب الطائفية. ما بال المسلمين في مصر! ألم يكونوا صفا واحدا خلف إمام واحد في يوم أرعب الغرب في منظر مهيب في ميدان التحرير؟! وهاهم اليوم يتفرقون أحزابا وجماعات شتى، إن السكين أصبحت على الرقاب، والقبضة على الحلقوم، أليس فيكم رجل رشيد؟! ولقد أصاب المسلمين خوف شديد خطط له الغرب بدقة وإحكام، لتقع الدائرة بين المسلمين، فيضربون رقاب بعضهم، يا الله! إن القيامة تقترب بأسرع مما نتصور، والغرب يعتبر نفسه مهيمنا على كل شيء، وإيران تحشر أنفها في كل أمر من أمور العرب! لقد ذاق العراق مرارتها سنين طويلة حتى أنهكته، وإسرائيل تدعو إلى التهدئة الوهمية ظاهرا، بينما تشعل الحرب من خلف أسوارها، فأصبح العرب وليمة شهية لأعدائهم، نعم إن الفتن قد سرت، ونار الكراهية أججت، ولم يبق إلا اشتعال الفتيل، فيوم الفصل ليس منا ببعيد، إلا أن يتدارك العرب أنفسهم ويوحدوا صفهم، ويشدوا عزمهم، ويعلموا أن الله معهم متى ما كانوا معه.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز