لقد كانت عزمة مفيدة تلك التي اتخذتها مع صديقين هما حسين أبو راشد ومحمد الساعد لزيارة منطقة السدود في شرق جدة؛ لمشاهدة ما تم إنجازه، وكان الأخ حسين يتابع عبر الصحف ما يذكر عن ذلك وما ينشر من خرائط.
وقد استطاع أن يأخذنا إلى جهة السدود في شمال جدة بعيدا إلى جهة الشرق، لقد رأينا ما أدهشنا حقا من ضخامة المشاريع وجودة العمل وما فيه ــ إن شاء الله ــ حماية لجدة من سيولها الهادرة القادمة من مناطق بعيدة من جبال السروات المحيطة لسهول تهامة، والتي تقترب أحيانا من البحر، وتبعد أحيانا، ولكن طريق سيولها لا بد له ــ حسب ميول الأرض ــ من الذهاب إلى البحر عبر أربعة مسارات معروفة هي وادي بريمان ودعيج وأم حبلين وغاية وغليل، ومع الأسف، تم الاعتداء على هذه المسارات بالبناء والعوائق، ما أحدث الكارثة المعروفة قبل أعوام، ولفداحة ما حدث ومنعا لتكراره قررت الحكومة تحرير مسارات السيول وبناء سدود حماية لجدة وتوجيه المياه عبر قنوات إلى البحر جنوبا وأخرى في الشمال الغربي، لقد شاهدنا عديدا من الإنشاءات تعترض مسارات السيول كإسطبلات للخيل وللفروسية قد أزيلت أو أزيحت من الطريق، وما شاهدناه حقيقة إبداع في التصميم والتنفيذ وعمل متميز لشركة أرامكو المخططة والمنفذة وللشركات المنفذة وأغلبها لسعوديين، وتم إنجازه تقريبا في أقل من عام، لقد كلف المشروع مليارات الريالات.. وكان يمكن توفير ذلك لمشاريع أخرى تطويرية لو لم تحدث التجاوزات والاعتداءات والمخططات في مجاري السيول، ولو أن الأمانة لم تغمض عينها.
والشكر لسمو الأمير خالد الفيصل لإرادته وعزمه على التنفيذ الجيد، إنها مدينة تستحق الحب.

للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701
زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة