غياب التغطية الصحية للناس

ياسر سلامة

كتبت تحت هذه الزواية بتاريخ 20/9/1433هـ عن تغطية الناس صحيا، وكيف أن النظام الصحي الغائب وأساسه التأمين الطبي، جعل فرص العلاج أمام المواطنين محدودة وضيقة ومحصورة بين المستوصفات الصحية التي لا يعرف الناس أماكنها لتردي أوضاعها وبين المستشفيات العامة التي لا تكفي ولا توفر بيئة صحية مناسبة ينتظرها المرضى، ناهيك عن عددها غير المواكب لزيادة عدد السكان وللتوسع الجغرافي الطبيعي للمدن، وعلى سبيل المثال كان افتتاح آخر مستشفى عام في مدينة كجدة قبل ثلاثين عاما تقريبا في الوقت الذي تضاعف فيه عدد سكان جدة أربعة أو خمسة أضعاف ما جعل قائمة انتظار المرضى في المستشفيات العامة لمجرد رؤية الطبيب أو الكشف تمتد لفترات طويلة وقائمة العمليات المقررة قد تمتد مددا أطول، ومع هذا العناء للمريض المحتاج تغيب الحلول ونظل في منظومة صحية لا تليق بهذا العصر، بل ويطلع من يسوق علينا أن نظامنا الصحي لا يعلى عليه ويكون جبهة ممانعة ضد التأمين الطبي ويتجرأ بقول إنه فشل في أمريكا وغيرها من الدول المتقدمة وإننا لا يجب أن نستعجل في طرح أي نوع من أنواع التأمين الطبي وهذا دون أن يطرح البديل ليستمر الناس والمرضى في دوامة المعاناة من الصحة، وتعليقا على مقال تغطية الناس صحيا، جاءتني رسالة من الأخ القدير المستشار أحمد الحمدان تحمل في طياتها أسئلة ومحاور مهمة جدا أطرحها كما هي لعل من بيدهم أمر الصحة الرد على ما جاء فيها «صدقت والله يا دكتور ياسر وكما يقولون صح لسانك، فكلمة ذل هي أدنى الأوصاف والألقاب التي يتحملها المريض بجانب مرضه، وأود أن أعرف كيف يتعالج سكان الصين وغيرها من الدول المكتظة بالسكان، لماذا نحن فقط الذين نعاني بالرغم من ثرائنا العالي إذا ما قيس بالآخرين، لماذا لا يخرج علينا معالي وزير الصحة ويبلغنا مساوئ التأمين الطبي المعمول به في جميع الدول المتقدمة كثيرا عنا، أخي الدكتور ياسر لدي سؤال له سنين لم أجد له إجابة عملية: لماذا الأمور الصحية يشرف عليها في بلادنا أكثر من خمس جهات وهو وضع غير معمول به في جميع أنحاء العالم» الرسالة.