«جامعو التبرعات» ارتكبوا منكرا يضرُّ بالاسلام والمسلمين

أكدوا عدم مشروعيتها.. مشايخ وقضاة ورجال شريعة لـ «عكاظ»:

عبدالله العريفج (الرياض)

حذر مشايخ وقضاة ورجال شريعة من مغبَّة جمع التبرعات وارسالها الى جهات مشبوهة بُغية جر شباب الوطن من المغرر بهم الى الاماكن المضطربة وساحات القتال كأرض العراق وغيرها من بؤر التوتر. اكدوا في استطلاع للرأي اجرته «عكاظ» عدم مشروعية مثل هذه الاعمال المنافية على اعتبار ان اموال التبرعات والزكوات والصدقات يجب ان توجه لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين والمساكين وان هناك تنظيمات حررتها الدولة حول طرق واساليب جمع التبرعات لا يجب بأي حال تجاوزها حتى لا تذهب هذه الاموال الى جهات تعمل على الحاق الاذى بالاسلام والمسلمين. واشاروا الى انه من واجب السلطات في المملكة التصدي لمثل هذه الاعمال والسلوكيات لانعكاساتها السلبية مثلما حدث في الاعوام الماضية.. داعين المواطنين والمقيمن الى الابلاغ عن اي مظهر مشبوه. وتأتي تأكيدات المسؤولين والقضاة ورجال الشريعة في اعقاب اعلان وزارة الداخلية السبت على لسان المتحدث الامني القبض على عشرة اشخاص بينهم مقيم على خلفية قيامهم بأنشطة ممنوعة في جمع التبرعات بطرق غير نظامية وتهريب الاموال وايصالها الى جهات مشبوهة توظفها في التغرير بأبناء الوطن وجرهم الى الاماكن المضطربة.
الغيث: المصير المجهول
يقول الرئيس العام لهيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ابراهيم الغيث: ان الدولة وضعت ضوابط وانظمة لجمع التبرعات وبالتالي فعلينا ان اردنا التبرع ان يكون ذلك عبر جمعيات البر المنتشرة بمناطق المملكة وهناك فقراء موجودون والله عز وجل يقول «الاقربون اولى بالمعروف»، وحذر فضيلته من تقديم تبرعات لا يعرف مصيرها اذا ما كان مشروعا ام ممنوعا، ومن الخطأ على المسلم ان يقدم تبرعا لجهة مشبوهة او غير معروفة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع.. ومنها عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه» ولهذا يجب ان نبذل اموالنا على البر والتقوى.
وشدد على أن من واجب وزارة الداخلية ضبط السلوك العام في مثل هذه الامور وان هناك مسؤولية امام الخطباء في تنبيه الناس وتوجيههم حتى لايعبث بأموالهم عابث مبينا ان الهيئات مطالبة شرعا بدرء المنكرات بما فيها التبرعات لجهات مشبوهة لايدرى عن مصيرها على اعتبار اننا لا نقر ولا نرضى بما يضر الاسلام والمسلمين.
الخضيري: ايدٍ امينة
واكد قاضي محكمة التمييز بالرياض الشيخ ابراهيم الخضيري ان هناك تنظيما متكاملا أُقر بأمر ملكي لكيفية جمع التبرعات وهو ما ينبغي ان يتقيد به الناس احتياطا حتى يصل المال الى مستحقيه شرعا.. وقال ان الزكاة والتبرعات تؤخذ من الاغنياء الى الفقراء تطبيقا للحديث النبوي وان تكون هناك آلية لاعانة الاغنياء للوصول الى الفقراء المستحقين فعلا عبر ايد امنية موثوقة.
السديري: مراقبة المساجد
وقال وكيل وزارة الشؤون الاسلامية لشؤون المساجد والدعوة والارشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري: ان موقف الدولة واضح وجلي في عملية جمع التبرعات سواء في الداخل او الخارج وهناك تشريعات ووضعت هيئات ولجان وقنوات رسمية لجمع التبرعات لتصل لمستحقيها الفعليين وبالتالي فإن اي نشاط لجمع التبرعات خارج هذه المنظومة يعتبر تجاوزا ومخالفا لنظام الدولة.وبين ان وزارة الشؤون تؤكد دائما على منسوبيها في قطاع المساجد او المؤسسات الدعوية كمكاتب الدعوة وغيرها بعدم جمع التبرعات الا من خلال القنوات الرسمية المسموح بها وحسابات واضحة في بنوك حددتها الدولة وصرحت بها.. واشار الى ان الوزارة تتابع عن كثب شؤون المساجد ومكاتب الدعوة بشكل دائم لمعالجة اية مشكلات او مخالفات.
المالك: تبرعات غير مشروعة
وشدد الرئيس العام السابق لديوان المظالم الشيخ منصور الحمد المالك على عدم مشروعية جمع التبرعات سرا او علانية وارسالها لجهات مشبوهة تلحق الضرر بأبناء الوطن والامة.. وقال ان اي مال ينفق في عمل مخالف للشرع او فيه ضرر على المسلمين لا يجوز جمعه لهذا الغرض وان ولي الامر فوّض اليه ان يعمل ما فيه مصلحة الامة وما فيه خيرها وان كل عمل لا يتفق مع الشريعة الاسلامية له ان يرده ويمنعه، لأن الله جعل له الولاية العامة ولهذا يجب الائتمار بأمره وطاعته وعدم الخروج عليه او مخالفة ما يأمر به.. واضاف: ما قامت به مجموعة العشرة من جمع للتبرعات وارسالها لاجل الاضرار او الافساد في بلد اخر عمل لايجوز بأية حال.
الشويعر: لاجدال فيها
ويقول مستشار سماحة مفتي عام المملكة ورئيس تحرير مجلة البحوث فضيلة الدكتور محمد بن سعد الشويعر: يقول الله عز وجل «اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم» وهذا رأي شرعي ولهذا فان كل ما تسنه الدولة من تنظيمات واجراءات سواء ما يتعلق بجمع التبرعات او خلافها يجب التقيد بها وليس هناك مجال للمجادلة في هذا على اعتبار ان ولي الامر اكثر دراية بخلفيات جمع التبرعات في هذا الزمان. واشار فضيلته الى الجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة خلال السنوات الثلاث الماضية في مكافحة الارهاب وتجفيف منابع تمويله.
البدر: عونا للدولة
ويرى عضو مجلس الشورى الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر ان مسؤولية تقع على المتبرع في ان يتحرى الدقة ويقطع الشك باليقين عند قيامه بالتبرع ذلك ان جهات مسؤولة وجمعيات خيرية هي التي تعنى بأمور التبرعات وايصالها لمستحقيها.. وقال: من الواجب علينا ان نبتعد عن مايثير الشبهة والشكوك خصوصا ان هناك من يحاول ان يصطاد في المياه ثم ان علينا كمواطنين ان نكون عونا للدولة في التبليغ عن الاشخاص المشتبه بهم من جامعي التبرعات لانه حدث في السابق امور لم تحمد عقباها وبالتالي فقد ادت جمع التبرعات الى سائل لم تكن في الحسبان وفي هذا درس للجميع.