الشبكة المعرفية
الأحد / 14 / ربيع الثاني / 1434 هـ الاحد 24 فبراير 2013 20:32
نايف الرشدان
منذ الأزل ارتبط الإنسان بعلاقة وثيقة مع المعرفة كانت العلاقة الأولى صامتة تقوم على الملاحظة والتتبع ثم المعايشة ثم نهضت على الشفاهية والتنظير ثم عادت بوجه آخر للتطبيق والقياس ثم اتجهت المعرفة في العصور الأخيرة إلى الاكتشافات ثم الاختراعات واجتمعت لعصرنا الحاضر كل تلك المراحل وزاد عليها التحليل والاستنباط العلمي والمقارنات والاستقراءات والاستبانات ، وكانت المعرفة قد بدأت بالاستعصاء إلى أن وصلت إلى مرحلتها الأخيرة وهي الجريان .
وكانت الأدوات التي تستجلب بها المعرفة على مدى تلك المراحل أدوات حاضنة للمعرفة بدأت مع مراحل التدوين كانت الصخور ثم الألواح ثم الجلد والبردي والرقعة ثم القرطاس ثم في عصرنا الحاضر اتجهت إلى الزجاج أو مع التسمية العلمية التقنية والحاسوب .
وهذه المقدمة أسوقها لأن كتابا سابقين كانوا يستحثون البلديات و الأمانات ووزارة الثقافة على إنشاء ما يسمى بالمكتبات العامة في الأحياء وهي في وقتها فكرة جيدة ورغم أنها لم تنفذ واستعاضت البلدية عنها بالملاعب الرياضية ، لكن الشاهد في العود على البدء أن إيقاع الحياة تغير وتطور وأن الأدوات نفسها تغير فيها الكثير فلم يعد الأمر مرتبطا بمعرفة عن طريق البحث الشاق والقراءة الأحادية بل أصبحت الأمور مع الانفجار المعرفي والتدفق العلمي والمنجز التقني أكثر يسرا وأجمل حضورا، فالتوصية الآن لأهل الحي والأمانات والشؤون الاجتماعية هو أنهم ليسوا مطالبين بتوفير المكتبات أو الأماكن آو حتى الكتب وإنما في إنشاء شبكة معرفية يشرف عليها نخبة من أهل الحي ليس من مهمتها تقليص و تحديد أطر وحريات البحث وإنما مهمتهم هي دفع الشباب إلى التحرك العلمي والمعرفي في نسق التنظيم البحثي وعمل مسابقات وجوائز لأبناء ذلك الحي مثلا في تحديد عدد من عناوين الكتب الالكترونية ثم عمل ملخص لها أو البحث عن معاني ومصطلحات أو إثبات نص لصاحبه أو تقديم شرح معرفي لموضوع حيوي وغيرها بعد ذلك يتم الاجتماع بشكل شهري في إحدى ديوانات الحي لتكريم المتميزين من أبناء الحي الذين نجحوا في استحضار الكتب وقراءتها ومعاينتها والتحليل والدراسة والتأمل في معطياتها ، والذين تميزوا في جلب المعلومة أو اجتهدوا في إثبات نص لصاحبه.
إن التقنية الحديثة خدمت العصريين من المشقة العضلية وأبقت له مشقة الذهن ، وخدمتهم من التكلفة المالية وأبقت لهم الانشغال الوقتي والافتتان بها ، لكن من فوائد ذلك قلة المشاكل التي تحدث في الطرقات وقلة السرقات وقلة الورقات ، وقلة الانحراف والممارسات السلوكية الخاطئة ، من يعلق الجرس ويبتدر المساهمة بوضع مخطط حقيقي للأخذ بيد شبابنا وتنويرهم ؟
nrshdan@gmail.com
وكانت الأدوات التي تستجلب بها المعرفة على مدى تلك المراحل أدوات حاضنة للمعرفة بدأت مع مراحل التدوين كانت الصخور ثم الألواح ثم الجلد والبردي والرقعة ثم القرطاس ثم في عصرنا الحاضر اتجهت إلى الزجاج أو مع التسمية العلمية التقنية والحاسوب .
وهذه المقدمة أسوقها لأن كتابا سابقين كانوا يستحثون البلديات و الأمانات ووزارة الثقافة على إنشاء ما يسمى بالمكتبات العامة في الأحياء وهي في وقتها فكرة جيدة ورغم أنها لم تنفذ واستعاضت البلدية عنها بالملاعب الرياضية ، لكن الشاهد في العود على البدء أن إيقاع الحياة تغير وتطور وأن الأدوات نفسها تغير فيها الكثير فلم يعد الأمر مرتبطا بمعرفة عن طريق البحث الشاق والقراءة الأحادية بل أصبحت الأمور مع الانفجار المعرفي والتدفق العلمي والمنجز التقني أكثر يسرا وأجمل حضورا، فالتوصية الآن لأهل الحي والأمانات والشؤون الاجتماعية هو أنهم ليسوا مطالبين بتوفير المكتبات أو الأماكن آو حتى الكتب وإنما في إنشاء شبكة معرفية يشرف عليها نخبة من أهل الحي ليس من مهمتها تقليص و تحديد أطر وحريات البحث وإنما مهمتهم هي دفع الشباب إلى التحرك العلمي والمعرفي في نسق التنظيم البحثي وعمل مسابقات وجوائز لأبناء ذلك الحي مثلا في تحديد عدد من عناوين الكتب الالكترونية ثم عمل ملخص لها أو البحث عن معاني ومصطلحات أو إثبات نص لصاحبه أو تقديم شرح معرفي لموضوع حيوي وغيرها بعد ذلك يتم الاجتماع بشكل شهري في إحدى ديوانات الحي لتكريم المتميزين من أبناء الحي الذين نجحوا في استحضار الكتب وقراءتها ومعاينتها والتحليل والدراسة والتأمل في معطياتها ، والذين تميزوا في جلب المعلومة أو اجتهدوا في إثبات نص لصاحبه.
إن التقنية الحديثة خدمت العصريين من المشقة العضلية وأبقت له مشقة الذهن ، وخدمتهم من التكلفة المالية وأبقت لهم الانشغال الوقتي والافتتان بها ، لكن من فوائد ذلك قلة المشاكل التي تحدث في الطرقات وقلة السرقات وقلة الورقات ، وقلة الانحراف والممارسات السلوكية الخاطئة ، من يعلق الجرس ويبتدر المساهمة بوضع مخطط حقيقي للأخذ بيد شبابنا وتنويرهم ؟
nrshdan@gmail.com