وكز !!!

سلطان الدوسري

تؤكد نظريات وتطبيقات علمية تأثر التفكير (سلبا أو إيجابا) بالبيئة المحيطة به، لذلك كان إعادة تشكيل كورنيش جدة في أحد أهدافه غير المعلنة حث الفكر المجتمعي (مؤسسات الدولة بما فيها القطاع الخاص، وكذلك الأفراد) إلى تجاوز الخطوط التقليدية والبحث عن قمم جديدة في تفكيرها وعملها، تحديدا مؤسسات المجتمع المدني مستهدفة في هذا الإيحاء أولا.
يتطلع بناة الكورنيش إلى وكز خاصرة (شقائق التنمية) من جميع قطاعات الدولة بغية التذكير أن تجميل المنجزات بلمسات حضارية متميزة مسألة متاحة أثناء تنفيذ مشروعات قادمة تنتظرها جدة بفاتورة تتجاوز قيمتها مائة مليار ريال (المطار، القطار، و27 نفق وجسر وغيرها)، كذلك استكمال عزف سمفونية الكورنيش الجديد وهذه المشروعات، بما يتوافق مع تنبؤات الشاعر بدر بن عبدالمحسن (كل ما جا الطاري في عروس وخطوبة / قلنا مين هي العروس؟ قالوا جدة)، فلكل عصر متنبيه وشاعره.
يصعب الجزم باكتمال زينة العروس إلى حين تحقيق بناء ثقافي وتوعوي يحجب ويمنع تكرار صور عبث جرحت جزءا من جسد الكورنيش الجديد، وأحرقت أطراف ثوبه الثمين، عندما داهم الكورنيش أقوام لا يفرقون بين التنزه على البحر و(كشتة في بر) فأشعلوا النار على العشب، وحولوا أرصفته إلى منصات شوي وطبخ، قبل أن تأتي يد من الحكومة ويد أخرى من مؤسسات المجتمع المدني بلافتة مكتوب عليها ما معناه (البناء الحضاري يستحق تصرف حضاري) وأعتقد أن هذه اليدين لم تخطط سلفا لما حدث، لكن الخشية من تكرار العبث وارد لو خبت همة الغيورين على جدة وانخفضت معدلات النظافة والسلوك الإنساني السلبي الممارس على جسد العروس لأنه سوف يتكرر لاحقا في مشروعات القطار والمطار وكل المشروعات القادمة، فليتنا نعد العدة ونحسب لذلك من الآن بخطط موازية لكي لا نقع في ما وقع فيه كورنيش العروس.

Sultan_aldosary@hotmail.com