المسمى الوظيفي .. «مواطن»

علي بن سعد الزامل

يقول صديقي الصحافي.. اتصلت على مدير دائرة خدمية بغية الاستيضاح عن خبر من اختصاص الإدارة.. فرد علي سكرتيره فطلب اسمي وبكل أريحية أجبته.. واستطرد متسائلا من أي جهة أنت؟ فقلت: ألا يكفي الاسم، فرد باقتضاب لابد من المسمى الوظيفي.. كان بالإمكان أن أذكر مهنتي لكني وددت أن أعرف مآرب وخبايا هذا التصرف فقلت: مسمى الوظيفة (مواطن) امتعض السكرتير من هذا الرد المفحم والذي ينم (حسب فهمه القاصر) أنني غير مرموق وظيفيا ومفلس ماديا وإلا لتبجحت بوظيفتي أو مركزي.. المهم ماكان من السكرتير إلا المزيد من الاستياء وكاد أن يقفل الهاتف لولا أنني أستدركت وأفصحت عن مهنتي كصحافي فطفق السكرتير معتذرا عن ما بدر منه من صلافة! وأوصلني بالمدير فعاجلته كي أتأكد أن ما قاله سكرتيره من وحي وتعليمات المدير أم من تلقاء نفسه.. تلكأ المدير لكنه اعترف باستحياء بأنها تعليماته متعللا بذرائع واهية.. أقول لصديقي الصحافي إن أفضل مسمى توسمه (مواطن) بوصفه وساما وشرفا لنا جميعا شاء من شاء وأبى من أبى فالأمير والوزير ورجل الأعمال هم مواطنون أسوة بغيرهم ومتساوون بحق المواطنة التي تقتضي من جملة ما تقتضي أخذ حقوقهم والاستعلام عن الخدمات المشاعة لهم... أما المدير فلا يستحق هذا المنصب لكونه لا يتحدث إلا مع أصحاب المناصب والوجهاء فهو بالتأكيد نفعي ومن ذوي المصالح (الشخصية) الذين يوظفون مناصبهم ويجيرونها لجهة مصالحهم الخاصة.. هؤلاء تناسوا أنهم وضعوا لخدمة المواطنين سواء بسواء فالانتقائية هي الوجه الآخر القبيح للانتهازية.. فلنكرس هذا المسمى وبقوة النظام الذي لم يفرق بين مواطن وآخر... ولنجبر هؤلاء على خدمتنا كمواطنين دون الاضطرار (وهذا المفترض) لتذييل أسمائنا بمناصب أو مكانة ومن لا يستجيب فهو بالتأكيد لا يستحق شرف المواطنة ومقتضياتها.. نفس الشيء يقال وربما أكثر عن الذين لا يحلو لهم مخاطبة المسؤول دون أن (يستبق) وإن شئت يصبغ المنصب أسماءهم ويزوغها .!.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة

zamilonline@gmail.com