أسلحة اللوبي الإسرائيلي في أمريكا

تشارلي ريس

يعد الإسكات السلاح الأول للوبي الإسرائيلي عندما ينشر شخص ذو هيبة كتاباً أو دراسة تنتقد إسرائيل أو جماعة الضغط القوية التابعة لها. وإذا كان كتاباً، فإنه نادراً ما يتم عرضه، ولا تجرى المقابلات والحوارات مع مؤلفه، بل تفرض عليه مقاطعة تامة. وإذا كانت دراسة، فلا تتحدث عنها الصحف الكبرى، ولا تجرى مقابلات لا صحفية، ولا تلفزيونية ولا إذاعية مع كتّاب الدراسة المذكورة.
ولن يعرف الأمريكي العادي -أو غيره- الذي يعتمد على الصحافة لمعرفة ما يجري في العالم، فإنه لن يعرف أي شيء عن انتقاد إسرائيل أو اللوبي الصهيوني التابع لها ويتمثل السلاح الثاني في شن هجمات شخصية خبيثة ولاذعة ضد المؤلف.
وقد استخدمت الدولة العبرية وجماعة الضغط الخاضعة لها كلا الأسلوبين ضد دراسة مشهورة ومذهلة تحت عنوان: «اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية»، وقد كتب هذه الدراسة المرموقة الأكاديميان الكبيران المشهوران، جون ميرشيمر، من جامعة شيكاغو، وستفان والت، من مدرسة جون كندي للحكم بجامعة هارفارد.
وقد اختفت الدراسة عن الصحف الأمريكية الكبرى رغم وجودها على الإنترنت. وقامت دار لندن لعرض الكتب بنشر الدراسة على موقعها تحت العنوان التالي: www.lrb.co.uk ونشرت صحيفة «كريستيان سايانس مونيتور» الأمريكية خبراً عن الدراسة وانتقادها من قبل دفيد جرغين في مجلة «يو.إس.نيوز وورلد ريبورت».
ويتولى دفيد رئاسة تحرير المجلة التي يملكها الصهيوني المتحمس «مور تيمرزوكرمان». ودفيد معروف بانتهازيته وداء التملق وخدمة الأثرياء.
ويتمثل جوهر الدراسة في أن اللوبي الإسرائيلي مسيطر على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط لدرجة أن الولايات المتحدة تقدم أمن الدولة العبرية على أمنها الخاص، ويؤكد كاتبا الدراسة أنه لا مثيل لهذا الوضع في التاريخ الأمريكي، وقالت رابطة مكافحة التجريح إنه إذا نشرت الدراسة في وسائل الإعلام الكبرى الشعبية، فإن إسرائيل وجماعة الضغط التابعة لها ستشن مزيداً من الهجمات القوية الخبيثة على ميرشمر وولت. ووصف اللوبي الإسرائيلي هذين العالمين الكبيرين بأنهما فاشلان وعميلان للعرب.
وليست هذه الدراسة الأولى التي تنتقد إسرائيل.. بل هناك عدة كتب ودراسات سبقتها في هذا المجال.. ولكن اللوبي الصهيوني حجبها عن الرأي العام الأمريكي والعالمي، وقد وصف السيناتور الأمريكي الراحل، وليام فوليرايت الكونجرس بأنه «الأرض المحتلة من قبل إسرائيل»!
وما يأمله المؤلفان هو بدء نقاش عام حول اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.. ولكن جماعة الضغط الصهيونية قد تبذل كل ما في وسعها لإفشال إجراء هذه المناقشة العامة.
نقلا عن الجارديان البريطانية
ترجمة: محمد بشير