أبو ريـالين !

ماجد محمد العنزي

لا يخفى على أحد مصطلح «محلات أبو ريالين» وأماكن تواجدها في أي منطقة. أول ما سيخطر في أذهاننا هو مجموعة من الخردوات المتنوعة تحت سقفٍ واحد، ستجدون كل ما لذ وطاب من تلك المنتجات المقلدة بأرخص الأسعار وبكل الأشكال والألوان. وعادة ما تحتل هذه المحلات مكانة كبيرة في نفوس الأطفال لأنهم سيمتلكون الكثير من الألعاب بمبلغ زهيد لن يقابل بالرفض من قبل آبائهم. يؤسفني أن أخبركم أن الأطباء ــ وكما أشاروا في صحيفة عكاظ بتاريخ 2 مارس 2013 م ــ أن تلك المنتجات تؤدي إلى أمراض السرطان عافاكم الله، وأن المنتجات المقلدة بشكل عام تزيد من فرص الإصابة بالمرض باختلاف مواضعها، فالكريمات المقلدة تسبب الاكزيما والحكة وتطورها قد يقود لسرطان الجلد والكحل المقلد يؤذي القرنية. الموضوع خطير ويظل هذا السؤال حائرا : ما هو موقف وزارتي الصحة والتجارة من هذه المنتجات التي تملأ الأسواق بشكل مهول؟ نحن بانتظار ردة فعل من أجلنا وأجل فلذات أكبادنا قبل أن يقع المحظور.
للحوار آداب، ولعل أبرز آدابه هو التحلي بالأخلاق العامة وسماع آراء الآخرين مهما كان حجم الاختلاف. في الآونة الأخيرة ظهر صنف «محاور أبو ريالين» الذي يسعى إلى إثبات رأيه بكل وسيلة ممكنة وبشكل مزعج للغاية، ليس هذا فحسب بل يقوم بالسخرية المباشرة وغير المباشرة من رأيك ولن يتردد في وضعك تحت أي (خانة فكرية) عطفا على الفكرة التي تطرحها وهذا أمر مستجد لم نعتد عليه. تجاهل هؤلاء مكسب للعقل وانتصار كبير له والجدال معهم خسران مبين.
الطفل نايف ــ وهو ضحية من ضحايا الإهمال واللامسؤولية ــ مازال في غيبوبته منذ 3 سنوات بعد أن صعق بالكهرباء من برادة الماء بالمسجد كما أشارت صحيفة سبق بالثالث من مارس المنصرم، لماذا لا يوجد فريق مختص بصيانة مثل هذه الأمور التي تودي بحياة الأبرياء ؟ وجود أمثال هؤلاء ضروري لحماية أطفالنا مما واجهه نايف ــ من الله عليه بالصحة والعافية ــ حتى وإن كانوا بكفاءة من نوع «أبو ريالين» !.
يبدو أن ضحايا التشخيص الخاطئ في تزايد مستمر، وآخر ضحايا هذه الساعة هي زوجة السيد زهير عبدربه التي أعتبرها الطبيب المختص متوفاة (واستكثر) معالجتها بقسم الطوارئ كما أشارت «عكاظ» بعددها في اليوم السادس من مارس. السيدة تعرضت لأزمة قلبية فقط ومازالت على قيد الحياة، وبسبب التشخيص الخاطئ أصبحت في غيبوبة لأكثر من نصف شهر لأنهم تأخروا بإسعافها! من سيحمي المواطن من تشخيص «أبو ريالين» ؟ وهل كل من سيتعرض لأزمة قلبية يصبح في عِداد المتوفين بسبب هؤلاء الأطباء ؟.