تحديات التعليم القادم

نايف الرشدان

في حوار جانبي مع مدير الجامعة الإلكترونية الدكتور عبدالله الموسى، خلال المناسبة التي أقامها الأديب الأستاذ عبدالله الناصر لمعالي وزير التعليم العالي ومعالي رئيس مجلس الشورى في مخيمه البري الشائق، تحدث عن التحديات التي تساير طريق الجامعة الإلكترونية، وأنها لا يمكن أن تكون إلا محفزات للمزيد من النجاحات، وتقديم أجيال معرفية تم الرهان عليها في استثمارها للمعطى التقني والتحديثات الكبيرة في مجال التعلم الإلكتروني، لكن الدكتور الموسى خالفني الرأي في تعليقي على عبارته من يريد (التعليم الحقيقي) بأنه تعبير قاسٍ في حق زملائه المسؤولين في الجامعات الأخرى!، حين قال: «الأيام القادمة والأفعال ستثبت لك صحة توجهي إلى أن من أراد التعلم الحقيقي بالفعل اختار الجامعة الإلكترونية، لأن من لا يريده انسحب من الدراسة، سواء في البكالوريوس أو الماجستير، ولم يبق فعلا إلا الذين بحثوا عن التعليم الحقيقي».
الدكتور الموسى ذكر بأن الجامعات العالمية كلها اتجهت إلى التعليم الإلكتروني الذي أثبت جدواه ومواكبته لتقنيات ومعطيات العصر، ووعد قاطعا بأن يكون خريج وخريجة الجامعة الإلكترونية أفضل طالب وطالبة على مستوى الشرق الأوسط، وسيكون بإمكانه مواصلة تعليمه أو إكمال ما فاته في أي جامعة إلكترونية في العالم.
وهذا العهد يحمل الدكتور الموسى مسؤولية مضاعفة العمل، وذلك من خلال منح الطلاب والطالبات كامل الثقة في استثمار القيم المعرفية والفنية والتقنية وتوظيفها لارتسام المناهج المختصرة نحو تحقيق وترجمة وتفعيل خطط الجامعة الاستراتيجية والعلمية.
ويبدو من خلال حديث رئيس الجامعة الإلكترونية أن هناك خططا مستقبلية أخرى، حيث أوضح أن الفئات المستهدفة بشكل بارز في خطط الجامعة هم طلاب المرحلة المتوسطة وطالباتها الحاليون وما دون الذين يعدونهم لهذا المستوى من التعليم، والذين استوعبوا المستجدات التقنية المعاصرة وتربوا عليها، بل رهان الموسى أعظم من ذلك، وهو أن طلاب هذه المرحلة بفضل تكيفهم مع لغة العصر أصبحوا من النضج بمكان، بحيث يتفوقون بمراحل على سابقيهم في التحصيل العلمي والمعرفي؛ لأنهم من خلال لغة (السيرش) واستيعابهم لمحركات البحث يضعون المعلومة في مكانها بفهم، ونحن لا نلوم الدكتور الموسى في نظرته المستقبلية، ونؤمن أن بناء الأجيال والتعويل عليهم يتم من خلال حسن التخطيط وقراءة رغباتهم وغاياتهم ومحاولة تحقيق الطموحات التي تشرئب لها أعناقهم، وتنحاز إليها عقولهم وتصبو إليها أفئدتهم، والذي أعجبني في حواري مع الدكتور الموسى النظرة الحضارية في منح الفرص بالتساوي أمام راغبي التعلم والباحثين عن الشهادة عبر التعلم الحقيقي ــ كما وصف ليس في ذلك فحسب، بل باستيعاب جميع التخصصات: أدبي/ علمي/ تقني/ إداري/ تحفيظ قرآن، وعدم إيمانه بالتقسيمات في المراحل الدراسية التي لا توجد إلا في مناهجنا، بينما على المشترك العالمي لا إيمان بهذه التجزئات، دعواتنا للجامعة والمسؤولين فيها بتحقيق جميع أهدافهم في خدمة بناء وطن متعلم حضاري.


nrshdan@gmail.com